قال علماء إن اختبار الدم البسيط الذي يمكنه اكتشاف أكثر من 50 نوعاً من السرطان قبل ظهور أية علامات أو أعراض سريرية للمرض لدى الشخص، أثبت دقة تكفي لطرحه للاستخدام، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 25 يونيو/حزيران 2021.
كان علماء قد تمكنوا مطلع العام الماضي، من تطوير هذا النوع من الاختبار الذي يبحث عن الحمض النووي الذي تطلقه الأورام في الدم، حيث إنه يحدد في المراحل المبكرة المصابين بسرطان الرأس والعنق والمبيض والبنكرياس والمريء وبعض سرطانات الدم، حتى عندما لا تظهر عليهم أعراض.
فيما يستهدف الاختبار، الذي ستطرحه هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية للتجربة في فصل الخريف المقبل، الأشخاص المُعرَّضين لخطر أكبر للإصابة بالمرض، وضمنهم المرضى الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكبر.
من جهتهم، قال العلماء إن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشِرَت في مجلة Annals of Oncology، تُظهِر أن الاختبار يكتشف بدقةٍ السرطان في كثير من الأحيان قبل ظهور أية علامات أو أعراض، مع وجود معدل نتائج إيجابية كاذبة منخفض للغاية.
يشار إلى أن الاختبار، الذي طورته شركة Grail ومقرها الولايات المتحدة، يبحث عن التغيرات الكيميائية في أجزاء من الشيفرة الجينية التي تتسرب من الخلايا السرطانية إلى مجرى الدم.
الذكاء الاصطناعي
بحسب العلماء، جرى تطوير هذا الاختبار، الذي يقوم بالتعرف على العديد من أنواع الأمراض التي يصعب تشخيصها، باستخدام خوارزمية التعلم الآلي، وهي نوع من الذكاء الاصطناعي. ويعمل عن طريق فحص الحمض النووي الذي تفرزه الأورام وينتقل إلى الدم. وبتعبير أدق، يركز الاختبار على التغييرات الكيميائية التي تطرأ على هذا الحمض النووي، والمعروفة باسم أنماط المثيلة.
في هذا الصدد، كشفت أحدث دراسة على الاختبار أنه يتمتع بمستوى عالٍ من الدقة بدرجة تثير الإعجاب. وحلَّل العلماء أداء الاختبار في 2823 شخصاً مصاباً بالمرض و1254 شخصاً غير مصاب.
حيث نجح الفحص في تحديد متى كان السرطان موجوداً في 51.5% من الحالات، بجميع مراحل المرض، وأخطأ في تشخيص السرطان في 0.5% فقط من الحالات.
أما في الأورام الصلبة التي لا توجد خيارات لفحصها -مثل سرطان المريء والكبد والبنكرياس- فكانت القدرة على الحصول على نتيجة اختبار إيجابية أعلى بمرتين (65.6%) من تلك الخاصة بالأورام الصلبة التي لديها خيارات فحص مثل الثدي، وسرطانات الأمعاء وعنق الرحم والبروستاتا.
في حين بلغت القدرة الإجمالية على توليد نتيجة اختبار إيجابية لسرطانات الدم، مثل سرطان الغدد الليمفاوية والورم النخاعي، 55.1%.
كما جاءت نتائج الاختبار صحيحة أيضاً في تحديد أنسجة الجسم التي يوجد بها السرطان، في 88.7% من الحالات.
بدوره، قال الدكتور إريك كلاين، رئيس معهد جليكمان لأمراض المسالك البولية والكلى في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة والمُعِّد الأول للبحث: "اكتشاف السرطان مبكراً، عندما تكون فرص نجاح العلاج أعلى، هو إحدى أهم الفرص المتاحة لدينا لتقليل عبء السرطان".
كلاين أضاف: "تشير هذه البيانات إلى أنه إذا استُخدِم جنباً إلى جنب مع الفحوصات الحالية، يمكن أن يكون لاختبار الكشف عن السرطانات المتعددة تأثير عميق في كيفية اكتشاف المرض، بل في الصحة العامة ككل".