دراسة تكشف لغز قدرة الخفافيش على الحياة رغم تناولها الدماء فقط! السر في الجينات المفقودة بطعامها

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/31 الساعة 16:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/31 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
الوطاويط الخفاش/ Istock

قال موقع LiveScience في تقرير نشره يوم السبت 30 أكتوبر /تشرين الأول 2021 إن الخفافيش مصاصة الدماء تتبع نظاماً غذائياً غير عادي يتكون من الدماء فقط ويتسم بأنه غني بالبروتين، ولكنه يفتقر إلى العناصر الغذائية الأخرى. 

دراسة حديثة تناولت اكتفاء الخفافيش بتناول الدماء فقط، قالت إن الجينات "المفقودة" في الخفافيش بسبب غذائها ربما تفسر بقاء الثدييات الطائرة على قيد الحياة مع تناول وجبات تتكون من لا شيء، إلا من الدماء التي تشربها من الجروح المكشوفة لضحاياها في جوف الليل، بحسب ما أفادت صحيفة The Scientist Magazine.

جينات الخفاش مصاص الدماء

في الدراسة الجديدة التي نُشرت في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في قاعدة البيانات الأرشيفية bioRxiv، قارن الباحثون بين جينوم الخفاش مصاص الدماء الشائع وجينات 25 نوعاً آخر من الخفافيش. وكشف التحليل أن هذا الخفاش يفتقر إلى نسخ وظيفية لعدد 13 جيناً تظهر في الخفافيش الأخرى؛ وهذه الجينات المفقودة إما أنها غائبة تماماً من جينوم الخفافيش أو أنها تحتوي على الكثير من الطفرات التي تعيقها على الأرجح عن إنتاج بروتينات وظيفية، بحسب ما قال المؤلف المساعد للدراسة مايكل هيلر لدورية The Scientist، وهو عالم الجينوم في مركز LOEWE Centre for Translational Biodiversity Genomics بألمانيا.

اتضح أن الخفافيش مصاصة الدماء قد استفادت من غياب هذه الجينات الـ13. إذ يساعدهم فقدان هذه الجينات على استخلاص العناصر الغذائية من الدم بطرق لا تستطيع الخفافيش الأخرى فعلها، وذلك وفقاً للدراسة التي لم تخضع لمراجعة الأقران.

إفراز الأنسولين 

على سبيل المثال، يعمل اثنان من الجينات المفقودة على إفراز الأنسولين من البنكرياس، إذ يُعد الأنسولين هرموناً ينظم كمية السكر في الدم من خلال نقل الغلوكوز في الخلايا. وأظهرت الدراسات القديمة أن الخفافيش مصاصة الدماء تفرز القليل من الأنسولين، وهو أمر منطقي نظراً لأن الدم الذي تشربه يحتوي على القليل من الكربوهيدرات، بحسب ما أخبر هيلر دورية The Science. 

أضاف هيلر أنها ربما تساعد قلة إفراز الأنسولين الخفافيش في الحفاظ على كمية السكر التي تستهلكها عن طريق الحفاظ على بقاء هذا السكر في مجرى الدماء.

في حين أشار المؤلفون في دراستهم إلى أن جينوم الخفاش مصاصة الدماء أيضاً يفتقر إلى جين يسمى REP15، الذي عادةً ما يكون نشيطاً في الجهاز الهضمي. يعمل فقدان هذا الجين على الأرجح على زيادة كمية الحديد الذي ينزلق إلى خلايا الجهاز الهضمي للخفاش، عن طريق زيادة عدد "الأبواب" التي يمر خلالها الحديد على سطح الخلية. كتب مؤلفو الدراسة أن هذه الخلايا المحملة بالحديد تتحول بسرعة أكبر في هذه الخفافيش دوناً عن غيرها، مما يساعد مصاصة الدماء في التخلص من كل الحديد المكتسب من وجباتهم الغذائية بشكل فعال وبالتالي تجنب الإصابة بتسمم المعادن.

ثمة جين مفقود آخر وهو CTRL الذي من شأنه عادةً تثبيط نشاط التربسين، وهو إنزيم يشارك في هضم البروتين وامتصاصه، بحسب ما نشرت دورية The Scientist. في حال غياب CTRL، يزيد نشاط التربسين على الأرجح في الخفافيش مصاصة الدماء مما يساعدها في تكسير وجباتها من الدماء الغنية بالبروتين.

عمليات الهضم والأيض

أشار المؤلفون إلى أنه يبدو أن العديد من الجينات الأخرى المفقودة تشارك في عمليتي الهضم والأيض لدى الخفافيش، بينما يرتبط البعض الآخر بالقدرات الإدراكية والرؤية لديها. وتستدعي بعض الجينات المفقودة التي لها تأثيرات مجهولة على فسيولوجيا الخفافيش المزيد من الدراسة.

في المقابل فقد كشف بحث سابق نُشر في دوريتيّ Molecular Biology and Evolution وProceedings of the Royal Society B عن 3 من 13 جيناً مفقوداً، والتي عادةً ما تشير إلى مستقبلات التذوق التي تشعر بالنكهات الحلوة والمرة الغائبة إلى حد كبير من وجبات الخفافيش مصاصة الدماء. 

تحميل المزيد