كشف تقرير نشرته صحيفة the Guardian الأمريكية يوم السبت 23 يناير 2021 أن رجلاً آيسلندياً أجرى أول عملية في العالم لزرع ذراعين وكتفين وذلك بعد عشرين عاماً من تعرضه لحادث كلفه كلا طرفيه، فيما قال الأطباء إنه في طور التعافي.
في حين قال الأطباء الذين تابعوا حالة الرجل الآيسلندي إنه لا أحد يستطيع التنبؤ بما إذا كان فليكس غريتارسون ذو الـ48 عاماً سيكون قادراً مرة أخرى على الحركة بعد إجرائه العملية في يناير/كانون الثاني 2021 بفرنسا.
أول عملية لزرع كتفين وذراعين
آرام غازاريان، كبير الجراحين في العملية التي أجريت للرجل الآيسلندي، قال في مؤتمر صحفي يوم الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021 إن منح القليل لشخص فاقد للكثير، هو شيء كثير بالفعل، مشيراً إلى أن الرجل إذا تمكَّن من استعادة قدرته على ثني كوعه بنشاط، سيكون ذلك بمثابة منعطف في حياته، على حد قول الجراح الفرنسي.
يذكر أنه في عام 1998 كان غريتارسون كهربائياً يعمل على خط كهرباء عالي الجهد عندما أدى ارتفاع الفولت لـ11 ألفاً إلى حرق يديه وقذفه على الأرض الجليدية، ما تسبب في إصابته بكسور متعددة وإصابات داخلية، ودخل في غيبوبة لمدة ثلاثة أشهر بتر خلالها الجراحون ذراعيه ثم خضع لعدة عمليات جراحية، منها زراعة الكبد.
القدرة على استبدال الأطراف المفقودة
التقرير البريطاني أشار إلى أنه عندما زار جين مايكل دوبرنارد الرائد في عمليات زراعة اليد، والمقيم في ليون، ريكيافيك لحضور أحد المؤتمرات، سأله غريتارسون إذا ما كان من الممكن استبدال الأطراف المفقودة.
من جانبها قالت زوجته سيلويا في المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الجمعة إن العملية كانت "حلمه الأكبر"، مضيفة أنها نفسها لم تشعر أبداً بأن العملية كانت ضرورية حقاً لأنه "لم يكن ينقصه أي شيء".
لكن في المقابل فقد كانت هناك مشكلة تواجه الرجل الآيسلندي وهي العثور على متبرعين، حيث استغرق ذلك سنوات، وشارك حوالي 50 فرداً من الطاقم الطبي في استعدادات العملية. وقد اشتركت أربعة فرق جراحية لتقليل وقت الانتقال بين المتبرع والمتلقي.
توقعات لحركة الذراع اليمنى
في المقابل قال التقرير البريطاني نقلاً عن الأطباء الذين قاموا بالعملية إن التوقعات لحركة الذراع اليمنى كانت أفضل من الذراع اليسرى، التي تطلبت إعادة بناء كاملة للكتف. وأضافوا أنه لم تُرصد أي مضاعفات خطيرة بعد تسعة أيام من العملية.
في حين كان المريض أمامه طريق طويل حتى يتمكن من تحريك ذراعيه، لكنه بدا سعيداً بشكل واضح بالنتائج حيث قال ليونل بادت، الجراح الذي أطلق البروتوكول الطبي للعملية عام 2010 إنه مع هذا المستوى من البتر لا يمكن للأطباء أن يعدوا بشيء. مضيفاً أنه أمام غريتارسون سنوات من التعلم من جديد.