قال موقع Business Insider الأمريكي، الأحد 29 أغسطس/آب 2021، إن رئيساً تنفيذياً لشركة تقنية اعتاد إنفاق مبالغ مالية كبيرة بشكل سنوي، من أجل تقديم الحلوى للموظفين، يبدأ الآن في استخدام حزم الرعاية والحفلات الافتراضية لزيادة الترابط الاجتماعي بين فريق العمل عن بُعد.
كانت شركة دين غيدا، المختصة بتطوير البرامج، تُنفق نحو 50 ألف دولار سنوياً على شراء الحلوى لمكاتبها؛ حتى يتمكن الموظفون من تناول الوجبات الخفيفة أثناء العمل.
لكن الآن باتت الغالبية العظمى من موظفي Infragistics البالغ عددهم 250 شخصاً، يعملون من المنزل، لذا فإن الطعام المجاني لم يعُد خياراً متاحاً.
في حين لم تُواجه شركة Infragistics أي صعوبة في التحوّل إلى العمل عن بُعد عقب الجائحة، بحسب ما أفاد به الرئيس التنفيذي للشركة دين غيدا، في تصريحاته لموقع Business Insider الأمريكي. إذ كانت الشركة تمتلك بالفعل سياسات للعمل من المنزل في كل مكاتبها الستة بالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، واليابان، والأوروغواي، وبلغاريا، والهند.
إلا أنه حين توقّف الموظفون عن العمل من المكتب، صار من الصعب الحفاظ على الترابط بينهم، بحسب غيدا الذي أشار إلى أن الجميع يفتقدون التفاعل الاجتماعي والمادي ويتوقون إليه.
الجائحة أفسدت أموراً كثيرة
غيدا أوضح أن الشركة عملت جاهدةً قبل جائحة كوفيد-19 لصُنع "بيئة مادية بأماكن عمل رائعة" مع ثقافة تُشعر الموظفين بالأريحية الكافية للتعبير عن أفكارهم، وطلب المساعدة، والتعاون مع الزملاء.
ففي الوقت الذي كانت الشركة تُنفق فيه نحو 50 ألف دولار سنوياً على شراء الحلوى في مكاتبها، توقفت عن ذلك عام 2018؛ بعد أن "غضبت إدارة الموارد البشرية بشدة، لأننا لا نُروّج بذلك لأسلوب حياةٍ صحي"، بحسب غيدا.
أسعار مدعومة
على أثر ذلك، تحوّلت الشركة بدلاً من ذلك إلى المشروبات والفواكه المجانية، وقدّمت للموظفين كافيتيريا بأسعار مدعومة "وطعام رائع للغاية. لكن كوفيد أفسد كثيراً من الأمور نوعاً ما".
كما لفت غيدا إلى أن سوق المواهب التقنية كان شحيحاً بالمواهب إبان الجائحة، لذا أراد أن يضمن حفاظ شركة Infragistics على ثقافتها ومشاعر الانتماء إليها. وبالتالي قرّر زيادة امتيازات الشركة قائلاً: "في فضاء التقنية ما قبل كوفيد، كانت كثير من الشركات تحاول سرقة المواهب من الشركات الأخرى. وبعد كوفيد، ازدادت الأمور سوءاً".
لذا، أنفقت الشركة نحو 10 آلاف دولار على حزم رعاية للموظفين تشمل: أكواب، وبطانيات، وجوارب. أيضاً اشترت الشركة برنامج Precitate لمحاكاة حفلات المكتب عبر الإنترنت.
تجربة افتراضية
هذا البرنامج وصفه غيدا بأنه أشبه بـ"تجربةٍ افتراضية، وأنت خلالها تُشبه الفقاعة التي تحوم داخل الغرفة. وكلما اقتربت من فقاعة شخصٍ آخر، سوف تتمكن من سماعه يتحدّث. لذا فهي تُحاكي أجواء الحفلات بطريقةٍ أو بأخرى".
وأردف غيدا أن العديد من فرق الشركة تمنح الموظفين إمكانية مناقشة مواضيع مثل العائلة وخطط نهاية الأسبوع، "مما خلق ارتباطاً قوياً يُفيد الشركة، ويساعد الفريق بأكمله على الثقة بعضهم ببعض، والشعور بترابطٍ أكبر".
فيما تابع غيدا: "ليست المميزات الجديدة مثل حزم الرعاية، بديلاً عن الوجبات العادية والخفيفة لـ250 شخصاً على مدار خمسة أيامٍ في الأسبوع". لكن الشركة قدّمت استثماراً كبيراً بتأسيس صندوق ومعمل Infragistics Innovation Fund and Lab للابتكار، والذي يمنح الموظفين الفرصة لتطوير أفكار شركاتهم الخاصة.
وفق موقع Business Insider الأمريكي، لا يرغب، بالوقت الحالي، سوى 30% فقط من الموظفين في العودة إلى المكتب، سواءً بدوامٍ كامل أو جزئي.
يشار إلى أن الشركة فتحت أبواب اثنين من مكاتبها في أوروغواي وبلغاريا، لكن نسبة الموظفين الذين يذهبون للعمل من المكتب لا تجاوز الثلث، وغالبيتهم يذهبون مرة أو مرتين فقط في الأسبوع.