قالت صحيفة Mirror البريطانية، في تقرير نشرته السبت 11 سبتمبر/أيلول 2021، إن دراسة جديدة كشفت أن الاختناقات المرورية التي تحدث بسبب زحام السيارات، ناتجة عن أن السائقين لا يبقون على المسافة الصحيحة بين سياراتهم والسيارات الأخرى.
الدراسة أجراها مركز أنظمة النقل الذكية ورصد تداعيات المشكلة الأكبر الخاصة بالزحام بطريقةٍ رياضية، ورغم أن هذا يبدو غريباً بعض الشيء؛ نظراً إلى أن السائق ليس لديه قدرٌ كبيرٌ من التحكُّم في المسافة بينه وبين السيارة خلفه، فإن الحسابات توضِّح أنه إذا كانت كلُّ سيارة تقع على مسافةٍ متساوية بين السيارة أمامها والسيارة خلفها، فهذا من شأنه أن يسمح لحركة المرور بالتحرُّك بسرعةٍ مضاعفة.
الطريق السريع
تشبه حركة المرور كثيراً من السيارات الفرادى التي تترابط معاً وتشكِّل شيئاً أكثر تعقيداً معاً. عكس ذلك، هناك طيور الزرزور، على سبيل المثال، التي تكون أسرابها منتظمة وتتألَّف من آلاف الطيور.
الدراسة قالت إنه أثناء القيادة على الطريق السريع، يركِّز السائق على السيارة التي أمامه بدلاً من التركيز على مسافةٍ متساويةٍ بين السيارة التي أمامه وتلك التي خلفه، بينما سيكون هذا هو الخيار الأمثل لتخفيف حركة المرور، فيما يُعرَف بالتحكُّم الثنائي.
نظام تحكم
في حديثه عن الاختناقات المرورية، قال المؤلِّف المشارك في الدراسة، بيرتهولد هورن، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "هذا ما يحدث عندما يكون لديك نظام تحكُّمٍ يحاول ببساطةٍ مواكبة السيارة التي أمامك فقط. مهمة هذا النظام ليست أن يجعل العالم أفضل تتحرَّك فيه السيارات في انسجامٍ تام. إنه قِصَر نظر شديد".
التقرير قال: "تخيَّل الآن أن هذا النهج الثنائي يبدو صحيحاً بالنسبة لجميع السائقين الآخرين في الزحام المروري، وسوف يمكنك أن ترى سبب عدم تحرُّك المرور حالياً في انسجام".
فيما طالبت الدراسة بعدم إلقاء اللوم على السائق، لأن من الصحيح أيضاً أن من يجلس خلف عجلة القيادة ببساطة لا يملك القدرة على حساب كلتا المسافتين بشكلٍ مستمر. للأسف لا يمكن أخذ ذلك ومحاولة إجراء التغيير بنفسه.
في المقابل تتمتع التكنولوجيا بهذه القدرة، لكن ما يعوق ذلك هو الزيادة الكبيرة في السيارات التي تتميَّز بنظام تثبيت السرعة التكيُّفي، وهي ميزةٌ تضع السيارة على مسافةٍ آمنة من السيارة الأخرى أمامها. إذا امتلكت جميع السيارات هذه التكنولوجيا في الجزء الخلفي من السيارة، فسوف يكون الناس قادرين على إحداث فرقٍ حقيقي.