هل سبق وشاهدتم أفلام الخيال العلمي التي تتحدث عن سيناريوهات ممكنة لـ"نهاية العالم"؟ يتنبأ العلم كذلك بالعديد من السيناريوهات التي ستنتهي بسببها الحياة على وجه الأرض، ومن سوء الحظ لن يكون هنالك أي أبطال خارقين آنذاك لإنقاذ الكوكب من مصيره المحتوم.
نهاية العالم.. 8 سيناريوهات يقترحها العلماء
1. انقلاب الشمس على النباتات
تتنبأ أكثر النماذج دقة لمستقبل الشمس بأنه في غضون حوالي 600 مليون عام ستصبح الشمس ساطعة بما يكفي دورة الكربونات-السيليكات الجيوكيميائية على الأرض.
ومن الجدير بالذكر أن هذا التفاعل المهم بين السيليكون والكربون يساعد في الحفاظ على مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وأن اضطرابه سيؤدي إلى انخفاض هائل في مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون.
في هذه الحالة لن تصبح النباتات قادرة على القيام بعملية التمثيل الضوئي، وفي المقابل، لن تنتج الأكسجين المطلوب للتنفس.
وسوف يؤدي ذلك إلى انقراض كل أشكال الحياة الحيوانية تقريباً، ومعظم الأنظمة البيئية بشكل عام.
أما البشر فإما أنهم سيختفون تدريجياً ببطء أو ربما ستطورون إلى كائنات لا تحتاج إلى الأكسجين، وفقاً لموقع Listverse.
2. قتلة الديناصورات يهاجمون البشر أيضاً
منذ حوالي 66 مليون عام، ارتطم مذنّب أو كويكب بالأرض، وقتل حوالي 75% من أشكال الحياة الموجودة وقتها. وكانت الديناصورات من ضمن ضحايا ذلك الارتطام.
واستمرت المذنبات والكويكبات في القُدوم، وكانت في بعض الأحيان قريبة للغاية من تحقيق كارثة مماثلة. في عام 2020، مر كويكب اسمه 2020 VT4 على مسافة 230 ميلاً فقط (370 كيلومتراً) فقط من الأرض؛ مع العلم أن القمر يبعد عن الأرض بحوالي 238,900 ميل (384.500 كيلومتر) في المتوسط.
وبقدر ما تكون الكويكبات مميتة، فإنها تميل إلى القدوم من أماكن قريبة نسبياً؛ غالباً من حزام الكويكبات خلف المريح. بينما المذنبات غالباً ما تأتي من مسافات أبعد، ما يعني أنها تكتسب سرعة أعلى في طريق وصولها إلينا. ويصعب رصد تلك الجسيمات لأنها داكنة جداً، ولا ينبعث عنها أي ضوء تقريباً حتى تصطدم بمصدر حراري وتبدأ برسم المسارات الغازية الساطعة التي تشتهر بها.
وإذا اصطدم بالأرض أحد تلك المذنبات الكبيرة بما يكفي، بقطر يبلغ عشرات الأميال، سيلاقي البشر مصيراً مشابهاً لمصير الديناصورات.
لكن ولحسن الحظ، تصطدم كويكبات بحجم "قتلة الديناصورات" بالأرض كل 100 مليون سنة أو نحو ذلك، وفقاً لموقع Science.
3. الذكاء الاصطناعي
يعتقد العديد من العلماء أنه بمجرد تطوير ذكاء اصطناعي يتجاوز ذكاءنا، ستصبح لديه القدرة على تطوير ذكاء أعظم منه، وتستمر الدائرة حتى تمنع قيود الفيزياء مزيداً من التقدم.
وسرعان ما سيجعل ذلك البشر كائنات بدائية عفا عليها الزمن، أو آفات مزعجة يجب التخلص منها وإبادتها.
4. كارثة مالثوس
في عام 1798، قال الاقتصادي/العالم الاجتماعي توماس مالثوس إن معدل النمو السكاني سيتجاوز معدل الإنتاج الزراعي، وإن ذلك سيؤدي إلى مجاعات، وصراعات عالمية، يهلك خلالهما معظم البشر على سطح الأرض. وعُرف ذلك بـ"كارثة مالثوس".
قوبلت نظرية مالثوس، منذ نشأتها، بالرفض من قبل مجموعات علمية عديدة ومتنوعة، واستشهد البعض بالعديد من الابتكارات التقنية التي سمحت بإنتاج الغذاء على نطاق واسع.
لكن تظل فكرة مالثوس المجردة صحيحة بدرجة ما. منذ زمن مالثوس وحتى الآن، تضاعف عدد البشر بحوالي ثمانية أضعاف، وتعيش عشرات الدول، ومليارات البشر، في مجاعة دائمة.
وسواء حدث انهيار للبشرية أو لا، هناك الكثيرون حالياً ممن لا يضمنون حصولهم على الغذاء، وتتزايد أعدادهم كل عام.
5. انفجار أشعة غاما
انفجار أشعة غاما هو أكثر الأحداث الكهرومغناطيسية سطوعاً وطاقة في الكون. تحدث تلك الانفجارات الشديدة عندما ينفجر نجم هائل ذاتياً ليشكل ثقباً أسود أو نجماً نيوتروني، أو عندما يصطدم نجمان نيوترونيّان. ينتج عن انفجارات أشعة غاما طاقة هائلة في ثوانٍ قليلة، تعادل إنتاج الشمس من الطاقة طوال حياتها.
لحسن الحظ، لم نشهد انفجارات أشعة غاما إلا في مجرّات أخرى، وهي بعيدة بما يكفي لدرجة أننا لم نشعر بأي من تأثيراتها. إلا أن العديد من العلماء يعتقدون أن انفجارات أشعة غاما قد تكون سبباً محتملاً للانقراض الجماعي.
6. انفجار بركان هائل
وفقاً لمجتمع الجيولوجيا، ليس السؤال "هل؟"، وإنما "متى؟". وهذا لأن الانفجارات البركانية الهائلة، والتي لا يُطلق عليها هائلة إلا إذا أطلقت 240 ميلاً مكعباً (1000 كيلومتر مكعب) على الأقل من الحمم البركانية، تحدث طوال الوقت.
نعلم بانفجار ما يزيد على 60 بركان هائل من قبل، ومن المحتمل أن كل منها كان قد تسبب فيما مضى بحوادث انقراض على مستوى فصائل معينة، ويعتقد الجيولوجيون أنه لا يزال هناك الكثير مما لم يُكتشف بعد. وفيما قد لا يمثّل بركان يلوستون على سبيل المثال تهديداً كبيراً خلال حياتنا، لكنه سيدمّر العديد من المدن الأمريكية والكندية خلال بضعة آلاف من السنوات.
7. الدياتوم
الدياتوم نوع من الطحالب يشتهر في المجتمعات غير العلمية بجدرانه الخلوية الهندسية الملونة. وبالنسبة للعلماء، فإن الدياتوم تشتهر بأنها تنتج ما يصل إلى حوالي نصف محتوى الأكسجين على الكوكب، وأنها تشكّل ما يصل إلى نصف الكتلة الحيوية في محيطاتنا. هذا أمر كبير، لكنه يتحول إلى مشكلة كبيرة إذا بدأت سلوكيات تلك الطحالب تتغير.
ذكر جوزيف كيرشفينك، العالم الجيولوجي في معهد كاليفورنيا للتقنية، أن أي تغييرات مناخية قد تؤدي إلى فقدان طحالب الدياتوم لقدرتها على الوصول إلى المياه (التي تحتاج إليها لإنتاج الأكسجين)، سوف يحوّل تلك الطحالب المفيدة إلى ملح وفير. وأنها عندئذ ستستخدم هذا الملح لإنتاج غاز الكلور المميت. وبالنظر إلى عددها، لن تستغرق وقتاً طويلاً حتى تقضي على الغالبية الكبرى من أشكال الحياة على الأرض.
8. تأثير كرة الثلج (كل ما سبق في وقت واحد)
لعل السيناريو الأكثر رعباً هو حصول كل ما سبق سوياً.
يعتقد العلماء أنه سيكون للتغيرات المناخية تأثير هائل على أنماط الطقس خلال العقود القليلة المقبلة، مما يجعلها تدريجياً أكثر غرابة وشذوذاً وتطرفاً.
وفي نفس الوقت، ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض الميكروبية. وسوف تموت العديد من النباتات والفصائل التي تحمل حبوب اللقاح، مثل النحل والخفافيش، ما يجعل الغذاء أكثر نُدرة مع الزيادة السكانية المستمرة.
بينما زيادة تلوث وحموضة المحيطات سيؤدي إلى انخفاض عدد الكائنات التي تقوم بالتمثيل الضوئي هناك، وسوف تضطرب العديد من الأنظمة البيئية الأخرى.
بشكل عام، يمكننا القول إن أقرب وأبرز احتمال لنهاية العالم هو هجوم بطيء وخفي ومطوّل، نشنّه بأنفسنا على أنفسنا.