أن تحظى بنعمة انتظار مولود جديد هي تجربة ثرية وسعيدة بالنسبة لكل أسرة. ولكن مقابل الحماس والترقُّب للتحدي الجديد، هناك معادلة إضافية تتعلق بتهيئة الأخ الأكبر أنه سيحظى بأخ/أو أخت جديدة قريباً.
من أكثر التحديات التي تواجه كل أبٍ وأم كيفية تهيئة الطفل لهذه التجربة لكي لا يشعر بالغيرة أو الإهمال من الطفل الجديد، وتساورهم أيضاً مخاوف حول كيفية تفاعل الأطفال الأكبر سناً مع المولود وكيف من الممكن مراعاتها بالصورة الملائمة.
ومهما كان عمر الطفل الأكبر، فإن تجربة أن يحظى بأخ أو أخت قد تتضمن الكثير من المشاعر الثقيلة والمخاوف والتوتر والارتباك بالنسبة له.. لذلك في هذا التقرير نستعرض الطريقة المثلى التي يمكنك تهيئة ابنك الأكبر لاستقبال مولود جديد في الأسرة.
يتفاعل الأطفال من مختلف الأعمار بشكل مختلف مع المولود الجديد
إن معرفة ما يمكن توقعه من كل فئة عمرية سيجعل من السهل التعامل مع التغييرات في عائلتك؛ لذلك فيما يلي نوضح، وفقاً لموقع Healthy Children كيف ستكون ردة فعل الطفل تجاه خبر وصول مولود جديد في الطريق وفقاً لسنه:
الأطفال من سنة إلى سنتين
لن يفهم الأطفال في هذا العمر الكثير عما يعنيه أن يكون لديهم أخ أو أخت جديدة. ومع ذلك، دع طفلك يسمعك تتحدث عن "المولود الجديد" ويشعر بالإثارة. قد لا يفهم سبب الحماس، لكنه سيقلِّد ردة فعلك.
وعلى الأب والأم أن يضعا في الاعتبار أنهما قد لا يكونان قادرين على تلبية احتياجات كلا الطفلين طوال الوقت، علاوة على تلبية احتياجاته بشكل خاص.
حينها ينبغي طلب المساعدة من الأقارب والأصدقاء للحصول على الدعم.
ويُنصح باستخدام قصص قبل النوم التي تتحدث عن فكرة المولود الجديد في الأسرة، وكرر على مسمعه كلمات مثل "أخت" و"أخ" و"مولود جديد".
وعندما يصل المولود الجديد، على الوالدين القيام بشيء خاص للطفل الأكبر.
ويتم ذلك لطمأنته بأنه لا يزال محبوباً. وتتضمن بعض الأفكار منحه هدية خاصة، والسماح له بقضاء بعض الوقت بمفرده مع الأب أو الجدة أو شخص بالغ آخر، أو اصطحابه إلى مكان مميز.
مرحلة ما قبل المدرسة – من 2 إلى 4 سنوات فما فوقها
في هذا العمر، لا يزال طفلك مرتبطاً بأمه بشكل خاص جداً، ولا يفهم بعد كيفية مشاركة والدته أو والده مع الآخرين. وقد يكون حساساً جداً للتغيير وقد يشعر بالتهديد من فكرة وجود فرد جديد في العائلة.
فيما يلي بعض الاقتراحات التي قد تساعد في جعل طفلك في سن ما قبل المدرسة أخاً كبيراً أو أختاً كبيرة يشعر بالمحبة والحنو على أخيه أو أخته.
- انتظر قليلاً قبل إخبار طفلك في سن ما قبل المدرسة عن الطفل الجديد. واشرحها لطفلك عندما تبدأ في شراء أثاث الحضانة أو ملابس الأطفال، أو إذا بدأ يسأل عن "بطن" الأم الذي ينمو.
- يمكن أن تكون الكتب المصورة لمرحلة ما قبل المدرسة مفيدة جداً بشكل خاص. وحاولي إخبار طفلك قبل أن يسمع عن المولود الجديد من شخص آخر.
- الصدق مع الطفل: يجب الشرح بأن الطفل سيكون لطيفاً ومحبوباً ولكنه سيبكي أيضاً وسيأخذ الكثير من الوقت والاهتمام. لذا على الوالدين أن يتأكدا من أن الطفل الأكبر يعرف أنه قد يمر بعض الوقت قبل أن يتمكن من اللعب مع المولود الجديد. وطمئن طفلك بأنك ستحبه بعد ولادة الطفل تماماً كما تحبه الآن.
- أشرِك طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة في التخطيط لاستقبال الطفل: هذا سيجعله أقل غيرة، ودعه يتسوق معك لشراء أغراض الأطفال. وأظهر له صور الطفل بالسونار إن وُجدت لكي يبدأ في الشعور بالحماس. وإذا كنت ستستخدم بعض أغراضه القديمة، دعه يلعب بها قليلاً قبل تجهيزها للمولود الجديد. واشترِ لطفلك (ولداً أو بنتاً) دمى وألعاب حيوانات مثلاً حتى يتمكن من رعايتها كـ"طفله الصغير".
- الوقت سيتغير بشكل كبير في روتين طفلك: إذا كان بإمكانك إنهاء التدريب على استخدام المرحاض أو التحول من فراش الوالدين إلى سرير منفصل قبل وصول الطفل، فافعلي ذلك. أما إذا لم يكن ذلك ممكناً، يُنصح بتأجيلهم إلى ما بعد استقرار الطفل الجديد في المنزل.
لكن خلاف ذلك وتدريب الطفل على خطوات استقلال بالتزامن مع استقبال المولود الجديد قد يشعر طفلك بالإرهاق والإهمال أو ربط أخيه/أخته بهذا التغيير المزعج بالنسبة له.
- توقع أن يتراجع سلوك طفلك الأكبر قليلاً: على سبيل المثال، قد يبدأ طفلك المدرّب على استخدام المرحاض فجأة في التعرض لحوادث أثناء النوم.
وهذا أمر طبيعي وهي طريقة طفلك الأكبر للتأكد من أنه لا يزال يحظى بحبك واهتمامك.
وبدلاً من إخباره بأن يتصرف بما يليق بعمره، دعه يحصل على الاهتمام الذي يحتاجه، وامدحه عندما يتصرف بشكل صائب.
- جهز طفلك عندما تكون في المستشفى: قد يكون الطفل مرتبكاً بشكل خاص عندما تغادر الأم إلى المستشفى وتغيب عنه لهذه الفترة؛ لذا تُنصح الأم بأن تشرح له أنها ستعود مع المولود الجديد في غضون ساعات/أيام قليلة.
- تخصيص وقت خاص للطفل الأكبر سناً: وذلك عبر القراءة أو ممارسة الألعاب أو الاستماع إلى الموسيقى أو حتى مجرد التحدث.
يجب أن يظهر الأب والأم للطفل أنهما يحبان ويريدان أن يفعلا أشياء مشتركة معه. أيضاً، يمكن للأم احتضان الطفل الأكبر أثناء إرضاع المولود الجديد لا يشعر بالإهمال.
- اطلبي من العائلة والأصدقاء قضاء بعض الوقت مع طفلك الأكبر عندما يأتون لرؤية المولود الجديد: سيساعده هذا على الشعور بالخصوصية وعدم استبعاده من كل الإثارة. وقد يقدمون له أيضاً هدية صغيرة عندما يحضرون هدايا للطفل.
- إذا كان الطفل في سن الخامسة فما فوق، فهو أكثر استعداداً لاستيعاب مفهوم المولود الجديد. وعندما يحضر الرضيع إلى المنزل لأول مرة، اجعل طفلك الأكبر يشعر أن لديه دوراً يلعبه في رعاية الطفل.
أخبره أنه يستطيع حمل الطفل، رغم أنها يجب أن يسأل الأم والأم أولاً وينتظر مساعدتهما في ذلك. ومن المهم مدحه كلما كان لطيفاً ومحباً للمولود الجديد.
ما العمل إذا بدأ الطفل الأكبر في الشعور بالغيرة من المولود الجديد؟
بادئ ذي بدء، يختلف كل طفل عن الآخر والغيرة تختلف بين الأطفال.
بالنسبة لبعض الأطفال، قد تكون الغيرة فورية. في الواقع، تكون الغيرة أحياناً تجاه الطفل حتى قبل مولده.
وبحسب موقع Today's Parents التربوي، سيوضح الطفل الأكبر أنه لا يتطلع إلى الطفل على الإطلاق، بل يريده أن يذهب بعيداً ويختفي. وقد تزيد حدة الغيرة عندما يبدأ الطفل الأصغر في الابتسام ويصبح أكثر تفاعلاً بشكل يجذب انتباه الأبوين.
أحياناً، لن تظهر على بعض الأطفال علامات انعدام الأمن أو الغيرة لعدة أشهر، لأن المولود الجديد نائم أو هادئ. وعندما يصرخ الطفل ويبكي، فهذا لا يمثل تهديداً حقيقياً لهم لأنهم يعلمون أن ذلك يزعج الوالدين.
أفضل شيء للأم هنا هو أن تقضي مع الطفل الأكبر وقتاً خاصاً انفرادياً كل يوم، وربما حتى مرتين في اليوم أو أكثر، خاصة إذا كان هذا الطفل يعاني من عدم الأمان في وقت مبكر.
وسيكون الأطفال هنا بحاجة إلى التأكد من استمرار تلك الأوقات الخاصة بعد ولادة الطفل الجديد. إذ يمكن أن ينزعج الطفل الأكبر سناً من الضجة الشديدة التي تُثار حول الطفل وعدم الاهتمام الكافي به.