خلص بحث جديد إلى أن خوارزميات تطبيق "إنستغرام" تدفع الفتيات المراهقات اللائي يتفاعلن لفترة محدودة مع الصور المرتبطة باللياقة نحو طوفان من محتوى إنقاص الوزن، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 20 يوليو/تموز 2021.
كان الباحثون، الذين تهدف دراستهم إلى إعادة تجربة أن تكون طفلاً على الشبكات الاجتماعية، قد اعتمدوا أسلوب "المتسوق الخفي"، حيث أنشأوا مجموعة من حسابات لأطفال على "إنستغرام"، وتابعوا الحسابات نفسها التي يتابعها عدد من الأطفال المتطوعين.
لاحقاً، بدأ الباحثون في الإعجاب بعدد من المشاركات لمعرفة مدى السرعة التي تدفع بها خوارزمية الموقع المحتوى الذي قد يكون مضراً إلى شريط Explore "استكشف" بالموقع، والذي يقترح محتوى يرى الموقع أنه قد ينال إعجاب المستخدم.
في هذا الإطار، أعجب حساب أنشأه الباحثون لفتاة تبلغ من العمر 17 عاماً بمنشور من شركة ملابس رياضية عن اتباع نظام غذائي ظهر في شريط "استكشف" في حسابها على إنستغرام. ثم تابع حساباً اقترحه الموقع عليه بعد أن نشرت صورة "لتجربة قبل وبعد فقدان الوزن".
كان هذان الإجراءان كافيين لتغيير المحتوى المقترح للمراهقة الزائفة على إنستغرام تغييراً جذرياً، فقد وجد الباحثون أن قسم "استكشف" على حسابها بدأ فجأة في عرض المزيد من المحتوى المتعلق بتجارب ونصائح إنقاص الوزن والتمارين الرياضية ونحت الجسم. وغالباً ما كان هذا المحتوى يتضمن "أجساماً نحيفة بشكل ملحوظ، وفي بعض الحالات أشكال أجسام تبدو خاضعة لتعديلات على ما يبدو".
كما أن التأثير نفسه قد حدث حين أعيد تكرار التجربة -التي تقوم على تصفح الموقع لبضع دقائق فقط في اليوم- بحساب زائف لفتاة تبلغ من العمر 15 عاماً.
إعلانات تركز على الأطفال
في حين علم إنستغرام أن جميع هذه الحسابات مسجلة لمراهقين، وقدّم للمستخدمين إعلانات تركز على الأطفال إلى جانب المنشورات. وقد قرر الموقع مؤخراً إصلاح المشكلات المتعلقة بفقدان الشهية في وظائف بحثه بعد تعرضه لانتقادات في السابق، حين وضعت شركة التكنولوجيا تحذيرات على المحتوى الداعم لفقدان الشهية.
هذا البحث قامت شركة Revealing Reality بإجرائه انطلاقاً من تكليف من قِبل مؤسسة 5Rights Foundation الخيرية، التي تطالب بتشديد الضوابط على الإنترنت للأطفال.
من جهتها، قالت بيبان كيدرون، رئيسة المؤسسة الخيرية، إن تصميم محركات المقترحات التي تستخدمها الشبكات الاجتماعية مثل إنستغرام هو ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية للمراهقين، لافتة إلى أنها منزعجة من وجود "مسارات آلية" تقود الأطفال إلى مثل هذه الصور.
خطوات أكثر حزماً
بدوره، أشار متحدث باسم شركة فيسبوك، التي تملك إنستغرام، إلى أن "الشركة تتخذ بالفعل خطوات أكثر حزماً للحفاظ على أمان المراهقين على الموقع، ومنها منع البالغين من إرسال رسائل مباشرة إلى الأطفال الذين لا يتابعونهم".
فيما ذكرت راشيل دي سوزا، مفوضة الأطفال في إنجلترا: "لا نسمح للأطفال بالوصول إلى الخدمات والمحتوى غير المناسب لهم في العالم الواقعي، لا ينبغي أن يكونوا قادرين على الوصول إليها في عالم الإنترنت أيضاً".
لكنها زعمت أن منهجية الدراسة معيبة، و"خرجت باستنتاجات شاملة عن تجربة المراهقين على إنستغرام من عدد قليل من الحسابات الزائفة".
سوزا أضافت أن جزءاً كبيراً من المحتوى الذي تمكن المراهقون الزائفون من الوصول إليه في الدراسة لم يكن من ضمن المقترحات، وإنما بحثوا عنه أو تابعوه و"العديد من هذه الأمثلة تسبق التغييرات التي أجريناها لتقديم الدعم لمن يبحثون عن محتوى متعلق بإيذاء النفس واضطرابات الطعام".