حذَّرت السلطات الصحية في ولاية كولورادو الأمريكية السكان في سبع مقاطعات تابعة لها من عودة الطاعون مرة أخرى للظهور في المنطقة، داعية إياهم للاحتراس، والاهتمام بالسلامة الصحية؛ وذلك على خلفية وفاة طفلة في الولاية تبلغ من العمر 10 سنوات "لأسباب مرتبطة بالطاعون"، وفق تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية يوم الإثنين 26 يوليو/تموز 2021.
فيما أفادت تقارير بأن الفتاة التي لقيت حتفها، كانت تربي الخنازير، وفقاً لصحيفة The Durango Herald. وليس معروفاً بشكل قاطع إن كانت البراغيث قد انتقلت من الخنازير التي تربيها إليها ونقلت معها المرض.
"كلاب البراري"
على إثر ذلك، سارعت السلطات الصحية في كولورادو إلى جمع وفحص البراغيث بعد إبلاغ مجموعة من السكان المحليين عن اختفاء مستعمرة محلية لقوارض كلاب البراري، وفقاً لصحيفة The Colorado Sun.
في حين تشير إدارة الصحة العامة والبيئة في كولورادو إلى أن كلاب المروج عرضة أكثر من غيرها للإصابة بالطاعون. وتأخذ السلطات الصحية اختفاء تجمعاتها خلال فصل الصيف على أنه تحذير من احتمال عودة الطاعون.
كما طلبت إدارة الصحة والبيئة من سكان كولورادو الامتناع عن قتل كلاب البراري؛ لأن هذا قد يزيد من خطر انتشار الطاعون، مضيفة: "إذا لاحظتم تراجعاً في نشاط هذه القوارض في منطقة كانت تنشط فيها عادة، فاتصلوا بوكالة الصحة العامة في منطقتكم".
علاج الطاعون
من جانبها، قالت عالمة الأوبئة والطبيبة البيطرية، جينيفر هاوس: "من النادر أن يصاب الناس بالطاعون، فإننا نريد التأكد من أن الجميع يعرف الأعراض"، لافتة إلى أنه يمكن علاج الطاعون بالمضادات الحيوية إذا تم اكتشافه مبكراً، ويجب على الناس البحث عن علامات ارتفاع درجة الحرارة أو تورم الغدد الليمفاوية.
يشار إلى أن الطاعون يعود إلى كولورادو كل صيف، وبشكل عام، تحمله البراغيث قبل أن ينتقل إلى الحيوانات الصغيرة وفي بعض الحالات النادرة، إلى البشر. وهذا العام، سجلت مقاطعات سان ميغيل وإل باسو وبولدر وهورفانو وآدامز ولا بليت حالات إصابة بالطاعون.
رغم أن الطاعون لم يعُد مرضاً قاتلاً كما كان في العصور الوسطى- حين تسبب في مقتل ما يقدر بنحو 50 مليون شخص- إلا أنه لا يزال خطيراً في عصرنا الحاضر.
يذكر أن الطاعون قد ينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة برغوث مصاب أو من خلال الاتصال المباشر مع الحيوانات المصابة، وقد يصعب تأكيد الإصابة بالطاعون في البداية، حيث تتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، مثل الإنفلونزا أو فيروس كورونا. وقد يصاب المريض به بالسعال والحمى وتضخم الغدد الليمفاوية.
إلا أنه لحسن الحظ، إذا اُكتشف الطاعون- الذي يُطلق عليه أحياناً "الطاعون الأسود" أو "الموت الأسود"- مبكراً، فيمكن علاجه بأدوية متوفرة. لكنه إذا تُرك دون علاج فقد يسبب المزيد من الأمراض والوفيات.
في المتوسط، يُصاب سبعة أشخاص بالطاعون كل عام، وبشكل عام، تنتشر الإصابات في ولايتي نيو مكسيكو وكولورادو.
كان الطاعون قد وصل إلى الأمريكيتين عن طريق الفئران التي غزت السفن البخارية التي كانت تسافر بين آسيا وأمريكا الشمالية، وذلك بعدما اجتاح أنحاء أوروبا بين عامي 1347 و1352، وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة.