سجَّلت العملة الرقمية "بيتكوين" مستوى ارتفاع جديداً، يوم الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، بعد وصول قيمتها السوقية إلى 1 تريليون للمرة الأولى، في ظل دعم من مجموعة من رجال الأعمال الأثرياء في مقدمتهم مالك "تيسلا"، إيلون ماسك، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
فقد صعدت عملة بتكوين فوق 50 ألف دولار يوم الثلاثاء 16 فبراير/شباط، إلى مستوى قياسي جديد، مواصلة ارتفاعاً تغذيه مؤشرات على أن أكبر عملة مشفرة في العالم تكسب قبولاً بين مستثمرين رئيسيين.
أعلى مستوى على الإطلاق لقيمة بيتكوين
ارتفعت بيتكوين بنسبة 6.4% في تعاملات الجمعة، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وهو أعلى من 55 ألف دولار، وكانت في طريقها لتحقيق ربح أسبوعي بمعدل 14%.
وفقاً لموقع البيانات CoinMarketCap، ارتفعت القيمة السوقية للبيتكوين- قيمة جميع عملات البيتكوين المُتدَاوَلة- بفضل هذا الارتفاع الحاد إلى أكثر من تريليون دولار.
فيما تجاوز سعر العملة الرقمية 50 ألف دولار لأول مرة في يوم الأربعاء 17 فبراير/شباط، مع مواصلتها جذب اهتمام بعض المستثمرين من التيار الاقتصادي الرئيسي، والقبول من مؤسسات مالية.
فيما شهدت البيتكوين ارتفاعاً صاروخياً منذ بداية عام 2021، محققة ربحاً يزيد على 60% من قيمتها خلال فبراير/شباط وحده.
خاصة بعد دعم مالك تيسلا إيلون ماسك
إذ تعززت شعبية العملة الرقمية في الأسابيع الأخيرة بفضل عمليات شراء رفيعة المستوى من شركة السيارات الكهربائية Tesla، التي يديرها الملياردير إيلون ماسك، بينما قال بنك Morgan Stanley الأمريكي إنَّ صندوقه الاستثماري يفكر في استثمار ضخم في عملات البيتكوين.
كانت شركة Tesla هي ما دفعت بسعر البيتكوين عالياً حين كشفت يوم الجمعة باكراً عن شرائها عملات بقيمة 1.5 مليار دولار، وقالت إنها ستقبل قريباً الدفع بالعملة المشفرة.
فيما نشر ماسك تغريدات عدة أعرب فيها عن تأييده للعملات المشفرة، التي يفضلها بعض المستثمرين بينما لا تزال أسعار الفائدة العالمية عند مستويات منخفضة قياسية. وكتب على تويتر يوم الجمعة أنَّ عملة البيتكوين هي "شكل من السيولة أقل غباءً من الأموال النقدية".
قال ماسك في تغريدة: "لكن حين يكون للعملة الإلزامية سعر فائدة حقيقي سلبي، فإن الأحمق فقط هو الذي لن يتطلع لمكان آخر". وأضاف: "بيتكوين تقريباً مثل المال الإلزامي. الكلمة الأساسية هنا 'تقريباً'".
كما دافع عن تحرك تيسلا للاستثمار في بيتكوين، قائلاً إن الاختلاف عن النقد جعلها مغامرة مناسبة للشركة المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لكي تحوز العملة المشفرة.
لكنها تواصل إثارة الشكوك
لكن على الرغم من شعبيتها المتزايدة، لا تزال العملات الرقمية تثير الجدل؛ إذ تتشكك الجهات التنظيمية، بما في ذلك بنك إنجلترا، في العملات المشفرة بسبب تقلبها وضعفها أمام السرقة أو القرصنة.
فقد أعرب محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، في مؤتمر عبر الإنترنت استضافه المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير/كانون الثاني، عن اعتقاده بأنَّ العملات الرقمية الموجودة حالياً لن تستمر على المدى الطويل.
كانت أسعار العملة الرقمية شديدة التقلب في السنوات الأخيرة القليلة؛ ففي مارس/آذار 2020، كان سعر تداولها أقل من 6000 دولار، بينما كان سعر العملة الواحدة منها في 2016 يقل عن 400 دولار.
من جانبه، لفت نيل ويلسون، كبير محللي الأسواق في منصة Markets.com للتعاملات المالية، إلى أنَّ البيتكوين تلقت "المزيد من الدعم المؤسسي".
كما قال إنَّ رئيس شركة الاستثمار الأمريكية DoubleLine Capital، جيفري جوندلاش، وهو مؤيد منذ فترة طويلة للاستثمار في الذهب، "يدعم شراء عملات رقمية لتكون أصولاً تحمي المستثمرين من التضخم النقدي الكبير".