في ليلة شهدت العودة إلى بريق هوليوود بعد عزل عام طويل بسبب فيروس كورونا، اتجهت الأضواء إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار، مساء الأحد 25 أبريل/نيسان 2021، حيث فاز فيلم "أرض الرُّحل" (نومادلاند) بجائزة أوسكار لأفضل فيلم، وفازت نجمته فرانسيس مكدورماند بجائزة أفضل ممثلة.
الحفل الاستثنائي لجوائز الأوسكار أقيم في محطة "يونيون" للقطارات في وسط مدينة لوس أنجلوس بأمريكا، وشارك به نجوم عالميون، على مسرح أقيم خصيصاً لهذه المناسبة.
جائزة أفضل فيلم
وفازت كلوي تشاوي المولودة في الصين بجائزة أفضل مخرج عن فيلم "أرض الرحل"، لتصبح أول امرأة آسيوية وثاني امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة أوسكار لأفضل إخراج.
يحكي الفيلم قصة مجموعة من قاطني الشاحنات في أمريكا، إبان فترة الركود، ويتنقلون من عمل إلى آخر في مساع صعبة لكسب العيش.
كانت آخر نسخة شهدت فوز امرأة بجائزة الإخراج قبل 11 عاماً عندما حصلت كاثرين بيجلو على اللقب عن فيلم "ذا هارت لوكر" (خزانة الألم) الذي تناول حرب العراق.
كذلك شهد الحفل الإعلان عن فوز البريطاني أنتوني هوبكينز بجائزة أفضل ممثل لدوره في فيلم "الأب" (ذا فاذر)، الذي جسد فيه شخصية رجل يصارع مرض الخرف.
كان من المتوقع على نطاق واسع أن تذهب الجائزة إلى الراحل تشادويك بوزمان لدوره في آخر أفلامه (ما رينيز بلاك بوتوم).
أصبح هوبكينز البالغ من العمر 83 عاماً والذي غاب عن احتفال توزيع الجوائز، أكبر الممثلين سناً يفوز بجائزة أوسكار تنافسية بعد نحو ثلاثة عقود من نيله أوسكار أفضل ممثل عن دوره كسفاح يرتكب سلسلة جرائم قتل في "سايلانس أوف ذي لامبس" عام 1992.
تولت البريطانية أوليفيا كولمان دور ابنته التي يصبح عاجزاً عن التعرف عليها وعلى سواها من أفراد عائلته، ويخيّل له حتى أن شقته تتحوّل، وأعطيت الشخصية التي يؤديها اسمه أنتوني، وتاريخ ميلاده الواقع في 31 كانون الأول/ديسمبر 1937.
وحازت يون يوه-جونج (73 عاماً) على جائزة أفضل ممثلة مساعدة لأدائها دور جدة مشاكسة في فيلم (ميناري) لتصبح أول ممثل أو ممثلة كورية جنوبية تفوز بالأوسكار.
كما حصل البريطاني دانييل كالويا على جائزة أفضل ممثل مساعد لدوره في فيلم "يهوذا والمسيح الأسود" (جوداس آند ذا بلاك ميسايه).
"سول" يفوز بالجائزة
وجذب فيلم "سول" الأنظار، بعدما فاز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، وهو شريط شاعري من إنتاج استوديوهات "بيكسار" يتناول معنى الحياة، يُكسبه طرحه في خضم الجائحة أهمية إضافية.
يروي الفيلم محنة جو غاردنر بين الحياة والموت، وهو مدرس موسيقى متواضع من نيويورك يطمح إلى أن يصبح عازف جاز مع أكبر النجوم.
يجد غاردنر نفسه بعد سقطة، في طابور سماوي لا نهاية له هو بمثابة غرفة انتظار ما بعد الموت، قبل أن يهوي بالخطأ إلى "عالم ما قبل الولادة"، حيث من المفترض أن تكتسب كل "روح" بشرية شخصيتها، بصفاتها وعيوبها، قبل أن تدخل جسم الإنسان.
وقال أحد المخرجين المشاركين، بيت دوكتر، عند تسلّم الجائزة، إنه أراد أن يصنع فيلماً "يستكشف معنى الحياة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تقدم "سول" على "أونوارد" و"أوفر ذي مون" و"إي شون ذا شيب موفي: فارماغيدون" و"وولفووكرز"، فيما فاز فيلما One More One وANOTHER ROUND للمخرج الدنماركي توماس فينتربيرج بجائزة "الأوسكار" لأفضل فيلم أجنبي.
إجراءات استثنائية
وفرضت إجراءات التباعد الاجتماعي التغيير على حفل جوائز الأوسكار، مما أسفر عن نقله إلى محطة يونيون للقطارات، وبعد إجراءات صارمة شملت فحوص الكشف عن فيروس كورونا جلس المرشحون والضيوف لتبادل الحديث، معظمهم بدون كمامات، في مقر الاحتفال الذي كان أشبه بالملهى.
كان منظمو الحفل الذين فكروا في تقديمه في ثوب جديد بسبب تفشي جائحة كورونا، قد وعدوا بعرض يختلف عن كل ما شوهد في تاريخ حفلات جوائز الأوسكار منذ 93 عاماً.
اختير الفائزون في اقتراع سري شارك فيه أعضاء أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية البالغ عددهم تسعة آلاف.
يشار إلى أن الأوسكار هي جوائز للجدارة الفنية والتقنية في مجال صناعة السينما، تُمنح الجوائز سنوياً من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة وتعتبر الجوائز اعترافاً دولياً بالامتياز في الإنجازات السينمائية وفقاً لتقييم أعضاء التصويت في الأكاديمية.
يُمنح الفائزون من مختلف الفئات نسخة من تمثال ذهبي، يسمى رسمياً "جائزة الأوسكار للتميز"، على الرغم من أنه يشار إليه بشكل أكثر شيوعاً باسمه "الأوسكار". يصور التمثال فارساً على طراز الآرت ديكو.
نُحتت الجائزة في الأصل من قبل جورج ستانلي من رسم تخطيطي لتصميم سيدريك جيبونز، وقدّمت لأول مرة في عام 1929 في عشاء خاص استضافه دوجلاس فيربانكس في فندق هوليوود روزفلت، الحدث الذي عُرف لاحقاً باسم جوائز الأوسكار الأولى.