عادةً ما تتطور مشكلة التهاب اللسان من الجانب، مُسببةً قروحاً مؤلمة ومتجددة الظهور بشكل مزعج للشخص المصاب، لدرجة قد تحرمه من القدرة على تناول الأطعمة والمشروبات بصورة طبيعية.
وفي كثير من الأحيان، لا تعتبر تقرحات الفم علامة على وجود حالة خطيرة، إذ قد يكون من أسبابها نزلات البرد أو الإصابات الطفيفة من الأسنان عند المضغ، خاصة في حالة الأطعمة القاسية، أو أثناء النوم إذا ما كان الشخص يعاني من عادة الصرير على أسنانه.
ولكن في بعض الحالات قد يشير التهاب اللسان من الجانب إلى حالات صحية أخرى أكثر خطورة، خاصة إذا ما كانت المشكلة متكررة الحدوث رغم مراعاة الأسباب العارضة الأخرى.
أعراض التهاب اللسان من الجانب
من الممكن أن تتباين أعراض وأوجاع التهاب اللسان من الجانب حسب مسبباته وحدّته، ومن أعراض هذا النوع من الالتهابات:
- التهاب صغير يميل لونه إلى الأحمر الداكن.
- التهابٌ أكبر حجماً، مع مركز أبيض أو رمادي في المنتصف وحوافه حمراء.
- التهاب متطور به جرح مكشوف وقابل للنزيف.
ويمكن أن يحدث التهاب اللسان من الجانب مع أعراض أخرى أيضاً، مثل تورم اللسان الكلي، أو صعوبة المضغ أو البلع.
وعادةً ما تكون الإصابات البسيطة أو التهابات الفم العرضية هي المسؤولة عن معظم تقرحات اللسان، لكن في بعض الأحيان قد يشير التهاب اللسان من الجانب إلى حالة كامنة قد تتطلب عناية طبية متخصصة.
أسباب التهاب اللسان العرضية
1- حوادث عض اللسان
لفت موقع Medical News Today إلى أن غالبية المصابين بالتهابات اللسان يكونون قد تعرضوا لحادث عضِّ ألسنتهم بالخطأ؛ ما يتسبب لاحقاً في حدوث التهابٍ مكان الجُرح.
ويمكن أن يصاب اللسان أيضاً إذا انغلق فكَّا الأسنان على جزء من اللسان عند الحركة، على سبيل المثال: أثناء ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي أو نتيجة لحادث، مثل الانزلاق أو السقوط.
ويمكن أن تؤدي اضطرابات النوبات التشنّجية، مثل الصرع، إلى إصابات اللسان والالتهابات المزمنة عند عض اللسان أثناء النوبة.
وقد يستغرق الأمر عدة أيام أو أكثر من أسبوع حتى تلتئم البقعة المؤلمة تماماً. وقد تساعد الغرغرة بمحلول ماء مالح دافئ في تخفيف الألم والمساعدة في الشفاء وتعافي الجرح.
ومع ذلك، قد تحتاج اللدغات أو إصابات اللسان الشديدة إلى رعاية طبية.
2- قروح اللسان بسبب نزلات البرد
قروح البرد عبارة عن بثور مملوءة بالسوائل تحدث بسبب الإصابة بفيروس الهربس البسيط (HSV). وتظهر هذه القروح عادةً حول الفم والشفتين، ولكنها تظهر أحياناً في شكل التهاب اللسان من الجانب أو في المنتصف.
وتشمل أعراض قرح البرد: إحساس بالوخز أو الحرق قبل ظهور القرحة الباردة، وتطور بثور مؤلمة ومملوءة بالسوائل تتمزق وتتسرب منها السوائل ثم تتقشر عند التعافي، وتعاود تلك القروح الالتئام ثم الظهور مجدداً. كما قد تحدث أحياناً بسبب التوتر أو الأمراض الأخرى.
وقد يعاني بعض الأشخاص من الحمى أثناء فترات الإصابة بقرح البرد.
وتستغرق قروح البرد نحو أسبوع للشفاء التام. لكن خلال ذلك الوقت، تكون هذه القروح مُعدية، لأن السائل الموجود بداخلها يحتوي على فيروس الهربس البسيط. ولهذا السبب، من المهم تجنُّب لمس القروح، واتخاذ خطوات لمنع فيروس الهربس البسيط من الانتقال للآخرين.
ورغم كونه مزعجاً فإن التهاب اللسان من الجانب بسبب قروح البرد ليس له علاج مخصوص، ولكن أثناء نوبات البرد يُمكن استخدام مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية؛ لتخفيف الوجع والتورم.
وبإمكان الأشخاص الذين يعانون من تقرحات البرد الشديدة أو ضعف الجهاز المناعي، الحصول على الأدوية المضادة للفيروسات من الطبيب. مع العلم أن هذه العقاقير تعمل على تقصير مدة قرح الزكام والبرد، لكنها لا تمنعها تماماً.
3- تقرحات اللسان القلاعية
أحد أنواع التهاب اللسان من الجانب هي القُرح القلاعية أو ما يُعرف بقُرح كانكر. ويعاني منها معظم الناس خلال فترات معينة من حياتهم.
ويبدو هذا النوع من الالتهابات على شكل بقعة صغيرة مستديرة بيضاء ذات حدود حمراء، ويمكنها أن تجعل عملية تناول الطعام أو التحدث أمراً مؤلماً وشاقاً للغاية للشخص المصاب.
ولا يعرف الخبراء بالضبط ما الذي يسبب آفة القروح تلك، لكنهم يعتقدون أنها قد تكون بسبب التالي، وفقاً لـHealthline:
- الأطعمة الحارة أو الحمضية واللاذعة.
- الضغط العاطفي والتوتر النفسي المستمر.
- الإجهاد البدني من الأمراض الأخرى.
- التغيرات الهرمونية، خاصة عند النساء.
وفي معظم الحالات تلتئم تلك القروح من تلقاء نفسها. وتشمل العلاجات مسكنات الألم الموضعية التي لا تستلزم وصفة طبية، والمضمضة بالمياه المالحة، أو استخدام غسول الفم المتخصص للقروح بوصفة طبية.
أما إذا حدثت تقرحات الفم القلاعية أكثر من 3 مرات في السنة أو تسببت بألم شديد يعيق الحياة الطبيعية، فإنه يجب استشارة الطبيب أو طبيب الأسنان.
5- أسباب صحية أخرى لالتهاب اللسان من الجانب
يمكن أن يلتهب اللسان ويصبح مؤلماً بسبب العديد من العوامل المختلفة الأخرى. وتشمل الأسباب الصحية الشائعة لالتهاب اللسان من الجانب ما يلي، وفقاً لموقع WebMD الطبي:
1- ردود الفعل التحسسية: قد يصاب الأشخاص الذين لديهم رد فعل شديد تجاه أطعمة معينة أو لدغات الحشرات أو أشياء أخرى، بالتهاب اللسان الحاد أو المفاجئ وتقرحات جانب اللسان. ويمكن أن يسبب هذا تورم اللسان، مما قد يتداخل مع التنفس ويهدد حياة الشخص، لذلك ينبغي التوجه فوراً للطوارئ عند اكتشاف أي رد فعل تحسسي.
2- مرض الاضطرابات الهضمية: وجدت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Medical Case Reports، أن التهاب اللسان الضموري كان العلامةَ الوحيدة لمرض الاضطرابات الهضمية لدى بعض الأشخاص.
لذلك يُنصح بإجراء الكشوفات الطبية اللازمة؛ للتأكد من عدم المعاناة من هذا العامل كمُسبب لالتهاب اللسان من الجانب بشكل مزمن لديك.
3- نقص التغذية، مثل نقص الحديد أو فيتامين "ب12". إذ وجدت دراسة نُشرت في مجلة علم أمراض الفم الطبية، ارتباطاً مهماً بين نقص الهيموغلوبين والحديد وفيتامين "ب 12" ومعاناة الشخص من قرح الفم والتهاب اللسان.
وبالمثل، وجدت دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب اللسان، والشعور ببقع حارقة فيه، كانوا يعانون أيضاً نقصاً في فيتامين "ب12" أيضاً.
كيف يمكن علاج وتجنّب مشاكل اللسان؟
يتوقف علاج التهاب اللسان وقرح الفم على سبب المشكلة.
بعض المشاكل تختفي من تلقاء نفسها. أما إذا كانت لديك حالة صحية أساسية، فإن علاج هذه المشكلة الرئيسية هو الذي يمكن أن يحسّن الأعراض.
وإذا كنت تعاني من تقرحات أو حالات أخرى تُسبب الألم، فقد يساعدك تجنب الأطعمة الحارة أو الحمضية أو التدخين.
ونظراً إلى أن بعض مشاكل اللسان يمكن أن تكون مرتبطة بسوء صحة الفم والعناية بنظافة الأسنان واللسان، فمن المهم تعديل نمط الرعاية اليومي بصحة الفم.
استخدِم الفرشاة والخيط بانتظام، واستخدم مكشطة اللسان لإزالة البكتيريا والجزيئات الأخرى.
وإذا كنت تدخن، فحاوِل الإقلاع قبل فوات الأوان وتطوُّر تلك الأعراض إلى سرطان الفم.