قالت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 7 أغسطس/آب 2021، إن هناك مخاوف من تراخي المعايير الأمريكية بشأن سلامة منتجات التجميل، الأمر الذي دفع بعض أعضاء الكونغرس إلى التقدم بمشروع قانون يشدّد على سلامة تلك المنتجات.
حيث يطالب التشريع الأمريكي المقترح شركات منتجات التجميل بالكشف عن المُكوِّنات المُستخدَمة في منتجاتها، حتى تكون قادرةً على إثبات سلامتها وتسجيلها لدى إدارة الغذاء والدواء (FDA) التابعة لوزارة الولايات المتحدة لخدمات الصحة وحقوق الإنسان.
كانت دراسةٌ جديدة قد وجدت، في وقتٍ سابق من هذا الصيف، أن أكثر من نصف منتجات التجميل، البالغ عددها 231 والتي اختُبِرَت في الولايات المتحدة وكندا، يحتوي على مركبات السطح الفلورية (PFAS)، وهي مجموعة من المواد الكيميائية الفلورية التي يمكن أن تضعِف المناعة، وتعطِّل نمو الأطفال، وتؤثِّر على الجهاز التناسلي، وتزيد من فرصة الإصابة ببعض أنواع السرطان.
يأتي ذلك بينما فرضت أوروبا سيطرتها على المواد الكيميائية التي يمكن أو لا يمكن تضمينها في المنتجات اليومية.
في حين أنه من المعروف أن معايير الولايات المتحدة المتعلقة بسلامة منتجات التجميل صار عمرها يتجاوز 80 عاماً.
هذا التشريع تقدمت به حتى الآن السيناتورة ديان فاينشتاين (الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا)، والسيناتورة سوزان كولينز (الجمهورية من ولاية مين).
في حين قُدِّمَ مشروع القانون لأول مرة في عام 2015، لكنه لم يُمرَّر.
"زيادة الوعي"
إلا أنه هذا العام، مع الاهتمام المتجدِّد بسلامة المستهلك وزيادة الوعي بمركبات السطح الفلورية، تثير فاينشتاين وكولينز القضية مرةً أخرى بدعمٍ من عمالقة الصناعة، مثل شركات Unilever وProcter and Gamble وRevlon وJohnson and Johnson.
من جهتها، قالت فاينشتاين إنها تحرَّكت لأول مرة لتقديم هذا التشريع منذ عدة سنوات، بعد أن علمت عن حصول الأشخاص في صالونات التجميل المكتظَّة على علاجاتٍ برازيلية لتصفيف الشعر، وعدم معرفتها باستخدام مادة الفورمالديهايد في العديد من منتجات الشعر هذه. وغالباً ما يوجد الفورمالديهايد، وهو غازٌ عديم اللون وقابل للاشتعال، في المواد اللاصقة ومواد البناء مواد العزل، وقد يسبِّب ضيق التنفُّس والصداع والدوار، ويرتبط السرطان باستخدامه.
فيما قاد غراهام بيسلي، أستاذ الفيزياء بجامعة نوتردام، الدراسة التي ألهمت المُشرِّعين للعمل مرةً أخرى على القضية. وبعد سنواتٍ من العمل، رغم نقص التمويل، وعدم القدرة على العثور على مختبراتٍ تكون على استعداد لاختبار منتجاتٍ مثل الماسكارا، تمكَّن بيسلي وزملاؤه من إكمال الاختبارات على أكثر من 200 منتج مُتوفِّرٍ بسهولة في أمريكا الشمالية.
"مواد كيميائية خطرة"
تلك الدراسة انتهت إلى أن ثلاث فئاتٍ من مستحضرات التجميل تحتوي على تركيزٍ أعلى للمواد الكيميائية الفلورية، وهذه المنتجات هي كريم الأساس، والماسكارا، ومنتجات الشفاه.
تعقيباً على ذلك، قال بيسلي: "تُستخدم المركبات الفلورية عن قصدٍ في مستحضرات التجميل، وبعضها يدخل على الأرجح أيضاً إلى أمريكا الشمالية. والأمر الأكثر إثارةً للقلق هو أن استخدامها لم يُسجَّل على العديد من ملصقات المنتجات على الإطلاق. وهذا يعني أن المستهلك لا يمكنه معرفة ما إذا كان منتجٌ معيَّن قد صنِّعَ باستخدام هذه المركبات أم لا".
كما أطلقت مجموعة العمل البيئية قاعدة بياناتٍ على الإنترنت، وهي قاعدة Skin Deep، في العام 2004، حتى يتمكَّن المستهلكون من تحديد منتجات العناية الشخصية التي تحتوي على مواد كيميائية أقل تسبُّباً في المشكلات.
تضمَّنَت قاعدة البيانات، في البداية، نحو 7500 منتج و7000 مُكوِّن. والآن، تتبَّعت القاعدة نحو 74 ألف منتج، وما لا يقل عن 9 آلاف مُكوِّن. لكن كارلا بيرنز، المديرة الأولى لعلوم التجميل في مجموعة العمل البيئية، تقول إنّ جمع المعلومات كان يمثِّل تحدياً، لأن "العثور على قوائم المكوِّنات الكاملة لبعض المنتجات ليس بالأمر السهل. وبالنسبة لبعض المكوِّنات الأحدث، يتوفَّر القليل جداً من البيانات بسهولة".
كان التباطؤ السياسي عقبةً أيضاً في هذا الطريق.
بدوره، قال سكوت فابر، الذي يقود الشؤون الحكومية في مجموعة العمل البيئية: "بشكلٍ عام، يواجه الجمهوريون بالكونغرس صعوبةً في التعرُّف على نوع المواد الكيميائية السامة الموجودة في الأدوات المنزلية"، مضيفاً: "يركِّز الكونغرس غالباً على التهديد الذي سيقتلك غداً، وليس التهديد الذي سيقتلك في غضون 20 عاماً".