سجلت تجربة نباتية أجرتها إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) رقمين قياسيين عالميين، حيث إنها قامت بإطعام عدد كبير من رواد الفضاء من محصول يُزرع في الفضاء، طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي، الأحد 5 ديسمبر/كانون الأول.
كانت ناسا قد أعلنت مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن نجاحها في زراعة وحصاد أول فلفل حار في الفضاء، فيما قام الرواد في محطة الفضاء الدولية بتحويل الخضار إلى ساندويشات التاكو المكسيكية الشهيرة.
تعد هذه واحدة من أكثر التجارب تحدياً التي أكملها برنامج الفضاء على الإطلاق، بحسب الباحثين.
"أطول تجربة"
كما دخلت تلك التجربة التاريخ أيضاً باعتبارها أطول تجربة تُجرى في محطة الفضاء الدولية (ISS).
فيما كانت هذه هي المرة الثانية التي يُزرع فيها الفلفل الحار في الفضاء.
من جهته، قال مات رومين، كبير الباحثين في تجربة الفلفل، لموقع Business Insider يوم الجمعة 3 ديسمبر/كانون الثاني، إن فريق إنتاج المحاصيل في وكالة ناسا لم يتوقع تسجيل هذين الرقمين.
رومين أضاف أن موعد حصاد الفلفل الحار تأخر قليلاً مقارنة بالتجارب التي أجريت على الأرض، أي أن التجربة في المحطة ربما امتدت لـ17 يوماً آخر.
في حين استمرت بذور الفلفل في مركز التجارب Plant Habitat-04، الذي يُشار إليه اختصاراً بـ PH-04، في النمو لمدة أربعة أشهر قبل حصادها في أكتوبر/تشرين الأول.
أكبر عدد من رواد الفضاء
هذا الموعد "أتاح لعدد أكبر من رواد الفضاء فرصة لتجربة الفلفل"، وفقاً لما ذكره رومين الذي قال إنه كان يتوقع في البداية أن ينمو الفلفل خلال 120 يوماً. لكنه استمر لمدة 137 يوماً، وهذا يجعلها أطول تجربة في الفضاء.
كانت التجربة الأطول قبل هذه الخطوة قد أُجريت عام 2016 حين استغرقت "زهور الزينيا" 90 يوماً لتنمو في الفضاء.
كذلك لفت رومين إلى أن الفلفل كان حاراً، قائلاً: "كل المؤشرات تدل على أن بعض الثمار كانت أشد حرارة، ولم يكن هذا مستغرباً، نظراً للتأثير المجهول الذي قد تحدثه الجاذبية الصغرى على مستويات الكابسيسين (العنصر الرئيسي النشط في الفلفل الحار) في الفلفل".
عقب نجاح تجربة PH-04، قالت وكالة ناسا إن الفريق في مركز كينيدي للفضاء يخطط لزراعة بعض المحاصيل مثل الطماطم القزمية واختبار أنواع جديدة من الخضراوات الورقية.
يقول رومين: "دخلنا هذه التجربة ونحن نعلم أن زراعة الفلفل في الجاذبية الصغرى لن تكون سهلة، لكن هذه التجربة كانت دليلاً على أننا نسير على الطريق الصحيح في إنتاج المحاصيل الفضائية".
فيما تمثل الهدف من هذه التجارب في التمكُّن من إنتاج محاصيل قابلة للحياة ومستدامة لمهام طويلة إلى القمر والمريخ في المستقبل، على حد قول رومين.