استطاعت أم بلجيكية تحدي الظروف التي وُلدت بها، لتتمكن من تربية طفلتها والاعتناء بها دون أطراف علوية.
سارة طالبي (38 عاماً)، التي لم يتمكن الأطباء من تحديد سبب ولادتها بلا أطراف علوية، طوَّرت مع الوقت مهارات تُمكنها من طهي الطعام ووضع المكياج، فمنذ طفولتها تعلمت كيف تأكل وترتدي ملابسها وتمشّط شعرها باستخدام قدميها، حسبما قالت صحيفة Mirror البريطانية، السبت 18 سبتمبر/أيلول 2021.
ولكن صار لدى سارة طفلةٌ تبلغ عامين وتسمى ليليا، تُعِد لها الطعام وتُلبسها وتلعب معها بقدميها أيضاً، تقول الصحيفة إن ليليا لا ترى أمها الجالسة بالمنزل مختلفة في أي شيء، وعند عبور الطريق تمسك ليليا بأكمام سارة.
قالت سارة، المقيمة بمدينة بروكسل البلجيكية: "أستطيع أن أفعل أي شيء بقدمي طالما لا أرتدي حذاءً، بإمكاني وضع المكياج وارتداء الملابس والطهي والاستحمام والاعتناء بليليا، أفعل كل ما أريد فعله".
كما أضافت: "مثلما يأخذ الطفل كل شيء بيديه في البداية ويُحدث فوضى، فعلت الشيء نفسه بقدمي. لذلك صار عقلي يرسل الإشارات إلى القدم. كنت أستطيع أن أفعل أي شيء يفعله الأطفال في مثل عمري، ولكن بقدمي. وعندما كبرت، تعلمت تناول الطعام بقدمي، لكنني عانيت في الكتابة. جاءت هذه الأشياء لاحقاً، وقد تعلمتها، لأنها كانت مرحلة التعلم".
عندما كانت سارة في سن المراهقة، درست الترجمة الإنجليزية والإسبانية بمعهد في بروكسل، ولكن من دون الحصول على أي دعم.
وفي سبتمبر/أيلول عام 2018، أنجبت سارة طفلةً وسمَّتها ليليا، وصارت الطفلة الآن بنت عامين.
قالت سارة: "إنه إنجاز كبير أن أصبح أُماً، إنه أفضل إنجازاتي. أظن أنه من الصعب على أيّ امرأة أن تصبح أماً، لأنه تغييرٌ كبير. وإذا كانت هناك إعاقة، فسوف تواجهين عدة تحديات. لكن إعاقتي كان عليها أن تتكيف مع وجود طفلة. صار لديَّ الآن عامان من الخبرة وبإمكاني أن أفعل أي شيء لابنتي".
واكتشفت سارة أنها تستطيع الرسم باستخدام قدميها، وهي تتطلع إلى إقامة مزيد من المعارض لعرض أعمالها، قائلة: "لقد تأقلمت تماماً، وبإمكاني فعل كل شيء أريده. فقد عزمت على ألا أسمح لشيءٍ بإعاقتي".