مع ما يتطلبه الشعر من رعاية مخصوصة لدى البالغين أنفسهم، يعاني الكثير من الآباء من العناية بشعر أطفالهم إذا ما كان شديد التموج وصعباً في التصفيف.
وقد تتطلب رحلة تصفيف الشعر المموج للطفل قبل لحاقه بحافلة المدرسة كل صباح قرابة ساعة مثلاً تتراوح بين استخدام المستحضرات المختلفة وتفريش العُقد وتهدئة نوبات البكاء التي عادة ما تنطلق مع بدء العملية.
ولمحاولة حل تلك المُعضلة، إليك بعض النصائح في هذا التقرير لعملية تصفيف ناجحة وخالية من المشكلات تناسب شعر طفلك:
الرحلة تبدأ من مستحضرات الشامبو المناسبة لنوع الشعر
تبدأ المرحلة الأولى من العناية بالشعر المموج والمجعد بتخصيص نظام الشامبو الملائم لاحتياجاته وسنه، على أن يكون مخصصاً لنوع شعره ولا يحتوي على المواد الكيميائية الضارة مثل كبريتات الصوديوم (sulphates)، التي تسبب التقصّف وفقدان الشعر لمركباته الطبيعية.
وبحسب موقع WebMD الطبي، يتحدد وفقاً لدرجة نشاط الطفل وتعرقه أو تعرضه للأتربة أثناء اللعب في الأماكن العامة مثلاً، عدد المرات التي ينبغي فيها غسل الشعر باستخدام الشامبو خلال الأسبوع.
كما قد تضطر إلى ضبط وتيرة غسل الشعر بالشامبو بناءً على التغيرات في الطقس أيضاً.
وينبغي أن يحتوي الشامبو المناسب لنوع الشعر المجعد على أهم المواد المغذية للجذور وفروة الرأس مثل: البروتينات وجل الألوفيرا وبعض الزيوت المغذية كزيت الجرجير أو اللوز أو جوز الهند.
وتنصح جمعية AAD – الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بغسيل الشعر متوسط التموجات من مرة إلى مرتين في الأسبوع.
أما بالنسبة للشعر المجعد شديد التموج، يجب ألا يتم غسله بالشامبو أكثر من مرة واحدة كل 7 إلى 10 أيام لكي لا تزيد حالة الهيشان ويزداد صعوبة عند التصفيف.
المرحلة الثانية والأهم: الترطيب الجيد
يلفت موقع Head Curve للعناية بالشعر أنه غالباً ما تكون الغالبية العظمى من الشعر المموج أكثر جفافاً من غيرها.
وبالتالي فإن عملية الترطيب بمكيفات الشعر أو البلسم (Hair Conditioning) بعد الغسل هي خطوة غاية في الأهمية لاستعادة الطراوة في بصيلات الشعر ومد فروة الرأس بالتغذية اللازمة لاستعادة ترطيبه.
ويُنصح بتصفيف الشعر بعد تطبيق طبقة كثيفة من البلسم عوضاً عن التصفيف بالطريقة الشائعة بعد الشطف والتجفيف، لأن تفريش العُقد معتادة الحدوث بين خصلات الشعر المموج بهذه الطريقة يكون أقل صعوبة وإيلاماً للطفل، وتتم السيطرة عليها بسلاسة في هذه المرحلة.
أنواع الترطيب المناسب وفوائده للشعر حسب النوع
ومن بين أنواع مرطبات الشعر المكيفة أو البلسم أنواع تُترك على الشعر، وأخرى عميقة أو فورية. لكن يعتمد نوع البلسم الذي تختاره على شعر الطفل بشكل أساسي. على سبيل المثال، إذا كان شعر طفلك شديد الجفاف والهيشان، سيكون من الأفضل استخدام بلسم عميق المفعول Deep) (Conditioning، أو النوع الذي لا يتم شطفه لقدرته على تركيز الترطيب لفترات طويلة في الشعر والعمل على علاج الجفاف.
أما بالنسبة للبلسم الفوري (Instant Conditioning)، فهو يغلف الشعر ويزيد من نعومته ولمعانه، لكن لا يجب تركه في الشعر لفترة أطول من 15 دقيقة قبل شطفه. ويُنصح باستخدامه بعد كل استخدام للشامبو لتعويض الترطيب المفقود أثناء عملية غسل فروة الرأس.
يمكن أيضاً استخدام العلاج بالزيت الدافئ من مرة إلى مرتين شهرياً لتنعيم الشعر، وتكون هذه الطريقة من خلال تدفئة بعض الزيوت الغنية للشعر مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت الجوجوبا، ثم يتم تدليك فروة الرأس والشعر بقدر وفير من الزيت الدافئ وتغطيته بقبعة استحمام أو منشفة لمدة 20 دقيقة قبل أن يتم شطفه بالماء.
الخطوة الأخيرة: التصفيف المناسب لدرجة تموُّج الشعر
النصيحة الأولى وفقاً لموقع Wiki How المعرفي في هذا القسم هي "لا لتصفيف الشعر المتشابك من دون ماء".
وعادة ما يتسبب فك تشابك وعُقد الشعر باستخدام المشط أو الفرشاة على الشعر الجاف في تقطيع الكثير منه وتقصّفه أثناء العملية. وهو الجزء الذي غالباً ما يصاحبه موجات من البكاء والصراخ بسبب انزعاج الطفل وشعوره بالألم.
بعد تبليل الشعر بغزارة من جذوره حتى أطرافه، يتم تقسيم الشعر إلى 4 أقسام أو أكثر حسب كثافة شعر الطفل وصعوبة تموجاته، ويتم البدء بالتمشيط بفرشاة مخصوصة للشعر المموج أو بمشط متباعد الأسنان أو حتى بأصابع اليد، من نهايات الشعر وأطرافه وصولاً إلى الأعلى، لأنه بذلك يتم تجنب شد واقتلاع الشعر من جذوره.
وبمجرد فك تشابك جزء ما، يتم ربطه في ضفيرة مُحكمة أو لفه باستخدام مشابك الشعر لحين الانتهاء من كل الشعر ووضعه في التسريحة النهائية.
وبحسب موقع Naturally Curly المختص بالعناية بالشعر المموج بأنواعه، يجب تجنب تسريحات الشعر المشدودة بالنسبة للشعر المموج، حيث يمكن أن تتسبب الضفائر الضيقة وذيل الحصان المشدود في تساقط شعر الأطفال. وإذا ذكر الطفل أو الطفلة أنهما يعانيان من الألم يجب تغيير التصفيفة على الفور، وتغييرها بأخرى أكثر لطفاً لتجنب الشد والتوتر المفرطين اللذين قد يتسببان في ترقق وتراجع خط مقدمة الشعر.
وبشكل عام تتطلب العناية بشعر الطفل المموج والمجعد الكثير من اللطف والهدوء وعدم العصبية، ولتسهيل العملية يُنصح بقراءة قصة للأطفال أثناء عملية التصفيف أو دعوتهم لقراءة حكاية ما تستحوذ على انتباههم لكي لا يشعروا بالانزعاج والملل. وفي المقطع التالي بعض الأفكار لتسريحات تناسب مختلف درجات الشعر المجعد والمموج وطرق تصفيفها الأنسب.