لجأ شاب نيجيري إلى عرض نفسه للبيع في مزاد "هرباً من الفقر المدقع"، وفق ما أفاد مسؤول محلي لوكالة "فرانس برس"، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لكن مصير الشاب انتهى بين يدي الشرطة الدينية الإسلامية التي اعتقلته في شمال نيجيريا.
الوكالة الفرنسية أوضحت أن أليو إدريس البالغ من العمر 26 عاماً اعتقل الثلاثاء الماضي من قِبل شرطة "الحسبة" المكلفة تطبيق الشريعة الإسلامية في كانو، بعد انتشار صور له على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره حاملاً لافتة كُتب عليها أنه يعرض نفسه للبيع في مزاد علني يبدأ من 20 مليون نايرا (49 ألف دولار).
الفقر دفع الشاب لعرض نفسه للبيع
كان إدريس، وهو خياط من كادونا، قد انتقل الأسبوع الماضي إلى كانو المجاورة، وجال فيها حاملاً اللافتة التي تعلن أنه معروض للبيع، بحسب وكالة "فرانس برس".
التقط السكان صوراً له ونشروها على وسائل التواصل الاجتماعي في نيجيريا، حيث تحولت قصته من الأكثر تداولاً على شبكة الإنترنت في البلاد.
أما كانو فهي من المناطق ذات الغالبية الإسلامية في نيجيريا التي يتم فرض تطبيق الشريعة الإسلامية فيها إلى جانب القانون العام.
بينما قال الناطق باسم شرطة "الحسبة"، لاوال إبراهيم فاغي: "اعتقلناه لأنه عرض نفسه للبيع وهو أمر محرّم بموجب الشريعة الإسلامية". وأوضح "أنه محتجز لدينا"، ملقياً بمسؤولية هذا "الفعل المقيت" على الفقر والجهل.
كان ينوي مساعدة والديه
من جهته، كشف إدريس للصحافيين أنه قرر "بيع" نفسه بسبب "الفقر المدقع"، وهو ينوي منح نصف المبلغ لوالديه ومليوني نايرا لأي شخص بإمكانه تسهيل إجراء المزاد، متعهدًا بأن يكون "خادماً مخلصاً" لمن يشتريه.
كما أشارت مواقع نيجيرية إلى أن الشاب اعترف بأنه يعلم أنه سيفقد حريته إذا تم شراؤه، لكنه أكد أنه مستعد لمواجهة "كل ما يأتي من قراره"، مشيراً إلى أنه إذا لم يشتره أحد في كانو فسوف ينتقل إلى ولاية أخرى لبيع نفسه.
وفق الناطق باسم الشرطة في نيجيريا فإن إدريس غادر قريته وتوجه إلى كانو بحثاً عن عمل لكنه لم يوفق، إذ لم يتمكن من العثور على أي عمل حتى لو كان وضيعاً.
بينما لم توجه "الحسبة" أي تهمة إلى الشاب، لكنها قالت إنه يخضع الآن لجلسات توعية وإرشاد، بعد أن أحالته إلى مستشفى للأمراض النفسية حيث تبين أنه لا يعاني من أي خلل عقلي.