4 أشياء تجعل من حياتك أنت أفضل من ملوك أوروبا في العصور الوسطى

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/25 الساعة 17:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/25 الساعة 17:12 بتوقيت غرينتش
في المرة القادمة التي تكافئ فيها نفسك بالحلوى، تذكَّر أنها كانت متعة ملكية بامتياز/ Istock

هل نعيش اليوم الحياة التي تخيلتها الأجيال السابقة قبل مئات السنين؟ وهل تعد حياة الإنسان العادي في القرن الحادي والعشرين أفضل من حياة ملوك أوروبا العصور الوسطى؟

يبدو أنه كان هناك حلم واحد في الماضي القريب للحياة المستقبلية، وهو حلم تحقق بالفعل: العيش في منازل يمكننا التحكم في مناخها.

"عندما نتمكن من تدفئة المنازل باستخدام الكهرباء، أُريد أن تصبح درجة حرارة منزلي 21 درجة مئوية، سأضبط منظم الحرارة عند 21 ولن ترتفع درجة الحرارة فوق هذه النقطة. وسأُحافظ على درجة الحرارة هذه بشكل موحد بغض النظر عن الطقس في الخارج"، كانت هذه نبوءة تشارلز شتاينميتز في عام 1921، وهو مهندس كهربائي أمريكي، حسب موقع Big Think.

والبيوت المكيفة ليست إلا حلماً واحداً من أحلام الأجيال السابقة التي كانت تعيش حياة مختلفة تماماً عما يعيشه إنسان القرن الحادي والعشرين، وكلما عدنا بالذاكرة للوراء، أدركنا مقدار الأشياء المذهلة التي تملأ حياتنا اليومية.

ملوك أوروبا في العصور الوسطى

فيما يلي، 4 ميزات أو ربما بديهيات تجعل حياة عامة الناس اليوم، أفضل من حياة ملوك أوروبا في العصور الوسطى.

1. اللون الأرجواني

في الماضي، كان اللون الأرجواني باهظ الثمن بشكل استثنائي، بسبب متطلبات صناعته: إذ كان لابد من تقطيره من الغدد المخاطية المجففة التي تقع خلف مستقيم حلزون معين، وفقًا لـBBC:

"تطلب الأمر عشرات الآلاف من الغدد تحت الخيشومية المجففة، التي جرى انتزاعها من جنس القواقع الشوكية المتكلسة (المريق) حيث يختبئ حلزون البحر، قبل تجفيفها وغليها لتلوين عينة صغيرة واحدة من القماش. وكانت ألياف القماش تحتفظ بعد تلوينه بالرائحة النتنة لإفرازات اللافقاريات البحرية فترة طويلة".

وإضافة إلى الرائحة الكريهة، كان لابد من استيراد هذه الحلزونات إلى أوروبا من لبنان، (إذ يشير الاسم "أرجوان صور" إلى مدينة صور في جنوب لبنان).

ولم ينحصر الأمر على الأعراف، بل كان هناك قانون لجعله استثنائياً فقد كان من غير القانوني أن يرتدي عامة الناس اللون الأرجواني، لأنه كان حقاً حصرياً لأفراد العائلة المالكة فقط، حسب موقع History.

ونشرت مجلة Entrepreneur: "في القرنين الـ11 والـ12، بدأت أوروبا تطوير مساحات حضرية كثيفة كما نعرفها اليوم، ما خلق مشكلة اجتماعية. وفجأة صارت بحاجة إلى طريقة للتمييز بين الأشخاص المختلفين في المدينة. وكان على الأقنان ارتداء ملابس الأقنان. وكان على اللوردات ارتداء ملابس اللوردات. وكان من الممكن التعرف على هوية الجميع، لذلك لم يكن ممكناً قط التظاهر بكونك شخصاً من طبقةٍ أخرى".

2. اللحظات الحميمة والخصوصية

في المرة القادمة التي تضطجع فيها فوق سريرك لقراءة كتاب على انفراد (مرتدياً اللون الأرجواني)، تأكد من تذكير نفسك بمكانتك الملكية… على الأقل مقارنةً بملوك أوروبا في العصور الوسطى.

والسبب أن معظم الناس في العصور الوسطى لم يعترفوا بمفهوم المساحة الشخصية. 

في الماضي، كنت تعمل وتأكل وتعيش محشوراً مع أشخاص آخرين. وفي الليل، كانت عائلات بأكملها تتقاسم السرير. وفي بعض الأحيان، كان الغرباء أو المسافرون أو العابرون يظهرون فجأة بحثاً عن مأوى أو غرفة دافئة.

والخصوصية التي نعيشها حالياً تعد رفاهية، لم تكن تتوافر حتى للعائلات المالكة.

ففي المجتمعات حيث يحدد النسب العائلي من يحكم الأرض، فإن إثبات النسب له أهمية قصوى. ولكن نظراً إلى أن اختبارات الحمض النووي كانت على بعد عدة قرون، فإن إثبات أن الرجل والمرأة المعنيين هما الوالدان الحقيقيان يتطلب كاتب عدل فريداً من نوعه.

وتشير المجلة في تقريرها: "عندما تكون من أفراد العائلة المالكة، فإن العلاقة الجنسية ليست مجرد علاقة، إنه عمل رسمي لتوسيع السلالة الملكية، وهو أمر يخص الدولة. لذا يجب أن يتم تأكيد ذلك. هذا يعني أن الجنس الملكي يتطلب شاهداً".

أما الحمامات، فهي أحد أهم جوانب الحياة المعاصرة خصوصيةً، والتي لم تكن موجودة آنذاك، فبفضل السباكة الحديثة أصبحت بيوت الخلاء في مكان محدد ومغلق.

بدوره يوضح أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة لويزفيل، أندرو رابين، قائلاً: "إذا كنت تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، وتعيش في قلعة، فما نسميه المرحاض أو الحمام لم يكن سوى حفرة تقود إلى خارج القلعة، بحيث يمكنك الجلوس فوق هذه الحفرة. وسوف تقطر الفضلات حرفياً على جانب القلعة".

3. العطور والحمامات!

ربما عانى أفراد العائلات الملكية من الظلم، بسبب احتمال رؤيتهم وهم يقضون حاجتهم من مكان مرتفع في قلاعهم، ولكن ماذا عن عامة الناس؟ 

إنها فرضية متشابهة، لكنها حملت بعض التفاصيل الإضافية، إذ اكتشف المهندسون في عصرهم اكتشافاً مهماً لحسن الحظ.

ففي مدن العصور الوسطى، كان الطابق الثاني من المنزل يبرز إلى الشارع. وكان هذا لسببين، أحدهما، أنه مكّنهم من بناء شوارع أوسع، وهو ما كان مفيداً، لأن الشوارع يمكن أن تكون مزدحمة بالحيوانات. لكن السبب الثاني، هو أنه بهذه الطريقة، كان يمكن للناس المشي تحت هذه الطوابق الثانية البارزة، كما توضح الصورة المنشورة على موقع World History.

ملوك أوروبا في العصور الوسطى
مرحاض نموذجي في جدران قلعة من القرون الوسطى من القرنين 12-14 م/ Père Igor

يشرح رابين أنه إذا سار هؤلاء الأشخاص بالقرب من حافة هذه البروزات، فإنهم يخاطرون بأن ينتهي بهم الأمر إلى "الحصول على تصفيفة شعر جديدة".

ولكن حتى عندما ظل شعرهم نظيفاً من البول والبراز، كانوا يواجهون مجموعة من الروائح في الشوارع: مزيج قوي من فضلات الإنسان والحيوان وروائح الأجسام. ويقول رابين إنه من المفاهيم الخاطئة أن الناس في العصور الوسطى لم يستحموا، لقد استحموا، لكنهم فقط لم يبذلوا الكثير من الجهد للتخفيف من هجمة الروائح الكريهة.

أما أفراد العائلة المالكة فقد كانوا محظوظين بحصولهم على العطور، لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن كل من يعملون لديهم. 

لذا خذ نفَساً عميقاً من حولك وكن مطمئناً بأن ما تشمه من عطور ومعطرات منزلية وغيرها من الروائح الجميلة ما هو إلا حلم من أحلام ملوك أوروبا في العصور الوسطى.

4. السكر

الطريقة الأخيرة للعيش مثل الملوك هي أن تنغمس في تناول الحلويات.

إذ تقول كارا كوني، أستاذة الفن والعمارة المصرية، ورئيسة قسم لغات وثقافات الشرق الأدنى بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "قصب السكر اختراع حديث. بنجر السكر: اختراع حديث. شراب الذرة: اختراع حديث. يتطلب الأمر الكثير من المعالجة في المصنع للحصول على هذه الحلاوة. وكان السكر في العالم القديم يأتي من الفاكهة. إذا كان بإمكانك الحصول على الفاكهة… وإذا عصرتها… يمكنك الحصول على السكر. ولكن كان من الصعب الحصول عليه".

ومثل اللون الأرجواني، كان السكر نادراً، لأنه كان من الصعب شراؤه وصنعه، حسب موقع جامعة Bucknell الأمريكية.

وتوضح كوني: "في ذلك الوقت، كان استهلاك السكر علامة على المكانة. والآن، بعد آلاف السنين، أصبح السكر الصناعي أحد أرخص المواد المتاحة. لذلك انقلبت دلائل المكانة".

لذا، في المرة القادمة التي تكافئ فيها نفسك بالحلوى، تذكَّر أنها كانت متعة ملكية بامتياز.

عندما عاش ملوك أوروبا بين الفضلات البشرية والقذارات: التاريخ المثير للاشمئزاز للقصور الملكية

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/03 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/03 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش

ماذا يمر على مخيلتك عندما تسمع عبارة "قصر ملكي"؟ ربما الحدائق الغنّاء أو الجدران والأعمدة المطلية بالذهب أو الملابس الفاخرة أو الغرف الفسيحة التي تدخلها الشمس من كل جانب.. ربما تتسم القصور الملكية اليوم بمواصفات كهذه، لكن الأمر كان مختلفاً تماماً في العصور الوسطى، حيث كانت السلالم والساحات والحدائق تعج بالأوساخ والقاذورات والنفايات البشرية.

القصور الملكية.. تاريخ مثير للاشمئزاز

روائح مقرفة تجبر هنري الثامن على الترحال

بالرغم من أن هنري الثامن كان ملكاً عنيداً تمكن من فصل كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية، إلا أن الروائح المقرفة التي انتشرت في قصره تمكنت من هزيمته.

في عام 1535 على سبيل المثال، تنقل ملك إنجلترا لمدة عام كامل بين أكثر من 60 قصراً ومسكناً أرستقراطياً ومؤسسة دينية في محاولة إيجاد محيط صحي للبقاء فيه.

وفي حين أن تنقلاته تلك كانت هامة على الصعيد الدبلوماسي؛ إذ كان يعقد التحالفات ويتأكد من ولاء رعاياه من خلال زيارته لأماكن مختلفة، إلا أن محاولة إيجاد مكان نظيف للبقاء فيه كانت هدفاً آخر لهذا الترحال.

فقد كان لابد من إخلاء القصور مثل هامبتون كورت باستمرار حتى يتسنى للعمال تنظيفها من النفايات المتراكمة.

في ذلك الوقت لم يمتلك الإنجليز نظاماً فعالاً للصرف أو للتخلص من كافة أنواع النفايات، وبعد إقامة مأدبة ما في أحد القصور الملكية تنتشر الرائحة الكريهة في المكان على الفور بعد أيام من انتهاء المأدبة بسبب تعفن بقايا الطعام التي لا يتم التخلص منها بحكمة.

فضلاً عن الروائح الناتجة عن تراكم النفايات البشرية في الغرف الموجودة تحت الأرض، بالإضافة إلى فضلات الحيوانات والحشرات المتحلقة فوق الجثث.

وبسبب تدني معايير النظافة في العصور الوسطى كانت هذه الروائح الكريهة أمراً شائعاً في معظم أرجاء البلاد، لكن من المثير للاهتمام أن القصور الملكية كانت أكثر قذارة من المنازل البسيطة وذلك بسبب كثرة أعداد زائريها وصعوبة إجراء تنظيف شامل لها بشكل يومي.

ملابس لم تغسل، قمل وكلاب تملؤها البراغيث

إذا ذهبت إلى أحد المتاحف الباريسية ورأيت لوحات لأفراد عائلة الملك لويس الرابع عشر وهم يرتدون ملابس أنيقة ومطرزة، يجب أن تحمد الله أن تلك اللوحات لا تستطيع تصوير روائح هذه الملابس التي لم تغسل قط!

أما تشارلز الثاني ملك إنجلترا، فقد كان يسمح لكلابه المكسوة بالبراغيث أن تنام على سريره وتتجول في القصر كما يحلو لها مما جعل القصر بأكمله كريه الرائحة.

حتى في عهد كاثرين العظيمة لم يكن الوضع أحسن حالاً، فقد انتشر القمل في أثاث القصر، الأمر الذي جعله مثيراً للاشمئزاز وفقاً لما ورد في موقع History.

iStock\ القصور الملكية
iStock\ القصور الملكية

لكن ما السبب؟

عدم وجود خيارات عملية للتخلص من النفايات أو مياه الصرف في ذاك العصر كانت عاملاً أساسياً لانتشار الفضلات بهذه الطريقة، فضلاً عن أن الصحة والنظافة لم تكن أولوية بالنسبة لكثيرين.

تقول إليانور هيرمان، مؤلفة كتاب The Royal Art of Poison ، عن القصور الملكية: "كان البراز والبول في كل مكان" .

مضيفة: "بعض رجال الحاشية لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن وعاء للتخلص من الفضلات، فاستخدموا السلالم والردهات بل وحتى المدافئ لهذا الغرض".

حتى رجال الحاشية في القصور الفاخرة، مثل قصر اللوفر في باريس، لم يمتنعوا عن التبول والتبرز على الأدراج وخلف الأبواب.

معركة الملك لمحاربة الفضلات والأوساخ والقاذورات

وفقاً للمؤرخ أليسون وير، مؤلف كتاب هنري الثامن: الملك وبلاطه، فإن هنري الثامن خاض معركة ضارية ضد الأوساخ والقاذورات والفضلات.

كان الملك ينام على سرير محاط بالفراء لإبعاد البراغيث والحشرات، وتم تحذير الزائرين من "مسح أو فرك أيديهم على أي من أقمشة الملك وإلا سيواجهون العقوبة".

ولمنع الخدم ورجال الحاشية من التبول على جدران الحديقة، رسم هنري علامة X حمراء كبيرة في المناطق التي يكثر فيها أولئك من التبول عادة.

وكان الطهاة في القصر يعملون عراة أو بملابس متسخة، فأصدر الملك أمراً بمنع هذه السلوكيات كما أمر بشراء ملابس نظيفة لهم.

وفي حين امتلك هنري الثامن نظام مرحاض متطوراً نسبياً لنفسه، إلا أن الأمر كان مختلفاً بالنسبة للخدم الذين كانوا يتبولون بأحواض، والمقرف أنهم كانوا يستخدمون ذلك البول للتنظيف!!

ملوك لم يستحموا طوال حياتهم وآخرون اكتفوا بالاستحمام مرتين

كان هنري الثامن يستحم كثيراً ويغير قمصانه الداخلية بشكل يومي لكن هذا السلوك لم يكن شائعاً في العائلات الملكية إجمالاً؛ إذ كان يعتقد أن الاستحمام أمر غير صحي.

يشاع أن لويس الرابع عشر قد استحم مرتين فقط في حياته، كما فعلت الملكة إيزابيلا ملكة قشتالة، كما يقول هيرمان.

أما ماري أنطوانيت فقد كانت أفضل حالاً؛ إذ كانت تستحم مرة واحدة في الشهر.

وقيل إن الملك البريطاني جيمس الأول في القرن السابع عشر لم يستحم أبداً، مما تسبب في امتلاء الغرف التي كان يتردد عليها بالقمل.

iStock\ قصر فرساي
iStock\ قصر فرساي

فرساي.. قصر الفضلات

في عام 1682 نقل لويس الرابع عشر بلاطه بشكل دائم إلى قصر فرساي الضخم المُذهّب.

حيث بات يتواجد حوالي 100 ألف من أفراد العائلة المالكة والأرستقراطيين والمسؤولين الحكوميين والعاملين وضباط الجيش في فرساي والمساكن المحيطة به، الأمر الذي شكل كارثة صحية.

بالرغم من سمعة فرساي كقصر فخم، إلا أن الحياة فيه لم تكن أفضل حالاً من الحياة في أشد الأحياء فقراً وبؤساً في باريس من الناحية الصحية.

فقد كانت السيدات يرفعن تنوراتهن ليتبولن في مكانهن، بينما يتبول بعض الرجال على الدرابزين في وسط الكنيسة الملكية. وفقاً للمؤرخ توني سبافورث، مؤلف كتاب فرساي: سيرة ذاتية للقصر، فقد رمى أحدهم ذات مرة نفايات بشرية من النافذة وتصادف أنها سقطت على رأس ماري أنطوانيت بينما كانت تمشي في فناء داخلي.

وبالتأكيد، أدت طريقة العيش غير الصحية هذه بلا شك إلى وفيات لا حصر لها في جميع الأسر الأوروبية الملكية. 

تحميل المزيد