في المدارس والجامعات وأماكن العمل، بات التنمُّر في أيامنا هذه شائعاً أكثر من أي وقت مضى.. لكن هل يجب أن تقف مكتوف اليدين في حال تعرضتَ لهذه الظاهرة؟ بالتأكيد لا، تستطيع دائماً أن توقف المتنمرين عند حدهم، وإذا تحليت بالشجاعة والثقة الكافية بالنفس من الممكن أن تتحول من ضحية تنمُّر إلى مركز قوة.
قد تفيدكم النصائح التالية في مواجهة المتنمرين:
اقرأ أيضاً
كيف أواجه التنمر؟
دعونا أولاً نستعرض سريعاً تعريف التنمر.. عندما يتعمد شخص ما أن يؤذي شخصاً آخر بالكلمات أو الأفعال ويسبب له ضرراً نفسياً أو جسدياً أو اجتماعياً، يسمى فعله ذاك "التنمر"، وفقاً لما ورد في موقع Health Direct، ويحاول المتنمرون عادةً أن يجعلوا من ضحاياهم أقل قوة وأكثر عجزاً.
من الممكن أن يحدث التنمر في أي مكان، في المدرسة أو العمل أو المنزل أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد يكون جسدياً، مثل الضرب أو الوخز أو التعثر أو الدفع، وفي الغالب يكون لفظياً، مثل الشتائم أو الإهانات أو الإساءة، أو حتى اجتماعياً مثل الكذب بشأن شخص ما، أو نشر الشائعات، أو تقليد شخص ما أو استبعاده عمداً من المجموعة. كما قد يكون التنمر نفسياً ويشمل التهديد أو التخويف أو التلاعب أو المطاردة.
اقرأ أيضاً
والآن، ما الذي يتعين عليَّ فعله لمواجهة المتنمرين؟
1. افهم عقلية المتنمِّر
الخطوة الأولى هي فهم عقلية المتنمر والأسباب التي تدفعه للتنمر عليك أو على الآخرين، سيساعدك ذلك في تحديد مواطن ضعفه ومهاجمته أو مواجهته من خلالها.
ظاهرياً قد يبدو المتنمر هو الحلقة الأقوى في المكان، لكن في الغالب العكس هو الصحيح، فقد تدفع عوامل مثل الإحباط أو عدم الثقة بالنفس أو الشعور بالوحدة والانعزال بعض الناس إلى أن يتنمروا على الآخرين.
فقد بينت الدراسات أن أولئك الذين يتنمرون على الآخرين ربما كانوا أنفسهم ضحية للتنمر في وقت من الأوقات، أو ربما يمرون بظروف عائلية صعبة أو ضغوط مجتمعية، وبالغالب فهم يعانون من تدني تقديرهم لذواتهم.. تعرف أكثر على أسباب التنمر من هنا.
2. تعلّم السيطرة على غضبك
من المهم للغاية ألا تظهر تأثرك العاطفي بفعل التنمر، أي ألا يبدو عليك الغضب أو الحزن أو الاستياء.. هدف المتنمر في المقام الأول هو استفزازك وجعلك تبدو في حالة يرثى لها، وبذلك سيشعر هو بمزيد من الرضى عن نفسه، سيشعر أنه قوي ويمتلك القدرة على التحكم بمشاعرك.. لذا ببساطة يتعين عليك ألا تمنحه هذا الشعور، في هذه الحالة سيشعر أن تنمره يذهب سدى وأنه لا يحقق مبتغاه ومسعاه في محاولة جعلك تبدو ضعيفاً.
بالتأكيد ليس من السهل أن نخفي غضبنا واستياءنا حيال أمر ما، وقد يصعب للغاية ألا نبدي الحزن عندما تنجرح مشاعرنا، مع ذلك من الممكن أن تصل لهذه المرحلة ببعض التدريب، فطالما أنك تظهر مشاعرك للآخرين ستكون نقاط ضعفك مكشوفة لهم وسيتمكنون من استغلالها.
3. عزِّز ثقتك بنفسك
في الغالب لا يستهدف المتنمرون أولئك الواثقين من أنفسهم، بل يبحثون عن ضحايا من السهل استفزازهم.
البعض يمتلك ثقة متدنية بالنفس لأسباب مختلفة تتراوح ما بين عدم الرضا عن أشكالهم الخارجية وعدم القدرة على التعامل مع البيئة المحيطة.
إذا لم تكن ثقتك بنفسك عالية حاول تحديد الأسباب والتغلب عليها، وعزز ثقتك بنفسك عن طريق إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين والداعمين لك، والتخلي عن الناس السلبيين أو المحبطين، كذلك عن طريق إدراك نقاط قوتك والعمل على تعزيزها وإدراك نقاط ضعفك والعمل على التغلب عليها.
واحرص أيضاً على أن تكون الداعم الأول لنفسك، شجع نفسك يومياً بالتعليقات الإيجابية ولا تصغِ لأولئك الذين يحاولون إحباطك.
4. التجاهل أو الحزم
في حال تعرضك للتنمر فقد يتعين عليك اتباع إحدى الاستراتيجيات التالية:
التجاهل: تجاهل المتنمر والتعامل معه على أنه غير موجود وغير مرئي سيضعه في موقف حرج وسيظهر على أنه الحلقة الأضعف ويقلب الأدوار بينكما. لكن، لن سيؤدي التجاهل إلى نتيجة عكسية إن بدا تجاهلك للمتنمر وكأنه انسحاب ناجم عن الضعف.
يجب ألا تبدي أي مشاعر استياء على وجهك عن سماع التنمر وتكتفي بالتصرف وكأنك لم تسمع شيئاً، قد ترغب بالتحدث إلى أحد الأصدقاء والضحك كأن شيئاً لم يكن، أو ربما تنظر إلى المتنمر مع ابتسامة ساخرة ثم تتجه بعيداً وكأنك تخبر المتنمر: من أنت؟ أنا لا أراك ولا أقيم لك وزناً.. أما إن بدا عليك الخوف أو الارتباك أو الغضب أو الاستياء وقمت بتجاهل المتنمر والمشي بعيداً فربما سيجعلك ذلك عرضة للمزيد من التنمر في المستقبل.
الحزم: إذا كنت واثقاً من قدرتك على المواجهة، عند تعرضك للتنمر توجه بالحديث إلى المتنمر وانظر إلى عينيه بشكل مباشر وبحزم شديد وأخبره بعبارة قصيرة وواضحة أنه يتوجب عليه أن يتوقف، وكما في الحالات السابقة، لا يجب أن ينم وجهك عن غضب أو استياء، يكفي أن تكون حازماً مثل الأب الذي يوجه ملاحظة صارمة اللهجة إلى ابنه الصغير.
5. قد يكون التواصل مفيداً في بعض الأحيان
في حين أن هناك بعض المتنمرين الذين يعشقون أذية الغير ولا ينفع الكلام معهم، هناك آخرون قد يرتدعون بمجرد التواصل معهم.
إذا تعرضت للتنمر من قِبَل شخص تعتقد أنه قد يتمتع بصفات جيدة بالرغم من كونه متنمراً، أو إذا تعرضت للتنمر من قِبَل أحد أصدقائك المقربين، تحدث معه على انفراد واشرح له أن سلوكه ذلك يسبب لك الاستياء وعليه إما أن يتوقف عن إزعاجك أو أن يتجنب الحديث إليك بعد الآن.
6. أحِط نفسك بالأصدقاء
غالباً ما يكون المتنمرون أجبن من أن يتعرضوا للمجموعات، غالباً ما يختارون ضحاياهم بحيث يكونون منفردين بدون داعم لهم.
إذا كان التنمر قضية تسبب لك الإزعاج ولا تستطيع التعامل معها، حاول إحاطة نفسك على الدوام بالأصدقاء المتفهمين والداعمين لك.
7. استخدم الاستراتيجيات الهجومية
لا نطلب منك هنا أن تكون متنمراً على المتنمرين، لكن في بعض الأحيان هناك من لا يرتدعون سوى بهذه الطريقة.
لذا من الممكن أن تهاجم بأساليب مختلفة كل من يتنمر عليك، السخرية على سبيل المثال هي إحدى الاستراتيجيات الفعالة في مثل هذه المواقف، إذا تعرضت للتنمر من قِبَل أحدهم اقلب الطاولة واسخر من كلامهم، ستظهر في هذه الحالة وكأنك غير متأثر بكلامهم على الإطلاق وسينقلب السحر على الساحر.
8. كن داعماً لأولئك الذين يتعرضون للتنمر
إذا قمت بدعم الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر وتصديت للمتنمرين الذين يستهزئون بأصدقائك ووضعتهم بمواقف حرجة، سيحاول أولئك المتنمرون تفاديك بالغالب.
9. اطلب النصيحة أو المساعدة
إذا فشلت كل محاولاتك في صد المتنمرين فربما حان الوقت لطلب النصيحة أو المساعدة، إذا كنت تتعرض للتنمر في المدرسة قد يستطيع المرشد النفسي أو مدير المدرسة مساعدتك، أما إذا كنت تتعرض للتنمر في العمل فالجأ إلى قسم الموارد البشرية.
