40 يوماً بلا ضوء ولا ساعات! متطوعون يغادرون كهفاً عزلوا أنفسهم به ويروون تجربتهم

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/26 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/26 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش
المتطوعون غادروا الكهف بعدما عزلوا أنفسهم فيه 40 يوماً - صورة تعبيرية - رويترز

خرج 15 شخصاً من كهف في جنوب غرب فرنسا، لينهوا تجربة استمرت 40 يوماً، لمعرفة كيف سيؤثر غياب الساعات والضوء والتواصل مع العالم الخارجي على إحساسهم بالوقت.

بابتسامة كبيرة على وجوههم الشاحبة، خرج الأشخاص من عزلتهم الاختيارية في كهف لومبريف، حيث استقبلتهم موجة تصفيق وغمرهم الضوء الدافئ، بينما كانوا يرتدون نظارات خاصة لحماية أعينهم بعد وقت وقت طويل في الظلام، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 25 أبريل/نيسان 2021.

مارينا لانسون، واحدة من 7 نساء شاركن في التجربة، قالت إن "الأمر أشبه بالضغط على زر التوقف"، وأوضحت أنها لم تشعر بالحاجة للاندفاع لفعل أي شيء، وتمنت لو بقيت في الكهف لبضعة أيام إضافية، لكنها أعربت عن سعادتها بالشعور بالرياح وسماع صوت العصافير مرة أخرى.

تخطط مارينا للابتعاد عن هاتفها الذكي لأيام إضافية، أملاً في تجنب "عودة قاسية جداً" لحياتها الحقيقية.

وضمن تجربة باسم Deep Time (وقت عميق)، عاشت المجموعة في كهف واستكشفته، حيث لا توجد أية إضاءة طبيعية، وتبلغ درجة الحرارة 10 مئوية والرطوبة النسبية 100%. وانقطع اتصالهم بالعالم الخارجي، لذا لم يطلعوا على مستجدات وباء "كوفيد-19" ولا تواصلوا مع العائلة أو الأصدقاء.   

الهدف من التجربة

يقول العلماء في معهد  The Human Adaptation Institute، الذي يقود المشروع الذي تبلغ قيمته 1.45 مليون دولار أمريكي، إنَّ التجربة ستساعدهم على الوصول لفهم أفضل لكيفية تكيُّف الاشخاص مع التغيرات الجوهرية في البيئات وظروف المعيشة.    

مثلما هو متوقع، فقد الأشخاص في الكهف إحساسهم بالوقت، وعلَّق مدير المشروع كريستيان كلوت: "ها نحن ذا، غادرنا بعد 40 يوماً.. بالنسبة لنا كانت مفاجأة حقيقية. فنحن نشعر أننا دخلنا إلى الكهف منذ 30 يوماً"، فيما قدَّر أحد أعضاء الفريق بأنهم قضوا تحت الأرض 23 يوماً.  

أما جوهان فرانسوا، مدرس رياضيات ومدرب إبحار، فركض لمسافة 10 آلاف متر دائرياً داخل الكهف للحفاظ على لياقته. وقال إنه شعر في بعض الأحيان "برغبة غريزية" للخروج من الكهف.  

في غياب الالتزامات اليومية والأطفال، كان التحدي هو "تحقيق أقصى استفادة من اللحظة الحالية دون التفكير في ما سيحدث خلال الساعة أو الساعتين القادمتين".

وفي شراكة مع معامل فرنسية وسويسرية، راقب العلماء أنماط النوم والتواصل الاجتماعي وردود الفعل السلوكية لدى أعضاء الفريق الـ15 من خلال أجهزة استشعار. وأحد هذه الأجهزة هو مقياس حرارة داخل كبسولة ابتلعها المشاركون كحبة دواء؛ لقياس حرارة الجسم ونقل البيانات لأجهزة الكمبيوتر. 

اتبع أعضاء الفريق ساعاتهم البيولوجية لمعرفة أوقات الاستيقاظ والأكل والنوم، وكانوا يحسبون الأيام التي قضوها داخل الكهف بدورات النوم، وليس بالساعات.

أعرب ثلثا المشاركين عن الرغبة في البقاء لوقت أطول داخل الكهف لإنهاء مشروعات جماعية بدأها الفريق خلال فترة بقائه هناك، حسبما قال بنوا موفيو، عالم أحياء زمني مشارك في المشروع.

وقال مدير المشروع كريستيان كلوت: "مستقبل البشر على هذا الكوكب سيتغير. وعلينا أن نستوعب كيف تستطيع أدمغتنا العثور على حلول جديدة أياً كان الموقف".

تحميل المزيد