اتهمت امرأة كوبية، "أسطورة" كرة القدم الأرجنتيني الراحل، دييغو أرماندو مارادونا، بأنه أغواها وهي في الـ16 من عمرها، وأعطاها المخدرات، واحتجزها داخل فندق، وذلك بعد مرور نحو عشرة أشهر على وفاته، وفقاً لما أوردته صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث زعمت السيدة التي تُدعى مافيس ألفاريز، في مقطع فيديو، أنّها أُجبِرَت على الخضوع لعملية زراعة ثدي، وذلك بعد تهيئتها ونقلها إلى الأرجنتين من مسقط رأسها كوبا بواسطة شركاء مارادونا، ودون موافقة والديها.
فيما خرج مقطع الفيديو إلى النور عبر موقع Infobae الإخباري الإسباني في خضم قضية الاتجار بالبشر ضد شركاء "مارادونا"، الذين تقول مافيس إنّهم قدموها لأيقونة كرة القدم عام 2000، وهي في الـ16 من عمرها بينما كان هو في الـ40 من عمره.
خلال أحد مشاهد هذا الفيديو، بدت مافيس غير مرتاحة بشكلٍ واضح بينما يُصوّرها "مارادونا". وفي مشاهد أخرى ظهرت وهي تُغني وتبتسم. كما ظهر الثنائي في أحد المشاهد على السرير معاً، بينما ينبعث صوت التعليق على مباراة كرة قدم من الخلفية. كذلك ظهر العديد من شركاء "مارادونا" في بعض مشاهد الفيديو.
"حياة بين المخدرات والحفلات"
في هذا الإطار، تقول مافيس إنّ النجم الأرجنتيني نقلها إلى شقته في العاصمة الكوبية هافانا، حيث جعلها تعيش حياتها بين المخدرات والحفلات، بحسب قولها.
كما أضافت، في مقابلة مع قناة América TeVe الأمريكية أواخر سبتمبر/أيلول: "لقد كانت أكبر غلطةٍ في حياتي. كنت مجرد فتاة. كنت نقية. وقد كان هو غريباً، وثرياً، ومهتماً بي. لم أستطِع الرفض".
مافيس تابعت: "لم يكن مسموحاً لي بالخروج بمفردي وكان هناك أشخاصٌ مسؤولون عن إبقائي هناك طوال فترة بقائي داخل الأرجنتين"، لافتة إلى أنّهم سمحوا لها فقط بالخروج للتسوق أو زيارة حديقة الحيوان خلال إقامتها في البلاد، وذلك بحضور مرافق دائماً.
في حين ذكرت مافيس أنّه تم اصطحابها إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 2001. وهناك، تعرضت للاحتجاز داخل فندق لنحو ثلاثة أشهر، ثم "ضغطوا" عليها لإقناعها بإجراء عملية تكبير الصدر، منوهة إلى أنّ علاقتها بـ"مارادونا" استمرت لثلاث سنوات.
كذلك واصلت حديثها قائلة: "كانت الحياة معه مجنونة للغاية، كل يوم في المراقص. كل ليلة حتى السابعة أو الثامنة صباحاً نشرب الشمبانيا".
سبب الصمت 20 عاماً
بينما بررت مافيس سبب التزامها الصمت لنحو 20 عاماً، بالقول إنّها خشيت تعرض عائلتها لانتقام النظام الكوبي. إذ أوضحت للقناة الأمريكية أنّ مارادونا قدّمها إلى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الذي عانقها وسأل مارادونا عن كيفية لقائه بهذه الفتاة الجميلة.
حينها حصلت على تصريحٍ خاص من "كاسترو" بمغادرة البلاد لحضور مباراة تذكارية لمارادونا في الأرجنتين، يوم الـ10 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001. إذ لم يكُن يُسمح للكثير من الكوبيين بمغادرة البلاد في تلك الفترة.
في غضون ذلك، قدّمت مافيس تلك المزاعم في شكوى رسمية لمكتب المدعى العام الأرجنتيني المختص بعمليات الاتجار بالبشر واستغلالهم. ولا تتوقف الاتهامات عند حاشية "مارادونا"، حيث طلبت مافيس أيضاً التحقيق مع مسؤولي الهجرة في الأرجنتين لمعرفة حجم دورهم في السماح لها بدخول البلاد دون موافقة والديها.
من جهته، قال محامي مافيس، غاستون مارانو، إنّه كان هناك "نوعٌ من التواطؤ بين سلطات الهجرة الأجنبية والمحلية".
يشار إلى أن "مارادونا"، الذي كان واحداً من أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق، تُوفّي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إثر إصابته بسكتة قلبية في منزله بمدينة تيغري الأرجنتينية عقب إجراء جراحةٍ في المخ أواخر العام ذاته.
جدير بالذكر أن مارادونا قد بدأ رحلته مع كرة القدم عام 1976، عندما لعب أول مباراة احترافية مع نادي أرجنتينوس جونيورز، ثم خاض رحلة احترافية حافلة في أوروبا، وقاد الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 1986، وفضية مونديال 1990.