قالت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، إنَّ شهر يوليو/تموز الماضي كان هو أكثر الشهور حرارة في العالم على الإطلاق، بحسب ما ذكره موقع Axios الأمريكي.
شهد شهر يوليو/تموز سلسلة غير اعتيادية من الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي، بدءاً من القباب الحرارية العديدة التي حطَّمت الأرقام القياسية للحرارة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وحتى حرائق الغابات المدمرة في سيبيريا والبحر المتوسط والغرب الأمريكي.
اقرأ أيضاً
رقم قياسي مُزعج
قال مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ريكارد سبينراد، في تصريح: "في هذه الحالة تكون المرتبة الأولى هي أسوأ مرتبة يمكن التواجد فيها. يضيف هذا الرقم القياسي الجديد إزعاجاً وقلقاً إلى مسار التغيُّر المناخي في العالم".
فقد أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي في الأمم المتحدة التحليل الأكثر شمولاً لعلم المناخ منذ 2013، الذي خلُص إلى أنَّ الاحترار العالمي يلعب دوراً ملحوظاً ومتنامياً في ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة.
كما لفت إلى أنَّ العالم يقترب بسرعة من هدف اتفاق باريس للمناخ، الرامي للحفاظ على درجة الحرارة العالمية عند مستوى أعلى بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) من مستوى درجات حرارة ما قبل العصر الصناعي بحلول عام 2100.
الشهر الأكثر حرارة منذ 1880
حلّل العلماء في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي درجات الحرارة العالمية، بدءاً من عام 1850، واستخدموا النماذج الحاسوبية لملاحظة كيف ستتغير درجات الحرارة تبعاً لمسار التغيُّر الطبيعي فقط، ثُمَّ قارنوا ذلك مع المتغيرات الحديثة التي تشمل التأثيرات البشرية.
بصورة عامة، أثبتت البيانات مجدداً أنَّ التغير المناخي هي ظاهرة من صنع الإنسان.
كانت درجة حرارة الأرض وسطح المحيطات، معاً، حول العالم أعلى بواقع 1.67 درجة فهرنهايت (درجة مئوية واحدة تقريباً)، مقارنةً بمتوسط الحرارة في القرن العشرين.
فيما قالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إنَّه كان الشهر الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل قياسات الحرارة عام 1880، أي قبل 142 عاماً مضت.
ووفقاً للإدارة، سُجِّل الرقم القياسي السابق، في يوليو/تموز 2016، وكان هو نفسه في 2019 و2020.
أعلى درجة حرارة لسطح الأرض
وفقاً للإدارة أيضاً، كانت درجة حرارة سطح الأرض حول العالم هي الأعلى التي تُسجَّل خلال شهور يوليو/تموز، بزيادة غير مسبوقة بلغت 1.54 درجة مئوية (2.77 درجة فهرنهايت) عن المتوسط، مُتجاوِزةً بذلك الرقم القياسي السابق الذي سُجِّل في 2012.
شهدت قارة آسيا أكثر شهور يوليو/تموز حرارة منذ بدء عملية التسجيل، مُتجاوِزاً الرقم القياسي السابق المُسجَّل في عام 2010، وهو العام الذي شهد موجة حارة قتلت عشرات الآلاف.
كما شهدت قارة أوروبا ثاني أكثر شهور يوليو/تموز حرارة في تاريخها، بنفس مستوى عام 2010، وخلف مستوى يوليو/تموز 2018.