قررت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية (ناسا) مشاركة بعض الألعاب النارية البينجمية احتفالاً بنهاية عام لا يُنسَى، إذ تنشر الوكالة الأمريكية يومياً "صورة اليوم"، وآخر صورة نشرتها كانت في 31 ديسمبر/كانون الأول، بمثابة لوحة من الألوان، وهي تعرض صورة مركَّبة لسديم الجبار، التقطها تلسكوب Hubble Space وتلسكوب Spitzer Space.
وفق تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، السبت 2 يناير/كانون الثاني 2020، فإن هذا السديم يقع على بُعد أكثر من 1500 سنة ضوئية عن الأرض.
هذه السُّدم، مثل سديم الجبار، هي حاضنات بينجمية، أي سحب ضخمة من الغاز والأتربة تحوي النجوم الناشئة عند مولدها.
كما تتشكل بعض السُّدم مع موت النجوم: فمع برودة قلب النجم، يبدأ بلفظ طبقاته الخارجية، التي تتفرق لتُشكِّل سحباً غازية.
لوحة قوس قزح
للعين المجردة، لن يبدو السديم مثل لوحة قوس قزح مرصعة بنقاط ضوء (التي تشير عادةً إلى تشكيل نجم جديد).
عندما تُصوِّر التلسكوبات الفضائية مثل Hubble جزيئات الهيدروجين والكبريت والكربون التي تشكل السُّدم مثل الجبار، فإنها لا تلتقط اللون، بل بدلاً من ذلك، يسجل Hubble جزيئات الضوء، التي بإمكان وكالة ناسا رؤيتها بعد ذلك، من خلال مرشحات مختلفة تسمح بمرور أطوال موجية معينة من اللون. ثم يُعيِّنون لوناً لكل جسيم يمر عبر تلك المرشحات (فعلى سبيل المثال، الضوء الذي يأتي من خلال المرشح الأحمر يُنسَب له اللون الأحمر).
من خلال دمج صور السديم نفسه التي تُرَى باستخدام مُرشحات مختلفة، بإمكان الوكالة إنشاء صورة مركبة ملونة مثل تلك التي نشرتها.
وفي هذا السياق، قالت وكالة ناسا ناسا: "غالباً ما نستخدم اللون كأداة، سواء كان ذلك لتحسين تفاصيل جسم ما أو وضع تصور لما لا يمكن أن تراه العين البشرية في العادة".
أقرب سديم للأرض
تضم مجرتنا ما يقرب من 3000 سديم، فيما يبقى أقرب سديم معروف إلى كوكبنا هو سديم اللولب، الذي تشكَّل من البقايا الكونية لنجمٍ محتضر.
ويبعُد عن الأرض نصف المسافة تقريباً التي يبعُدها عنها سديم الجبار، وتحديداً 700 سنة ضوئية (لذلك إذا سافرت بسرعة الضوء، فستستغرق 700 عام للوصول إلى هناك).
كما يعمل تلسكوب Hubble الفضائي على تصوير السُّدم منذ 30 عاماً، وتساعد هذه الصور العلماء على معرفة المزيد عن كيفية تطور هذه الغيوم الكونية، أو حتى انطفائها وتضاؤلها بمرور الوقت.