تشمل ثعابين البحر 60 نوعاً من عائلة الكوبرا (Elapidae) والتي ترجع في جينومها إلى الأفاعي الأسترالية والآسيوية، التي استطاعت أن تتكيف على مدى ملايين السنين في العيش تحت سطح المياه من خلال شكل أجسادها، ورغم سُميتها الشديدة فإنها تصبح عاجزة إذا ما وُجدت على اليابسة.
نستعرض في هذا التقرير معلومات شائقة عن أفاعي البحر
اقرأ أيضاً
شجرة العائلة
تنقسم هذه الثعابين المائية إلى مجموعتين: ثعابين البحر الحقيقية (الفصيلة الفرعية Hydrophiinae) والكريتات البحرية (الفصيلة الفرعية Laticaudinae).
ترتبط ثعابين البحر الحقيقية ارتباطاً وثيقاً بالكوبرا الأسترالية، بينما ترتبط الكرايت بالكوبرا الآسيوية، حسب ما أوضح موقع Thoughtco.
اقرأ أيضاً
شديدة السُّمية كالكوبرا ولكن..
مثل أقاربها البرية، ثعابين البحر شديدة السُّمية، وعكس الكوبرا الأرضية، فإن معظم ثعابين البحر ليست عدوانية (مع استثناءات)، ولها أنياب صغيرة، وتتجنب بخ السُّم عند العض.
في حين تشبه أفاعي البحر، الكوبرا في كثير من النواحي، فإنها مخلوقات فريدة من نوعها، تتكيف تماماً مع الحياة في البحر.
أجسامها مميزة
إنَّ أفضل طريقة للتعرف على ثعبان البحر من خلال ذيله، إذ يوجد نوعان من ثعابين البحر لهما مظاهر مختلفة جداً، لأنهما تطورا ليعيشا حياة مائية مختلفة.
تملك ثعابين البحر أجساماً مفلطحة تشبه الشريط وذيلاً كالمجذاف.
وتوجد فتحتا الأنف في أعلى الأنف، مما يسهل عليها التنفس عندما تظهر على سطح الماء.
لها قشور صغيرة وقد تفتقر إلى قشور البطن بالكامل.
يتراوح طول ثعبان البحر الحقيقي بين 1 و1.5 متر، وقد يصل إلى 3 أمتار.
تزحف هذه الثعابين بشكل غريب على الأرض وقد تصبح عدوانية، على الرغم من أنها لا تستطيع الالتفاف من أجل شن هجوم، وفق موسوعةBritannica.
تزحف إلى اليابسة
يمكن العثور على كل من ثعابين البحر والكريتات في البحر، ولكن فقط الكريتات هي من تزحف بكفاءة نحو اليابسة.
صحيح أن ذيلها مسطح ولكن لها جسم أسطواني وفتحات أنف جانبية وقشور بطن متضخمة مثل الأفعى الأرضية.
يمكن تفريقها من خلال نمط الألوان الأسود بالتناوب مع شرائط من الأبيض أو الأزرق أو الرمادي.
وتعد كريتات البحر أقصر إلى حد ما من ثعابين البحر، ويبلغ متوسط طولها نحو متر واحد.
تعيش في المياه الضحلة
تم العثور على ثعابين البحر بجميع أنحاء المياه الساحلية للمحيطين الهندي والهادئ، ولكنها لا توجد في البحر الأحمر أو المحيط الأطلسي أو البحر الكاريبي.
تعيش معظم ثعابين البحر في المياه الضحلة التي يقل عمقها عن 30 متراً، لأنها تحتاج أن تكون قريبة من السطح للتنفس، ومع ذلك يجب أن تبحث عن فريستها بالقرب من قاع البحر.
يبلغ متوسط عمرها نحو 10 سنين، ولا يتخطى وزنها 3 كيلوغرامات.
طعامها المفضل
تعتاش ثعابين البحر على الأسماك الصغيرة وبيض السمك والأخطبوط الصغير، وهي تنشط أثناء النهار أو في الليل.
أما كريتات البحر، فتفضل أن تتغذى على الأنقليس ليلاً، مكملةً نظامها الغذائي بسرطان البحر والحبار والأسماك.
لا تصطاد شيئاُ على اليابسة، ولكنها تخرج إليها لهضم الفريسة.
لسانها دليلها
مثل الثعابين الأخرى، تُخرج ثعابين البحر ألسنتها للحصول على معلومات كيميائية وحرارية عن بيئتها.
وألسنة أفاعي البحر أقصر من ألسنة الثعابين العادية، لأنه من الأسهل "تذوق" الجزيئات في الماء مقارنةً بالهواء.
سمُّها قاتل
معظم ثعابين البحر شديدة السُّمية، وبعضها أكثر سميةً من الكوبرا!
والسم خليط مميت من السموم العصبية والسموم العضلية، ومع ذلك، نادراً ما يتعرض الإنسان للعض، وعندما يحدث ذلك، نادراً ما تطلق الثعابين السم.
حتى في حالة حدوث التسمم، فقد تكون اللدغة غير مؤلمة ولا تظهر أي أعراض في البداية.
تحدث أعراض تسمُّم ثعبان البحر في غضون 30 دقيقة إلى عدة ساعات، وتشمل الصداع والتصلب وآلام العضلات في جميع أنحاء الجسم.
قد ينتج عن ذلك عطش وتعرُّق وقيء وشعور بتضخم اللسان، ويترتب على ذلك انحلال عضلي (تدهور العضلات) والشلل، وأخيراً يحدث الموت إذا ما تأثرت عضلات البلع والتنفس.
سمُّها فعال حتى بعد موتها!
يجب تفادي الاقتراب من الثعابين التي تلقيها أمواج البحر على الشواطئ. قد تلعب الثعابين دور الميت كآلية دفاع، ولكن حتى الأفعى الميتة أو مقطوعة الرأس قد تعض نتيجة ردود فعلها اللاإرادية.