قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن حاكم ولاية نورث كارولينا أصدر العفو عن رجل قضى 24 عاماً خلف القضبان في جريمة قتل طالما دافع عن براءته منها.
خرج دونتاي شارب من السجن منذ عام 2019. وبموجب العفو، بإمكانه تقديم طلب للحصول على تعويض يصل إلى 750 ألف دولار عن إدانته الخاطئة.
رفع الظلم عن أبرياء
قال روي كوبر الحاكم: "يستحق شارب وآخرون ممن حُكم عليهم ظلماً الاعتراف بهذا الظلم الواقع عليهم بالكامل وبشكل علني".
في عام 1995، حُكم على شارب بالسجن مدى الحياة وهو في سن الـ19 بتهمة قتل من الدرجة الأولى لجورج رادكليف البالغ من العمر 33 عاماً، والذي اتُّهم بقتله قبل عام خلال صفقة مخدرات. صمم شارب على براءته طوال الوقت وقال في مقابلة أجريت عام 2019 إن إيمانه وثقته ببراءته هما عصاه التي اتكأ عليها عند إصراره على رفضه قبول عروض بتخفيف الحكم مقابل إقراره بالتهمة.
في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت عُقد الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعد ساعة فقط من بيان براءة كوبر، قال شارب إنه كان في حالة من عدم التصديق عندما اتصل به المحامي لإبلاغه بالأخبار. وأخبره بأنه كان لا يزال عاكفاً على القضية وكان يفكر أيضاً في أولئك الذين نزلوا إلى الشوارع ونظموا وقفات احتجاجية نيابة عنه.
قال شارب: "لا أزال في حالة من التشوش، نوعاً ما. عندما تتعامل مع النفس البشرية، قد يسير الأمر في أي اتجاه، قد تكون الإجابة نعم أو لا. ولم أكن أعلم ماذا أتوقع. كنت أومن بأنهم سيمنحونني عفواً".
شهادة فتاة
استندت قضية الحكومة ضد شارب جزئياً إلى شهادة فتاة تبلغ 15 عاماً، زعمت أنها شاهدت شارب يقتل رادكليف، لكنها تراجعت لاحقاً وقالت إنها لم تكن موجودة وقت إطلاق النار. وذكرت لاحقاً أنها اختلقت تلك المزاعم بناءً على ما أخبرها به المحققون.
أخفقت محاولات شارب المتكررة لعقد محاكمة جديدة إلى أن شهد أحد الأطباء الشرعيين السابقين التابعين للحكومة بأن نظرية الدولة بشأن إطلاق النار لم تكن ممكنة من الناحية الطبية أو العلمية. وطالب القاضي بسماع مزيد من الأدلة. أُطلق سراح شارب من السجن في أغسطس/آب عام 2019، بعد أن قال المدعي العام إن الدولة لن تسعى إلى إعادة المحاكمة.
طالما سعت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين إلى إطلاق سراح شارب. وفي الشهور الأخيرة، طالبت جماعات العدالة العرقية الحاكم بأن تأخذه الرأفة بشارب للمطالبة بتعويض عن إدانته الظالمة. واحتجوا أمام مكان احتجاز شارب في المقر الحكومي بالعاصمة رالي لعدة أسابيع.
قال أنتوني سبيرمان، زعيم الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في نورث كارولينا منذ وقت طويل وكان ضمن صفوف المشاركين في الاحتجاج خارج المقر الحكومي: "كان ينبغي أن يحدث هذا منذ وقت طويل". وأضاف شارب أنه سيواصل الضغط من أجل تحقيق العدالة للسجناء الآخرين.
أردف: "لن أشعر بالحرية الكاملة طالما لا يزال هناك أشخاص يُعتقلون ظلماً، وطالما هناك أشخاص يُحكم عليهم بالسجن ظلماً، وطالما هناك من ينتظرون الحكم بالعفو".