وجد باحثون أنَّ حالات القلق والاكتئاب في أنحاء العالم ارتفعت بشكل حاد في عام 2020، بزيادة قدرها 76 مليون حالة قلق، و53 مليون حالة اكتئاب شديد، عن عدد الحالات المتوقعة في الحالة الطبيعية قبل تفشي وباء "كوفيد-19".
جاء ذلك في آخر دراسة نُشرت، وأشارت إلى أنَّ الوباء جاء بضريبة باهظة على الصحة النفسية، وأنَّ النساء والشباب كانوا أكثر عرضة للتأثيرات السلبية من الرجال وكبار السن، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
البروفيسور داميان سانتوماورو، المشرف على الدراسة من جامعة كوينزلاند البريطانية، أكد الاعتقاد "بأنَّ النساء أكثر عرضة للتأثر بالتداعيات الاقتصادية والاجتماعية للوباء".
قال البروفيسور سانتوماورو إن "النساء يتحملن أعباء إضافية من الرعاية والمسؤوليات الأسرية، بسبب إغلاق المدارس أو مرض أحد أفراد العائلة، إلى جانب أنهن يحصلن على رواتب أقل، ولديهن مدخرات أقل، وأمن وظيفي أقل من الرجال"، مشيراً إلى أنَّ ارتفاع العنف الأسري ربما له دور أيضاً.
وواجه الشباب بدورهم سلسلة من التحديات المرتبطة بالوباء.
وفي هذا الصدد، أوضح سانتوماورو "تأثَّر الشباب بإغلاق المدارس ومنشآت التعليم العالي وعرقلة التواصل مع نظرائهم نتيجة القيود الأوسع"، مشيراً كذلك إلى أن الشباب هم الأكثر عرضة للبطالة عقب الأزمات الاقتصادية.
تقديرات مقلقة
وفي دورية The Lancet، أشار فريق الباحثين الدولي إلى استخدامهم 48 دراسة منشورة بين 1 يناير/كانون الثاني 2020، و29 يناير/كانون الثاني 2021، شملت بيانات دراسة مسحيّة عن انتشار اضطرابات القلق والاكتئاب في دول عديدة قبل وباء "كوفيد-19" وبعده.
حلَّل الفريق كيف اقترنت تلك التغييرات في انتشار الاضطرابات النفسية بدلالات تداعيات الوباء، مثل تنقل البشر ومعدل الإصابات اليومية، حيث استخدم الباحثون هذه المعلومات لصنع نموذج يسمح لهم باستقراء التغير في انتشار اضطرابات الصحة النفسية خلال الفترة من قبل الوباء إلى فترة تفشيه، بحسب العمر والجنس والموقع على نطاق عالمي.
بدمج هذه التحولات مع التقديرات الخاصة بكل بلد عن مستويات ما قبل الجائحة لاضطراب الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق من نموذج آخر، يُقدِّر الفريق وجود 246 مليون حالة اكتئاب حاد و374 مليون حالة من اضطرابات القلق في جميع أنحاء العالم في عام 2020، بنسبة 28% لحالات الاكتئاب، و26% للأخرى، أعلى مما كان متوقعاً لو لم تحدث الأزمة.
تُقدِّر الدراسة أنَّ نحو ثلثي هذه الحالات الإضافية من اضطراب الاكتئاب الشديد و68% من الحالات الإضافية لاضطرابات القلق كانت بين النساء، بينما تأثر الشباب أكثر من كبار السن، مع وجود حالات إضافية أكثر بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاماً.
وقال الفريق البحثي: "لقد قدرنا أنَّ المواقع الأكثر تضرراً من الوباء في عام 2020، قياساً بانخفاض التنقل البشري ومعدل الإصابة بكورونا اليومي، شهدت أكبر زيادات في انتشار اضطراب الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق". ويبدو أنَّ أجزاء من أوروبا الغربية والشرق الأوسط من بين هذه المناطق.