عندما تجلس في ليلة هادئة تستمع إلى أغاني أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وتتأمل في السماء، قد يلفت نظرك ذلك النجم المجاور للقمر، ففي بعض الليالي يكون هذا النجم قريباً من القمر، وساطعاً أكثر من غيره من النجوم، لكن في الحقيقة هذا ليس نجماً، بل كوكباً.
ما هو النجم المجاور للقمر، ولماذا هو شديد السطوع؟
هذا النجم اللامع في الواقع ليس نجماً، إنه كوكب الزهرة، وهو ثاني أقرب كوكب للشمس.
ويعتبر ثالث ألمع كائن في السماء، إذ يكون أكثر وضوحاً بعد غروب الشمس أو قبل شروق الشمس.
لماذا يمكننا رؤية كوكب الزهرة بهذه الوضوح؟
لأن كوكب الزهرة هو أقرب للشمس من الأرض، فهو يدور داخل مسار الأرض، وهو يدور الكوكب حول الشمس كل 224.7 يوم.
عندما يكون على الجانب البعيد من الشمس، لا يمكن رؤية الزهرة بهذا الوضوح، ولكن عندما يقترب من الأرض، يصبح أكثر لمعاناً؛ لأنه يعكس الضوء القادم من الشمس، كما شرحت صحيفة The Sun البريطانية.
يمكن رؤية القليل من هذا الكوكب كلما اقترب من الأرض، ولكن نظراً لقربه سيبدو أكبر في السماء، وكلما اقترب منا أكثر يصبح مرئياً أكثر، خصوصاً في المساء، ثم عندما يجتاز أقرب نقطة له ويتحرك بعيداً مرة أخرى يكون مرئياً في الصباح.
أما النقطة الأكثر سطوعاً في كوكب الزهرة فتُعرف بأنها "أكبر مدى مضيء" عندما تقترب من كوكب الأرض، دون أن تكون مباشرة بيننا وبين الشمس.
رحلات الزهرة والقمر
إذا كان كوكب الزهرة ثابتاً ولا يبدو أنه يتحرك عكس سماء الليل، فسيحدث لقاء بين الزهرة والقمر كل 27 يوماً و7 ساعات و43 دقيقة، ويسمى هذا "الشهر الفلكي"، أو المدة الزمنية التي يستغرقها القمر للدوران حول الأرض مرة واحدة، باستخدام النجوم كنقطة مرجعية.
لكن الحقيقة أن كوكب الزهرة ليس ثابتاً، مثل جميع الكواكب الأخرى في مجموعتنا الشمسية، إذ يتحرك في مداره حول الشمس، لكن من نظرتنا له من كوكب الأرض، يبدو أن كوكب الزهرة يتحول بشكل كبير إلى الشرق، كما شرح موقع Space العلمي.
لهذا، فإن كوكب الظهر لا يظهر بشكلٍ مستمر بجوار القمر أو بنفس قوة لمعانه، بل يحدث ذلك مع حركته حول الشمس، لكنه عندما يكون لامعاً يكون شديد اللمعان لدرجة أن الطيارين يعتقدون من بُعد أنه طائرة عابرة في السماء.
معلومات عن كوكب الزهرة
تبلغ درجة حرارة كوكب الزهرة الحارقة 470 درجة مئوية، وضغطه مرتفع للغاية لدرجة أنها تسحق الإنسان.
ومع ذلك، يعتقد العلماء أن طبقة السُّحب العليا "المعتدلة" على كوكب الزهرة يمكن أن تستضيف بعض أشكال الحياة، إذ اكتشف العلماء غاز الفوسفين في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، والذي يتكون من تحلل المواد العضوية على الأرض، ويتساءل العلماء عما إذا كان هو نفس الشيء الذي تسبب فيه على كوكب الزهرة.