بعد أن قضوا 25 عاماً في السجن بتهمة قتل شرطي وصاحب محل تجاري، قرر قاض أمريكي في ولاية نيويورك إطلاق سراح ثلاثة أمريكيين، بعدما تبين له أنهم أدينوا ظلماً، لأن الأدلة التي ربما كانت ستبرئهم حُجبت عمداً عن محاميهم، وفق ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الجمعة 5 مارس/آذار 2021.
الصحيفة نقلت عن قاضي المحكمة العليا في مقاطعة كوينز، جوزيف زاياس، قوله إن المدعين العامين الذين أدانوهم حجبوا معلومات "تفيد بأن آخرين ربما ارتكبوا هذه الجريمة".
كما أشارت الصحيفة إلى أن رئيس بلدية نيويورك آنذاك رودولف جولياني تعهد بعد وقوع الجريمة بأن العدالة ستأخد مجراها بسرعة.
اعترافات كاذبة تحت الضغط
وفق تقرير الصحيفة، فإن بيل وجونسون، اللذين كانا يبلغان من العمر 19 و22 عاماً على التوالي، اعترفا بعدما خضعا لاستجوابات قسرية بتحمل أقوالهما جميع السمات المميزة للاعترافات الكاذبة التي أسفرت عن إدانات غير مشروعة في الماضي.
في وقت ارتكاب الجريمة، كان بيل يعمل في التخزين على الأرفف في البحرية القديمة وكان جونسون عامل متجر. ولم تكن لديهم سجلات جنائية، ولم يكونا يعرفان بولت، الذي زعمت السلطات أنه شريكهما في السرقة الفاشلة.
وفق المحامين، فقد أدلى بيل باعتراف "مليء بالتناقضات وعدم الدقة، ناتج عن أن تفاصيله تمت تغذيتها به من قبل المحققين".
أما بولت، 35 عاماً، أب لأربعة أطفال ويمتلك مطعماً كاريبياً، فلم يعترف وقُبض عليه بناء على تعرف شاهد عليه، وفقاً لتفاصيل القضية في المحكمة.
أدلة جديدة كشفت الحقيقة
الصحيفة الأمريكية أوضحت أنه وبدءاً من 2019، كشفت أدلة عن أن آخرين قد يكونون ارتكبوا الجريمة، وكان يجب تقديم هذه الأدلة إلى محاميهم على الفور.
فيما قال محاموهم إنه لم يكن هناك دليل يربطهم بالجريمة، وإن الأدلة كانت تشير إلى تورط عصابة سرقة تعرف باسم سبيدستيك في الجريمة، لكن الأدلة تم حجبها.
بينما أصدر رئيس جمعية شرطة مدينة نيويورك، باتريك ج لينش، بياناً عنيفاً بعد إطلاق سراحهم قال فيه إن أسرة ديفيس "دمرتها إمكانية عدم محاسبة أحد على قتله".
كما أشارت الصحيفة إلى أن الجريمة لقيت اهتماماً واسعاً آنذاك، إذ كانت مدينة نيويورك تعاني من العنف المسلح.
أبرياء آخرون قضوا سنوات خلف القضبان
واقعة تبرئة الثلاثي من جريمتي قتل كشفت عن أخطاء متكررة للقضاء الأمريكي في إدانة أبرياء قضوا سنوات خلف القضبان "ظلماً".
خلال العام الماضي تمت تبرئة رجل من ولاية نيويورك بعد أن قضى 25 عاماً في السجن عقاباً على جريمة اغتصاب لم يرتكبها، وجاء ذلك بعد أن أثبت تحليل للحمض النووي "DNA" عدم تورطه في الجريمة.
إذ تم رسمياً إسقاط إدانة "رافائيل رويز"، الذي يبلغ من العمر الآن 60 عاماً، بالمحكمة العليا للولاية في "مانهاتن" في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
أفاد تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بأن "رويز" تواجد في المحكمة برفقة عائلته وداعميه من مؤسسة "Innocence Project" أو "مشروع البراءة"، وهي مؤسسة قانونية غير ربحية معنية بتبرئة الأشخاص المدانين بشكل خاطئ، ولم يستطع "رويز" تمالك دموعه وانفجر في البكاء عندما أسقط القاضي إدانته، التي يعود تاريخها إلى عام 1985.
علق في أعقاب ذلك قائلًا إنه أصبح حراً ويمكنه الآن مواصلة حياته.