بعد شهور طويلةٍ عنوانها كورونا بامتياز كانت حافلة بالخسائر والحرمان من أبسط شؤون الحياة، من السهل أن تعيد النظر إلى الماضي فتندم على شيء فعلته أو لم تفعله، أو جملة قلتها أو لم تقلها.
نعم، الندم ضروري للتعلم من دروس الماضي القاسية، لكن العيش تحت رحمته يُدخل صاحبه في حلقة من السلبية قد توصله إلى اليأس.
مهما كان حجم أو أمد مشاعر الندم التي تعتريك، سواء تعود لأيام الدراسة الثانوية أو الجامعية أو حتى تصريح غير ملائم قلته قبل أيام، فإن استخلاص العبرة من الموقف الذي حصل، أمر ضروري للتحرر من سلطة تلك المشاعر.
يشرح الدكتور وعالم النفس الاجتماعي نيل روز، أن الندم عاطفة سلبية تعتمد على التفكير المضاد. والتفكير المضاد يعني بشكل أساسي، أننا ننظر إلى الوراء ونصنع سيناريوهات خيالية لإقناع أنفسنا بأن الأمور كان يمكن أن تكون أفضل.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في بذل مزيد من الجهد في علاقتك التي فشلت، فإن الندم يدفعك باتجاه الاعتقاد بأن أفعالك وحدها يمكن أن تصلح كل شيء، أو قد تتوصل إلى نتيجة جامحة وهي أنك لن تجد أي شخص آخر.
"إن أدمغتنا جيدة حقاً في تفصيل أو بناء هذه العوالم البديلة التي كنا سنقوم فيها بأشياء مختلفة، وهو في الأساس انعكاس لرغبتنا في الوصول إلى مكان ما"، وفق ما قاله روز لموقع Self.
كيف تتحرر من مشاعر الندم
لذلك إذا كنت تعاني من التخلص من مشاعر الندم، توجد 6 أشياء يمكن القيام بها لخلق مساحة صغيرة بينك وبين ما تندم عليه:
1- ضع قائمة بالدروس التي تعلمتها، ثم اقرأها عندما تحتاج إلى هذا التذكير.
يعتبر الندم جزءاً أساسياً من تحديد الهدف، لأنه فرصة للتفكير في كيفية تجنب نتيجة مماثلة في المستقبل. لذا، إذا كنت غارقاً فيما كان يمكنك فعله أو ما كان ينبغي لك قوله، ففكِّر في سرد ما تعلمته وكيف تغيرت بدلاً من ذلك.
2 أعِد التفكير فيما قد يكون السيناريو الأفضل
الحقيقة هي أنك لا يمكنك معرفة ما إذا كانت النتيجة ستكون أفضل لو اتخذت قرارات مختلفة، لذا بدلاً من تصور سيناريو يبالغ في التركيز على التفكير الإيجابي، فكِّر في كيفية تأثير خيار مختلف عليك بشكل سلبي.
3- حاول أن تسامح نفسك
الندم هو مؤشر وجود معايير شخصية لكيفية عيش الحياة، لكن جزءاً من كونك إنساناً يعني أحياناً التقصير في تلبية تلك التوقعات.
لا يوجد حل سحري يجعلك على وفاق مع كل ما تندم عليه، ولكن من خلال المعالجة والتسامح مع أي أخطاء متصورة، يمكن البدء في التخلي عن تلك المشاعر.
4- تجربة جديدة لتلهي نفسك
إذا دفعتك جائحة كورونا إلى الإفراط في التفكير بالمواقف السلبية، يقترح الدكتور روزي تجربة شيء جديد.
يساعد كسر الرتابة على تشتيت الانتباه عن اجترار الأفكار، ولكن هناك فائدة إضافية: إذ إن إيجاد طرق صغيرة لمفاجأة نفسك وتجربة أشياء جديدة يساعدانك على الإيمان بقدرتك على التعلم والنمو.
5- حاول التعويض
كما تجلب مسامحة النفس الإحساس بالسلام، فإن التعويض على الآخرين يعطي النتيجة نفسها. لو كنت تشعر بالتقصير تجاه صديق أو أحد أفراد العائلة فاعتذر بكل بساطة وحاول التعويض بطريقة ما.
6- تحدث إلى مختص
يقول الدكتور روز، إن التفكير في الندم يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، لذلك إذا شعرت بأن ندمك لا يمكن التغلب عليه، أو إذا كان يثير أفكاراً كئيبة أو مقلقة، أو بدأت في الشعور بالإرهاق، فتواصل مع أخصائي الصحة العقلية للحصول على الرعاية والنصيحة المطلوبة.