فاجأ فيل جائع سكان أحد المنازل في إحدى قرى تايلاند، حيث استيقظت راتشاداوان بوينجبراسوبون في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 19 يونيو/حزيران 2021 على صوت تحطيم وضجيج.
لما ذهبت لاستكشاف ما حدث، وجدت رأس فيل يبرز من جدار مطبخها بجانب منشر الملابس، وبدا الفيل الذكر المسمى بونشواي وكأنه يبحث عن شيء يأكله، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الإثنين 21 يونيو/حزيران.
إذ كان يعبث بخرطومه في أدراج المطبخ، وأوقع خلال بحثه المقالي وأدوات الطهي على الأرض. وبدأ في مضغ كيس بلاستيكي وراتشادون، التي لم تكن تعرف ماذا عليها أن تفعل، تسجل المشهد على هاتفها.
الفيل تعوّد على زيارة القرية
هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها بونشواي، الذي يعيش في حديقة كاينغ كراشان الوطنية في تايلاند، بقرية تشاليرمكياتباتانا. يقول إيتيبون ثيمونكول، مدير الحديقة: "تأتي للزيارة كثيراً. ودائماً ما تأتي في وجود سوق محلي، لأنها تشم رائحة الطعام".
فقد كانت وسائل الإعلام التايلاندية قد ذكرت أن الفيل نفسه زار مطبخ راتشاداوان في إحدى تلك المناسبات، وتسبب لها في أضرار تقدر بنحو 50 ألف بات (ما يقرب من 1585 دولاراً).
يقول الدكتور جوشوا بلوتنيك، الأستاذ المساعد في علم النفس في كلية هنتر بجامعة مدينة نيويورك، الذي يدرس أعداد الفيلة في محمية سالاكبرا للحياة البرية في كانشانابوري، بغرب تايلاند، إنه من الشائع جداً أن تداهم أفيال المتنزهات الوطنية الحقول القريبة للحصول على قصب السكر أو الذرة.
كما أوضح أنه "في القرى التي أعمل فيها في تايلاند، تدخل الأفيال حقول المزارعين كل ليلة تقريباً. وهذه مشكلة صعبة جداً للمزارعين والأفيال على حد سواء".
يقول بلوتنيك إن معظم سكان القرية يحترمون الأفيال ويتعاطفون معها، وقال: "إنهم محبطون لأن هذا يحدث، ويريدون بشدة إيجاد حلول لوقفه، لكنهم عادة لا يلقون باللوم على الأفيال".
إيثيبون أوضح أن متطوعين من القرية وشرطياً في الحديقة الوطنية يتعاونون معاً لمراقبة هذه الفيلة، ويستخدمون الضوضاء العالية وغيرها من وسائل الردع لدفعها نحو الغابة.
حوادث متكررة للأفيال في آسيا
انتشرت في الصين مؤخراً قصة عن قطيع أفيال سافر بعيداً عن موطنه الطبيعي مدة 15 شهراً، والتهم في طريقه حقولاً كاملة من الذرة ودمر حظائر. وأرسلت السلطات مئات الأشخاص ونشرت طائرات بدون طيار لتتبع رحلة القطيع، وتساءل كثيرون عن سبب سفر الأفيال كل هذه المسافة.
يقول بلوتنيك: "هذه الحوادث تتزايد في آسيا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى انخفاض الموارد المتاحة وتزايد الإزعاج البشري في موطن الأفيال". وأضاف أن طرقاً مثل الحواجز المادية أو نقل الأفيال سيكون تأثيرها قصير المدى.
كما أضاف: "إذا لم تُلب حاجة الأفيال للغذاء والماء والموارد الأخرى في بيئتها الطبيعية (أو تَضمن حصولها عليها في مكان آخر)، فسوف تجد طرقاً لتفادي الحواجز والوصول إلى القرى أو الحقول بحثاً عن هذه الموارد".
لم يتضح لماذا تتحرك الأفيال التي زاد عددها في إقليم يونان في العقود الماضية شمالاً. لكن تقرير "شينخوا" قال إن الأفيال تواجه ضغوطاً بسبب نقص النباتات التي تتغذى عليها في موطنها بالغابات.
لكن وصول هذه الأفيال إلى مناطق السكان قد يتسبب في صراعات بينها وبين القرويين، إذ إن هذه الحيوانات التي تترك مناطقها المحمية تدخل القرى وتأكل المحاصيل، وتقول "شينخوا" إن القطيع تسبب حتى الآن في أضرار تقدر قيمتها بنحو 6.8 مليون يوان (1.1 مليون دولار).
من جانبها، استخدمت السلطات المحلية في إقليم يونان الواقع على الحدود مع فيتنام ولاوس وميانمار، حواجز الطرق وكميات كبيرة من الطعام في محاولاتها لتغيير مسار الأفيال على مدى الأسابيع الماضية، كما أخلت مناطق سكنية.