قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 14 يناير/كانون الثاني 2021، إن القردة داخل معبد أولواتو في جزيرة بالي الإندونيسية، تُركّز على العمل أكثر من أي شيء. إذ تشتهر قردة المكاك طويلة الذيل، التي تتجوّل بحرية في الموقع الأثري، بأنّها تسرق السياح المطمئنين بوقاحة وتتمسّك بمقتنياتهم حتى يُعرض عليها الطعام في صورة فدية.
حيث وجد الباحثون أن تلك القردة بارعة في الحكم على المقتنيات التي يُقدرها الضحايا كثيراً، وتستغل تلك المعلومات لتعظيم مكاسبها.
لجين بابتيست ليكا، الأستاذ المشارك في قسم علم النفس بجامعة ليثبريدج ومؤلف الدراسة الرئيسي، أكد أن قردة المكاك الذكية تُفضّل استهداف المقتنيات التي تزيد أرجحية أن يستبدلها البشر بالطعام، مثل الأجهزة الإلكترونية، بدلاً من الأشياء التي لا يكترث لها السياح كثيراً مثل دبابيس الشعر وحقائب الكاميرات الفارغة.
كما قال ليكا: "صارت هذه القردة خبيرةً في انتشال تلك المقتنيات من السياح التائهين، الذين لم يستمعوا لنصائح فريق المعبد بإبقاء المقتنيات الثمينة داخل حقائب يد مغلقة ومربوطة بإحكام حول أعناقهم وظهورهم". وتُعَدُّ الهواتف المحمولة، والمحافظ، والنظارات الطبية من بين أكثر المقتنيات التي تستهدف القردة سرقتها.
"مفاوضات القردة مقابل الطعام"
بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، وجد الباحثون أن قردة المكاك تُطالب بطعامٍ أكثر مقابل المقتنيات الأعلى قيمة، وذلك بعد قضاء 273 يوماً في تصوير التفاعلات بين الحيوانات وزوار المعبد الإندونيسي.
الدراسة تقول إن المفاوضات بين القرد السارق، والسائح، وموظف المعبد عادةً ما تستغرق بضع دقائق، حيث استغرقت أطول فترة انتظار قبل إعادة المقتنيات 25 دقيقة، منها 17 دقيقة للتفاوض فقط، وعادةً ترضى القردة بمكافأةٍ أقل مقابل المقتنيات الأقل قيمة.
ووفقاً للبحث الذي موّله مجلس كندا للعلوم الطبيعية والبحوث الهندسية، ومعهد أبحاث ألبرتا جامبلينج، ونشرته دورية Philosophical Transactions of the Royal Society العلمية، تعلّمت القردة تلك السلوكيات منذ ولادتها وحتى بلوغها الرابعة من العمر.
"السرقة والمقايضة ذكاء ثقافي من جانب القردة"
ليكا أشار أيضاً إلى أن "السرقة والمقايضة تعبيران عن الذكاء الثقافي من جانب القردة؛ فهذه السلوكيات تعلَّمتها القردة اجتماعياً، وحافظت عليها أجيال منها طيلة 30 عاماً على الأقل في هذه المجموعة".
رغم وجود فريق المعبد في أولواتو لتسهيل العلاقات بين القردة والسياح، فإن إدارة الحيوانات تُمثّل تحدياً بمناطق أخرى من العالم.
إذ تشتهر هذه القردة المروعة بالتسبب في المتاعب داخل الهند، حيث تأكل محاصيل المزارعين، وتُداهم المنازل بالقرى والمدن، لدرجة أنها سرقت أحد العاملين في الرعاية الصحية واستولت على عينات دماء خاصة باختبارات فيروس كورونا مؤخراً.
يشار إلى أن السلطات الإندونيسية أرجأت، في أغسطس/آب 2020، استقبال السياح الأجانب بجزيرة بالي، حتى نهاية العام الجاري، في إطار التدابير المتخذة لمكافحة فيروس كورونا.
حيث أعلن حاكم جزيرة بالي، وايان كوستر، أن خطة السماح للسياح الأجانب بدخول الجزيرة اعتباراً من 11 سبتمبر/أيلول، تم تأجيلها لغاية عام 2021، تماشياً مع القرار المشترك الذي تم اتخاذه مع الحكومة المركزية، بسبب الزيادة المستمرة في أعداد الإصابات بالفيروس.
وتعتبر مقاطعة بالي (Bali) الإندونيسية وجهة سياحية دولية، حيث يوجد فيها تكوين صخري بركاني يُعد من أحد معالمها الهامة.