بيعت لوحة Girl with balloon (الفتاة مع البالون) لفنان الشارع البريطاني، بانكسي، بمبلغ 18.6 مليون جنيه إسترليني (25.5 مليون دولار)، خلال مزاد في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بعد 3 سنوات من إحداث اللوحة ضجة كبيرة بسبب تمزّقها ذاتياً.
هذه اللوحة التي أعطيت عنواناً جديداً هو "لوف إز إن ذي بِن" (الحبّ في سلّة المهملات)، بيعت في مزاد نظمته دار "سوذبيز"، وتجاوز سعرها بفارق كبير الرقم القياسي السابق لأعمال بانكسي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
بعد وقت قصير من انطلاق المزاد يوم الخميس الفائت، توالت العروض متخطية بأشواط سعر 1042 مليون جنيه إسترليني (1,36 مليون دولار)، الذي بيعت به اللوحة إلى امرأة أوروبية في عام 2018.
مدير المزاد أوليفر باركر، قال وسط ضحكات الجمهور: "لا أستطيع أن أعبّر لكم عن مدى شعوري بالخوف من ضرب مطرقة المزاد"، قبل أن يتم الإعلان عن فوز شخص من آسيا باللوحة مقابل 16 مليون جنيه إسترليني، تضاف إليها الرسوم البالغة 2,6 مليون جنيه إسترليني.
يتجاوز السعر الذي بيعت به لوحة بانكسي التوقعات التي سبقت المزاد، إذ قُدر أنها ستُباع بـ4.75 مليون دولار، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
كان عالم الفن قد اهتز بشدة لما حصل للوحة في آخر ظهور لها عام 2018، ففور انتهاء المزاد ووسط ذهول كبير من الحاضرين تراجع الرسم الذي يظهر فتاة صغيرة حاملة بالوناً أحمر على شكل قلب، إلى الجزء السفلي من اللوحة، وبدأ يتقطع تلقائياً بفعل آلة سحق خبأها بانكسي بنفسه.
قد أسفرت هذه الخطوة عن تقطيع ما يقرب من نصف اللوحة، واعتبر المسؤول عن الفن المعاصر والحديث في "سوذبيز آسيا" أليكس برانتشيك، في بيان، مساء الخميس الفائت، أن ما حصل وقتذاك شكل "الحدث الفني الأكثر ذهولاً في القرن الحادي والعشرين"، وهو "جعل هذا المزاد في التاريخ".
أراد بانكسي من خلال هذا التلف الذاتي للوحة، التعبير عن رفضه "تسليع" الفن، لكنّ أعماله باتت مذّاك تجعل المنافسة في المزادات محمومة، وتباع أعماله فيها بأسعار قياسية.
كان هذا الرسم الشهير الذي أنجز في بادئ الأمر على جدار في جنوب لندن سنة 2002، التحفة الفنية المفضّلة للبريطانيين قبل طرحه في مزاد.
ظهرت لوحة "الفتاة والبالون" لأول مرة في شوارع حي شورديتش في لندن سنة 2002، وابتكر بانكسي نسخاً منها على الضفة الجنوبية لنهر التيمز في لندن سنة 2004، وعند الجدار العازل الإسرائيلي في الضفة الغربية في 2005.
تثير أعمال الفنان البريطاني المنحدر من بريستول، الذي يبقي هويّته طيّ الكتمان، حماسة المزايدين على الفنون المعاصرة، مع تطرّقه خصوصاً إلى قضايا ساخنة، مثل المهاجرين ومعارضة البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي).