الزنجبيل هو نبات مُزهر، يزرع من أجل الحصول على جذوره في المقام الأول، وذلك لاستعمال تلك الجذور كتوابل مهمة في العديد من المطابخ حول العالم، خاصة المطبخ الآسيوي.
ويمتلك الزنجبيل العديد من الفوائد الصحية، فهو وفقاً لمجلة Molecules العلمية يقلل الالتهاب ويحفز الهضم ويقلل الشهية ويعالج مشاكل المعدة المختلفة. وهذه الخصائص جعلت هناك اعتقاداً واسعاً في فاعلية الزنجبيل لإنقاص الوزن وتعزيز قدرة الجسم على الحرق وفقدان الدهون.
وبحسب موقع Healthline الصحي، هناك العديد من الأدبيات الطبية التي تشير إلى أن الزنجبيل يمكن أن يُسهم جنباً إلى جنب مع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة في المساعدة في الوصول إلى وزن صحي.
في هذا التقرير نتعرَّف معاً كيف من الممكن استخدام الزنجبيل لإنقاص الوزن ضمن نظامك الغذائي اليومي، لتحقيق أفضل النتائج والحفاظ على وزن مثالي، وتجنُّب أي آثار جانبية محتملة للإفراط في تناوله.
كيف يساهم الزنجبيل في إنقاص الوزن؟
في بحث علمي نشره موقع Molecules العلمي عام 2017، حول جذور الزنجبيل كمصدر لمواد كيميائية لها خصائص طبية، تم إثبات أن النبتة تمتلك مركبات تُسمَّى zingerone وshogaols في الزنجبيل قد تساعد في إنقاص الوزن. لأن هذه المركبات تُعد مصدراً موثوقاً به في العمليات الجسدية المُعقَّدة التي تحرق الدهون وتُخزِّنها.
وفي بحث آخر نشرته مجلة PubMed للعلوم الطبية عام 2015، بعنوان الزنجبيل لإنقاص الوزن ودوره في إدارة السمنة، تم إعطاء نساء مصابات بالسمنة قرصين من مسحوق الزنجبيل لكي يتناولنه كل يوم لمدة 12 أسبوعاً متواصلاً.
وشهدت هذه المجموعة في نتائج البحث انخفاضاً ملحوظاً في قياسات الشهية والجسم، مقارنةً بالسيدات المصابات بالسمنة، اللاتي تناولن حبوباً وهمية خالية من الزنجبيل.
ومع ذلك، كان الأشخاص الذين لديهم مجموعة معينة من الجينات هم الأكثر تأثُّراً بفوائد الزنجبيل لإنقاص الوزن، وقد يكون هذا دليلاً على أن الزنجبيل قد يعمل بشكل أفضل في التخسيس لدى بعض الأشخاص أكثر من غيرهم؛ لذلك يحتاج العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتحقيق في تلك النقطة وأسبابها.
وفي مراجعة بحثية لـ14 دراسة علمية عالية الجودة، أُجريت عام 2018 ونُشرت بمجلة مراجعات نقدية في الغذاء والعلوم، تم تأكيد فاعلية الزنجبيل لإنقاص الوزن وارتباطه بالعديد من التغيرات الجسدية المرتبطة بالسمنة.
وبشكل عام اتضح أن تناول الزنجبيل لإنقاص الوزن يُنقص حجم الخصر والورك بشكل خاص، وهو يُعدِّل بعض المؤشرات في التمثيل الغذائي للجلوكوز في الدم. بمعنى أنه يساعد مرضى السكري كذلك في الحفاظ على وزنهم.
وفي دراسة نُشرت في دورية حوليات أكاديمية نيويورك للعلوم، توصلت إلى إجماع على أن الزنجبيل ومكوناته الرئيسية لها آثار مفيدة ضد السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات ذات الصلة.
وركز المؤلفون أبحاثهم على الجوانب المختلفة لمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مزيج من ثلاثة أو أكثر من عوامل الخطر لمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
وكتبوا أن متلازمة التمثيل الغذائي هي "مشكلة صحية متنامية وصلت إلى مستويات وبائية في العصر الحالي، لأنها تؤثر الآن على ربع سكان العالم". وكان هناك الكثير من الاهتمام بالاستراتيجيات المحتملة لعلاج متلازمة التمثيل الغذائي والوقاية منها، بما في ذلك الخيارات غير الصيدلانية.
وكتب المؤلفون أن الزنجبيل، أحد أكثر التوابل استهلاكاً في العالم، له تاريخ طويل في استخدامه كدواء عشبي لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، وذلك بفضل غناه بالمواد الكيميائية النباتية ومضادات الأكسدة.
ووصفت الورقة كيف لعب الزنجبيل دوراً في حرق الدهون، وهضم الكربوهيدرات، وإفراز الإنسولين وغيرها.
كما ثبت أن الزنجبيل يثبِّط الإجهاد التأكسدي (شكل من أشكال الشيخوخة الخلوية)، وله خصائص مضادة للالتهابات، ويخفض الكوليسترول وضغط الدم. حتى إنه قد يقلل من تصلُّب الشرايين، وتراكم الدهون الضارة في الشرايين.
وبحسب موقع Medical News Today، فإن الأدلة التي تم التوصُّل إليها حالياً في هذا الشأن واعدة ودقيقة، ومع ذلك يحتاج العلماء لإجراء المزيد من الدراسات لتحديد دور الزنجبيل لإنقاص الوزن بصورة مفصّلة أكثر، وتأثيره على قدرة الجسم على الحرق وأثره المباشر على دهون الجسم.
كيفية استخدام الزنجبيل لإنقاص الوزن بالصورة الصحيحة
يمكن إضافة الزنجبيل الطازج إلى الوصفات المختلفة أو استخدامه لصنع الشاي للاستفادة من فوائده العديدة، وخاصة المتعلقة بالتخسيس وإنقاص الوزن.
وبحسب موقع Medical News Today يمكن استهلاكه كما يلي:
1- شاي الزنجبيل
- تقطيع قطعة من الزنجبيل بحجم عقلة الإصبع.
- وضع الزنجبيل بعد فرمه في 150 مل من الماء المغلي.
- تركه لمدة 5-10 دقائق لكي ينضج، ثم يُصفَّى قبل الشرب.
كما تبيع متاجر البقالة أيضاً شاي الزنجبيل في أكياس الشاي، ولكن يُنصح بشُربه بدون الغلاف الورقي الأبيض لما فيه من مواد كيميائية ضارة بالصحة.
ووفقاً للموقع السالف ذكره، قد يساعد شاي الزنجبيل بصورة أكبر عند إضافته لخل التفاح أو مع الشاي الأخضر أو مع الليمون في إنقاص الوزن.
ولا يُنصح بتناول مشروبات الزنجبيل الغازية أو المُعلَّبة لفقدان الوزن؛ إذ تحتوي هذه المشروبات عادة على كميات عالية من السكر المضاف والمواد الحافظة.
2- كبسولات حبوب الزنجبيل
يمكن للأشخاص الذين يفضلون تناول المكملات الغذائية، أو لا يحبون مذاق الزنجبيل، تناوله كمكملات في شكل كبسولات وحبوب تُباع في الصيدليات والمتاجر الكبرى.
3- المياه المُنكَّهة بالزنجبيل والليمون
الزنجبيل والليمون معاً يمكن أن يعطيا عملية الأيض والحرق دفعة قوية، إذ يعمل كل من عصير الليمون والزنجبيل كمثبطين للشهية، ما يمنعك من النهم غير الضروري وبالتالي يساعدك على إنقاص الوزن.
ولتحضيره يمكن ببساطة عصر الليمون في شاي الزنجبيل المُخفف في المياه وتناولها بانتظام، وسيساعدك هذا على الشعور بالشبع لفترة أطول.
كما يمكنك تناول ماء الزنجبيل والليمون أو شاي الزنجبيل والليمون مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، لتحقيق أقصى قدر من الفوائد شريطة عدم معاناتك من التهابات أو حساسية المعدة، بحسب موقع Times Of India.
4- مسحوق الزنجبيل لإنقاص الوزن
بالمقارنة مع الزنجبيل الطازج يحتوي الزنجبيل المطحون المجفف (مسحوق الزنجبيل) على كمية أكبر من مركبات shogaols. وبالتالي قد يكون لهذه المركبات خصائص مقاومة للسرطان ومضادة للالتهابات.
يمكنك تناول مسحوق الزنجبيل لإنقاص الوزن في شكل كبسولات أو مزجه في الماء لصنع مشروب مسحوق الزنجبيل، كما يمكنك أيضاً رش مسحوق الزنجبيل على طعامك كتوابل عند الطهي.
ومع ذلك، تناول ملاعق كبيرة من مسحوق الزنجبيل في حالته الخام قد يسبب عسر الهضم وآلام المعدة، علاوة على طعمه القوي الشديد.
لا يجب تجاوز الكمية اليومية من الزنجبيل لتجنُّب الآثار الجانبية
من أبرز تبعات استخدام الزنجبيل لإنقاص الوزن آلام المعدة وعسر الهضم والشعور بحرقة المعدة. ومع ذلك فإن الآثار الضارة للزنجبيل نادرة مع جرعات من 500-1000 ملليغرام يومياً، بحسب Medical News Today. ويجب ألا تزيد الجرعة اليومية من الزنجبيل عن 1 غرام للحوامل و4 للشخص العادي.
وقد يؤدي تناول الزنجبيل كمسحوق إلى حرقة المعدة عند بعض الأشخاص، وفي هذه الحالات قد يفضل الناس تناول أقراص الزنجبيل المغلَّفة.
كما قد يزيد الزنجبيل أيضاً من خطر النزيف، لذلك يجب على الناس التوقف عن تناول الزنجبيل قبل أسبوع إلى أسبوعين من إجراء أي إجراءات جراحية.
ويجب على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تضعف الدم، مثل الوارفارين أو الأسبرين، التحدث مع الطبيب قبل تناول الزنجبيل في أي صورة.