خلصت دراسة حديثة إلى أن سحابة عملاقة من الرماد والغازات أطلقها بركان فيزوف عام 79 للميلاد استغرقت نحو 15 دقيقة للقضاء على كل سكان مدينة بومباي، وفق ما نشره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 22 مارس/آذار 2021.
تؤكد الدراسة أنه لم يكن هناك مفر أمام السكان، وأن معظم من ماتوا اختنقوا في بيوتهم وعلى أسرّتهم، أو في شوارع وميادين المدينة. ويقدر نموذج الباحث إيسايا أن الرماد والغازات والجزيئات البركانية غلّفت المدينة بالكامل خلال 10 إلى 20 دقيقة.
2000 شخص ماتوا خنقاً في بركان فيزوف
لم تغمر حمم بركان فيزوف الضحايا البالغ عددهم 2000 شخص الذين لم يستطيعوا الهرب من المدينة الرومانية القديمة، لكنهم اختنقوا بالغازات والرماد، ثم غطتهم بعد ذلك الرواسب البركانية التي حفظت هيئاتهم المادية لقرنٍ تلا.
كشفت الدراسة التي أجراها باحثون من قسم علوم الأرض والعلوم الجيوبيئية بجامعة باري، بالتعاون مع المعهد القومي للجيوفيزياء وعلوم البراكينINGV، ومع المسح الجيولوجي البريطاني في إدنبرة، كشفت عن مدة ما يُسمى بالتدفق البركاني، وهو تدفق كثيف وسريع من قطع اللافا الصلبة، والرماد البركاني، والغازات الساخنة، الذي ضرب المدينة الرومانية القديمة بعد دقائق من انفجار البركان.
قال روبيرتو إيسايا، الباحث الكبير في مرصد فيزوف التابع لـINGV إن الخليط ربما "بلغ حرارة تزيد على 100 درجة مئوية، وتكون من ثاني أكسيد الكربون وكلوريدات وجزيئات من رماد مشتعل وغازات بركانية".
أضاف: "الهدف الرئيسي من الدراسة كان تطوير نموذج لمحاولة فهم وقياس تأثير التدفق البركاني على المنطقة المجهولة من بومباي، على بعد 10 كيلومترات من بركان فيزوف".
غيمة ملتهبة من الرماد قضت على الجميع
قال إيسايا: "من المحتمل أن العشرات قد ماتوا بسبب المطر البركاني الذي سقط على بومباي بعد الانفجار، لكن أغلب السكان ماتوا اختناقاً"، مضيفاً أن التدفق البركاني بلغ بومباي بعد دقائق من الانفجار.
كما أضاف أنه لا بد أن تلك الدقائق الـ15 داخل تلك السحابة الجهنمية بدت لا نهائية. ما كان للسكان أن يتخيلوا ما كان يحدث. تعايش أهل بومباي مع الزلازل، لكن ليس مع الثورانات البركانية، لذا فقد أُخذوا على حين غِرة وقضت عليهم غيمة ملتهبة من الرماد.
يصف بحث INGV التدفق البركاني بأنه "أشد الآثار تدميراً" لثوران متفجر. وبأنها "تشبه الانهيارات الجليدية، فهي تتولد عن انهيار العمود البركاني. يمتد الرماد البركاني الناتج على طول منحدرات البركان بسرعة مئات الكيلومترات في الساعة، في درجات حرارة عالية وبتركيز عالٍ من الجزيئات".
أكثر المزارات الإيطالية جذباً للسياح
اليوم تعد آثار مدينة بومباي ثاني أكثر المزارات الإيطالية جذباً للسياح بعد الكوليسيوم في روما، فزارها العام الماضي نحو مليون سائح.
إذ قال البروفيسور بيير فرانسيسكو ديلينو من جامعة باري: "من المهم للغاية أن نكون قادرين على إعادة بناء ما حدث خلال آخر ثوران لبركان فيزوف، بدءاً من السجل الجيولوجي، بهدف تتبع خصائص تيارات التدفق البركاني وتأثيرها على السكان".
تابع ديلينو: "يكشف النهج العلمي المعتمد في هذه الدراسة عن المعلومات الموجودة في رواسب الحمم البركانية، والتي توضح جوانب جديدة من ثوران بومباي، وتوفر رؤىً قيمة لتفسير سلوك فيزوف، وكذلك فيما يتعلق بالحماية المدنية".