خصصت شركة الأدوية العملاقة "جونسون آند جونسون" مبلغ 3.9 مليار دولار لـ"نفقات التقاضي"، الذي يشمل معركة تخوضها الشركة منذ سنوات، حول منتجها الخاص ببودرة الأطفال، التي وُجد أن إحدى زجاجاتها تحوي مادة الأسبستوس المسببة لمرض السرطان.
موقع Business Insider الأمريكي ذكر، الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2021، أن الشركة قالت في ملفات لجنة الأوراق المالية والتبادلات يوم الإثنين الماضي، إن الشركة خصصت الأموال "بشكل أساسي لمخزونها المرتبط ببودرة التلك وبعض التسويات".
يُعد هذا المبلغ أعلى بكثير من مبلغ الـ 400 مليون دولار الذي خصصته شركة جونسون آند جونسون لنفقات التقاضي عام 2019.
الشركة أشارت إلى أن بعض الدعاوى القضائية رُفعت مبدئياً في محاكم ولايات ميسوري ونيوجيرسي وكاليفورنيا، إلى جانب بعضها خارج الولايات المتحدة، وأضافت أن الجزء الأكبر من هذه القضايا معلق في المحكمة الفيدرالية.
كذلك تقدمت الشركة باستئناف في المحكمة العليا الأمريكية لإلغاء أحد الأحكام بعد حكم محكمة استئناف ميسوري عليها بدفع 2.1 مليار دولار لمجموعة مكونة من 22 سيدة زعمن أن بودرة الشركة تسببت في إصابتهن بسرطان المبيض .
في السياق ذاته، كشفت الشركة أن عدد دعاوى التضرر الشخصي المعلقة المرتبطة بمنتجها الخاص ببودرة الأطفال "في تزايد مستمر"، وقالت إنه بداية من 3 يناير/كانون الثاني، رُفع عليها 25 ألف دعوى قضائية مرتبطة ببودرة الأطفال التي تنتجها في الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
في العام 2018، أشار تقرير أصدرته أيضاً وكالة رويترز إلى أن شركة جونسون آند جونسون كانت تعلم منذ سنوات أن بودرة الأطفال التي تنتجها تحوي كميات صغيرة من مادة الأسبستوس المسرطنة، وأدى هذا التقرير إلى انخفاض القيمة السوقية للشركة بمقدار حوالي 40 مليار دولار في يوم واحد.
البودرة الملوثة
من المعروف أن بودرة أطفال جونسون تحتوي على التلك، الذي غالباً ما يُستخرج ويوجد قريباً من الأسبستوس، ووفقاً لوثائق الشركة التي راجعتها وكالة رويترز، كانت شركة جونسون آند جونسون على علم باحتمال تلوث بودرة التلك بمادة الأسبستوس منذ عام 1971.
وفي مايو/أيار عام 2020، أعلنت الشركة أنها ستتوقف عن بيع بودرة الأطفال التي تحتوي على التلك في الولايات المتحدة وكندا، وأضافت الشركة أنها "لا تزال واثقة من سلامة بودرة أطفال جونسون التي تحوي التلك"، لكنها قالت إن الطلب عليها تراجع في أعقاب هذه الدعاوى القضائية.
جاء هذا البيان بعد أشهر فقط من إصدار الشركة أمراً بسحب 33 ألف زجاجة من بودرتها الخاصة بالأطفال، بعد أن كشف فحصٌ لها عن كميات ضئيلة من الأسبستوس في إحدى زجاجات منتجها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، وهو ما دفع متاجر Walmart وCVS Health وRite Aid لسحبها من أرففها.