وجد الشاب الكويتي جاسم محمد بوعباس ضالته في "الخنفساء السوداء" التي تعتبر مادة مهمة لإنتاج الدود الخارق، باعتباره غذاء مثالياً للطيور الداجنة، واصطياد الطيور البرية والمحميات في بلاده.
فبعد دراسة للفكرة، عمل بوعباس على إنشاء مشروعه الصغير في تربية "الخنفساء السوداء" وتسويقها بشكل لقي رواجاً كبيراً.
تربية الطيور والحمام
من داخل مشروعه الكائن في "جاخوره" (مكان لتربية الأغنام والماشية) قرب العاصمة، والذي خصص جزءاً منه لتربية الخنفساء السوداء، قال بوعباس لـ"الأناضول"، يوم السبت 5 يونيو/حزيران 2021 ، إنه "هاوٍ لتربية الطيور والحمام منذ أن كان عمري 15 عاماً".
أكمل: "كنت أزور بين الحين والآخر سوق الحمام في منطقة الري غرب العاصمة، حيث لاحظت أن هناك إقبالاً على شراء الدود أو ما يُعرف بالخنفساء السوداء، إذ= تباع الواحدة منها بربع دينار (أقل من دولار بقليل)، كغذاء للطيور والدواجن والسناجب وحتى السلاحف".
أضاف أن الخنفساء السوداء "تُستخدم بشكل أساسي لصيد الطيور البرية والمهاجرة، لذا فإنَّ سعرها يعتبر مرتفعاً، خاصة في موسم الربيع والإقبال كبير على شرائها من هواة الصيد".
تابع بوعباس، أنه درس المشروع وجدواه الاقتصادية وتكاليفه، إضافة إلى حجم تأثيره في السوق.
آثار جائحة كورونا
أوضح أنه مع جائحة كورونا في 2020، استغل الوقت وبدأ مشروعه، حيث تمكَّن من "بيع 80 ألفاً من الدود في عام 2020 وبسعر إجمالي فاق 3000 دينار (9600 دولار)".
توقع أن "يكون حجم البيع أكثر، هذا العام"، لافتاً إلى أن معظم زبائنه من السعودية، مبيناً أن "هناك طلباً خليجياً على الدود الكويتي".
أردف أن الدود يعتبر من التراث الكويتي القديم، "وكان الشباب- وما زالوا- يستخدمونه لصيد الطيور والحداق (صيد السمك)، إضافة إلى أن بعض أبناء الرعيل الأول يضعون في جيوبهم الدود ويأكلونه حياً كأنه الحَب الشمسي (نبات يعد نوعاً من المسليات).
بيّن أنَّ "طعمه قريب من حَب البنك (نوع من المسليات)، كما يصفه أحد كبار السن، إضافة إلى أن عليه إقبالاً من الآسيويين، ويعتبرونه طعاماً صحياً وغنياً بالبروتينات والفيتامينات بنسبة 95%".
ذكر أن "إنتاج هذا الدود يتطلب إجراءات يجب مراعاتها، منها توفير البيئة المناسبة، حيث تلعب الحرارة دوراً مهماً بحيث لا تتجاوز 26 درجة مئوية، كما يجب ألا تتعرض الدودة أو الخنفساء للجفاف، لأنها تتسبب في موت البيوض".
أفاد بأن "تربيتها وتبييضها يأخذان قرابة 7 أشهر حتى تكتمل دورتها الإنتاجية، مع توفير الشوفان والجزر والبطاطا، كما يتم وضع الدود على أرضية من الذرة المطحونة بعمق 3 سم؛ لكي يسهل عليها وضع البيض، حيث يضع الذكر 250 بيضة، بينما تبيض الأنثى الملقَّحة 500 (خلال الدورة الإنتاجية)".
أعرب بوعباس عن أمله أن تجد هذه الديدان طريقها إلى أطباق الخليجيين، لتجربتها "كبديل غذائي ناجح".