أمضى العلماء في وكالة ناسا وقتاً طويلاً حتى توصلوا إلى طريقة لتثبيت شبكة "واي فاي" موثوقة ويمكن الاعتماد عليها على سطح القمر، قبل أن يُفكّروا في الاستعانة بالطريقة نفسها لتوفير شبكة واي فاي في مدينة كليفلاند الواقعة بولاية أوهايو الأمريكية.
وتُعتبر كليفلاند بالطبع أكثر تطوراً وجاهزية لاستضافة العلماء من فوهة "مالابيرت"، الواقعة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، حيث تفكر الوكالة في إقامة معسكر رئيسي لرواد الفضاء التابعين لها. لكن ذلك لا يمنع أن البنية التحتية في كليفلاند تعاني بعض النواقص أيضاً. إذ وجدت منظمة The National Digital Inclusion Alliance أن 31% من المنازل هناك ليس بها اتصال النطاق العريض broadband بالإنترنت.
ونتيجةً لذلك، شرع المهندسون بمركز أبحاث "جلين" التابع لوكالة ناسا في أوهايو في دراسة ما إذا كانت الطريقة التي يأملون استخدامها -لإنشاء شبكة واي فاي على القمر- يمكن تبنِّيها في ولاية كليفلاند أيضاً.
بينما قال جيمي راسل، وهو متحدث باسم مركز الأبحاث الذي يقع مقره في أقصى غربي المدينة، إنهم "تعاملوا مع مشكلة الإنترنت على سطح القمر وفي كليفلاند بالوقت نفسه. على القمر، ليست لدينا بنية تحتية، ومن الصعب حقاً مد الكابلات إلى هناك. فما هي أفضل الطرق المتاحة لتوفير الإنترنت للسكان على سطح القمر؟ وكيف سيستخدم رواد الفضاء الإنترنت أثناء تأدية مهماتهم هناك؟ ربما يمكنهم التحدث عبر الراديو، لكن مستوى الإشعاعات [التي قد تؤدي إلى ضعف الإرسال أو التشويش] مرتفعٌ جداً على القمر".
ومن ثم، خلص الفريق إلى الاستعانة بأجهزة توجيه (راوتر لاسلكي) معلَّقة على أعمدةٍ طولها سبعة أمتار، وتثبيتها في جميع أنحاء الفوهة القمرية لتوفير شبكة إنترنت أقوى من تلك التي يوفرها الاعتماد على برج واحد.
وقال الفريق إن الاعتماد على هذه الطريقة يمكن أن ينجح أيضاً في كليفلاند. وهكذا قررت وكالة ناسا تركيب أجهزة توجيه متصلة بنحو 20 ألف عمود ضوئي؛ لتوفير شبكة "واي فاي" لكل منزل في كليفلاند.
وأوضح راسل: "إنهم يسحبون الطاقة من العمود. وربما لن تكون سرعة الإنترنت كافيةً لممارسة الألعاب على الإنترنت أو مشاهدة مقاطع الفيديو بدقة 4K، لكنها ستكون كافية لتسيير أمورك اليومية وتأدية عملك على شبكة الإنترنت".