نفت الجزائر، السبت 27 فبراير/شباط 2021، صحة ما تردد عن اعتزامها الاستعانة بفنانين عرب وأجانب للترويج للسياحة في البلاد، ردا ًعلى أنباء بهذا الخصوص ذكرت أسماء مثل الفنان المصري محمد رمضان، والفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، وعدد من مشاهير الفن والغناء العرب وعبر العالم.
هذا النفي، الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة الجزائرية، يأتي بعد الجدل الكبير الذي خلفته هذه الأنباء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، إضافة إلى عودة الحراك لشوارع الجزائر، ومطالبته بإحداث تغييرات سياسية حقيقية وتحسين ظروف عيش الجزائريين.
أما ما زاد من غضب الجزائريين فهو "توتر" العلاقة بين هذين الفنانَين مع الجزائريين، بسبب تصريحات سابقة لا تحمل "الود" للشعب الجزائري.
وفي الوقت الذي تستهدف فيه الحكومة تنويع مصادر الاقتصاد، وعلى رأسها السياحة، يعاني اقتصاد الجزائر تبعية مفرطة لعائدات المحروقات (نفط وغاز)، إذ تمثل 93% من إيرادات البلاد من النقد الأجنبي، وفق بيانات حكومية رسمية.
"غير مرحَّب بهما في الجزائر"
خبر استقدام رمضان ووهبي لتنشيط السياحة في البلاد، أثار غضب نشطاء ورواد المنصات الاجتماعية؛ بسبب تصريحات نُسبت إليهما، وُصفت بأنها مسيئة إلى الجزائر، عقب تأهل الجزائر لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا على حساب مصر بعد المباراة الشهيرة في أم درمان السودانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، انتشرت مئات التغريدات الرافضة للتعاقد مع رمضان ووهبي؛ وذلك بسبب "ماضيهما السيئ مع الجزائر"، كما ذهب إلى ذلك العديد من المغردين، فيما اعتبرت طائفة أخرى أن هذا الثنائي المصري "غير مرحَّب بهما في الجزائر".
إذ أعاد عدد من المغردين نشر تصريحات سابقة لهيفاء وهبي، وصفت فيها الجزائريين بـ"شعب السكاكين"، وقالت حينها إنها لن تغني أمامهم.
كما تم نشر تصريحات سابقة للممثل والمغني المصري محمد رمضان، مسيئة إلى الجزائر.
بيان وزارة الثقافة
عبَّرت فيه الوزراة عن أسفها لما وصفته بـ"حملة تشويه ومغالطات تقوم بها أطراف معلومة الدوافع (لم تحددها) للتحريض عليها في مواقع التواصل الاجتماعي".
جاء في البيان نفسه، أن وزارة الثقافة "تفند عزمها على استقدام فنانين عرب أو أجانب، كما راج في منصات التواصل".
وقبل أيام ذكر موقع "النهار أونلاين" (جزائري خاص)، أن وزارة الثقافة أسندت إلى شركة "نيكسيس كور" (خاصة) تنظيم مهرجان الجزائر الدولي للتراث والسياحة، صيف 2021، بمشاركة فنانين من مصر ولبنان، بينهم رمضان ووهبي.
الأولوية للجزائريين
كما انتقد نشطاء، إقدام وزارة الثقافة، عبر شركة خاصة، على تنظيم مهرجان ثقافي بزمن الجائحة والوضع الاقتصادي الصعب، في حين رفض آخرون الاستعانة بفنانين من الخارج وتغييب الفنانين المحليين.
وأفادت الوزارة في بيانها، بأن "الفنانين والمبدعين الجزائريين هم الأَولى بالتشجيع والترويج للثقافة الوطنية والتراث المحلي والسياحة الداخلية".
وأوضح البيان أن "انشغال الوزارة منصبٌّ الآن على مراجعة خارطة المهرجانات، وإعادة ضبط التظاهرات الكبرى لتحقق أهدافها".