ترتبط الطيور في أذهاننا عادة بالهدوء والحرية، لكن مقابل كل مجموعة طيور تغرد في فيديو لطيف على إنستغرام هناك طيور مخيفة، تكفي صورتها أن تكدر عليك يومك، مثل البجع المرعب الذي يمكنه أن يسحق تمساحاً صغيراً في قضمة واحدة.
وبينما تطورت السمات الخطيرة لهذه الطيور المخيفة لضمان بقائها على قيد الحياة فإن بعض الأنواع التي استعرضها موقع All That's Interesting الأمريكي تعطينا سبباً وجيهاً للخوف.
دعنا نلق نظرة على 9 طيور مخيفة لن ترغب في مواجهتها في البرية:
1- أبو مركوب ومنقاره المميت
لا شك أن أبو مركوب (يعرف علمياً بـBalaeniceps rex) هو أحد أكثر الطيور رعباً على هذا الكوكب، إذ يبلغ متوسط ارتفاعه المخيف 1.37 متر، ويبلغ امتداد جسده عند فرد جناحيه 2.4 متر، ويمكن لمنقاره البالغ 17 سم أن يمزق الأسماك الرئوية التي يبلغ طولها 1.8 متر بسهولة.
موطن هذه الطيور هو مستنقعات إفريقيا، ولم تكن سمات أبو مركوب المخيفة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ من قبيل الصدفة. فقد تطور هذا النوع من الطيور من فئة من الديناصورات، تعرف باسم وحشيات الأرجل أو الثيروبودا (Theropoda) -وهي رتبة تضم التيرانوصورس ركس (Tyrannosaurus rex). وفي حين أن أبو مركوب ليس بهذه الضخامة، إلا أنه يبث الكثير من الخوف في مملكة الحيوانات.
يصنف هذا الطائر ضمن فصيلة صغيرة تسمى Balaenicipitidae، أي أحذية النيل الأبيض. ويُطلق على طيور أبو مركوب بين العامة اسم "بجع الموت"، وتمتلك ثالث أطول منقار بين جميع الطيور خلف طيور اللقلق والبجع. وقد تطور تصميمها الداخلي ليكون واسعاً للغاية من أجل تلبية الاحتياجات اليومية للطيور الكبيرة، ولإصدار صوت "تصفيق" يشبه المدفع الرشاش يجذب الأصدقاء ويخيف الحيوانات المفترسة.
منقار أبو مركوب مفيد أيضاً في ملئه بالماء ليبرد، لكنه أكثر شهرة بقدرته على القتل. إذ يطارد هذا الصياد النهاري الحيوانات الصغيرة مثل الضفادع والزواحف، والحيوانات الأكبر مثل سمكة الرئة التي يبلغ طولها 1.8 متر، وحتى التماسيح الصغيرة. وتتمتع هذه الحيوانات القاتلة بالصبر، حيث تنتظر بشكلٍ روتيني وبلا حراك في الماء لساعات قبل الانقضاض على الفريسة.
أما بالنسبة لتكاثر أبو مركوب فإن أنثاه تبني عشاً على النباتات العائمة وتضع بيضة واحدة إلى ثلاث بيضات في المرة. ويتناوب كل من الذكور والإناث على احتضان البيض لمدة تزيد عن الشهر وإغراقها بالماء لتنظيم درجات الحرارة.
لكن لسوء الحظ أصبح أبو مركوب سلعةً مربحة في السوق السوداء، حيث تصل عائداته إلى 10 آلاف دولار لكل طائر. ووفقاً للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، فقد أدى هذا والعوامل البيئية إلى بقاء ما بين 3300 و 5300 من أفراد أبو مركوب في البرية اليوم.
2- ببغاء دراكولا ذو الصوت الخشن
بمظهر قاتم من الناحية الجمالية وبتسمية رسمية نادراً ما تطلق على أحد الحيوانات، فإن ببغاء دراكولا (أو ببغاء النسر) يستحق اسمه بالتأكيد. فهذا الطائر الهجين بين النسر والببغاء، والمستوطن في غابات غينيا الجديدة هو أكثر الطيور قوطية على وجه الأرض بجسمه الأسود والأحمر الذي يشبه المعطف.
في البداية أطلق على هذه الحيوانات اسم ببغاء Pesquet، وعلمياً Psittrichas fulgidus، وهذا الطائر هو العضو الوحيد في جنسه، وجنسه بدوره هو الوحيد في فصيلته البيولوجية، وهكذا فإن اسم الطائر المتأثر بمصاصي الدماء فريد من نوعه تماماً مثل مكانته في مملكة الحيوانات.
ورغم هيئته المتجهمة فإن هذا الطائر ليس نسراً، ولسوء الحظ بالنسبة لببغاوات دراكولا فإن نظامها الغذائي الأساسي يعتمد على نوع من التين الذي يصعب العثور عليه، وهو ما أدى إلى تفاقم تعرضها للخطر. وفي واقع الأمر تطورت رؤوسها الصلعاء خصيصاً للحفاظ على ريشها جافاً بعيداً عن عصير هذه الفاكهة.
تنمو ببغاوات دراكولا إلى متوسط طول يبلغ 45 سم، ويمكن أن يصل وزنها إلى 800 غرام، مع وجود بقعة حمراء على رؤوس الذكور كونها الفارق الوحيد المرئي بين الجنسين. ومن اللافت للنظر أنّ الباحثين لا يزالون يعرفون القليل جداً عن عادات التكاثر في البرية، باستثناء حقيقة أن الإناث يمكن أن تضع بيضتين في المرة الواحدة.
وهذا طائر اجتماعي إلى حد ما، وغالباً ما يُرصد هذا الطائر المخيف في أزواج، وحتى في مجموعات كبيرة يصل حجمها إلى 20 فرداً. ووصفت أصوات ندائهما المشؤومة سابقاً بأنها هدير خشن يتردد صداه عبر الغابة من مسافات طويلة. وعلى نحو مأساوي أصبح هذا الحيوان سلعة ثمينة في أسواق السكان الأصليين، وبالأخص صيصانها التي تجلب أسعاراً مربحة.
مع تسبب صناعة قطع الأشجار في تدمير المواطن البيئية، وضع الطائر على قائمة الكائنات "المعرضة للخطر" في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وفي النهاية لا يزال ببغاء دراكولا يسكن غينيا الجديدة وأجزاء من أوقيانوسيا.
3- النسر الأسود المخيف الذي يتغذى على الجثث
إذا كان للطائر عنق طويل ونحيل بشكل صادم مع منقار معقوف، فمن المحتمل أنه النسر الأسود أو نسر غريفون. وهذا النوع النادر للأسف من النسور هو ثاني أكبر طائر في أوروبا -ويصل وزنه عادةً إلى 11 كيلوغراماً، وعلى الرغم من ثقل جناحيه فإن جناحي النسر اللذين يمتدان على طول 2.7 سم يسمحان له بالتحليق بسرعة مذهلة تبلغ 74 كيلومتراً في الساعة.
وهو عضو في الفصيلة البازية (Accipitridae)، وهذا الطائر الجارح يوجد بشكل شائع وهو يحلق فوق التيارات الحرارية في مناطق البحر الأبيض المتوسط المعتدلة. وإذا لم تتعرف عليها من حجمها الهائل وسرعة طيرانها فإن نسور غريفون يمكن تمييزها بسرعة بحلقة الريش البيضاء حول العنق، والرأس والعنق الرمادي بشكل غير موحد الدرجة.
وتوجد هذه النسور بشكل شائع في الشرق الأوسط والهند وإفريقيا، بالإضافة إلى مراكزها المتوسطية في البرتغال وإسبانيا، حيث تضم الأخيرة أكبر عدد من أفراد هذه الطيور. ويعيش هذا الكائن الكاسح في الهضاب الجبلية، والشجيرات، والأراضي العشبية، والمناطق شبه القاحلة.
وبصفته صياداً نهارياً فإن نسور غريفون متعاونة للغاية وتطوق المناطق الواعدة معاً، وبمجرد رؤية الطعام تنقض وتبدأ في تناول الطعام -مع الحفاظ على ترتيبها الجوي عند الهبوط. وعندما تمزق هذه الجماعات الجثث تضيف أصوات نداءاتها العميقة عنصراً آخر من عناصر الرعب.
تتميز هذه الحيوانات بصوت عالٍ وتتواصل بشكل متكرر مع بعضها من خلال مجموعة متنوعة من الهسهسة والثرثرة، وذلك أثناء التغذية وأثناء إبعاد الآخرين على الترتيب. وفي معظم الأوقات تأكل نسور الغريفون الماشية أو الأغنام المصابة أو الضعيفة.
أما من حيث التزاوج فإن هذا النوع من الطيور أحادي الزواج، وعادة ما يكون أزواجاً تستمر معاً مدى الحياة، وتحدث المغازلات حول مستعمرات التعشيش، ويتكاثر في هذه المستعمرات من 15 إلى 20 زوجاً، ومع ذلك فقد وُثق أيضاً أن هذا الرقم يمكن أن يصل إلى 150 زوجاً.
وتبني هذه الطيور أعشاشها بذكاء على جوانب الجرف، ولا يمكن للإنسان الوصول إلى هذه التجاويف الصخرية، وتضع بيضة واحدة ويحتضنها كلا الوالدين لمدة شهرين تقريباً. وعادة ما يكون النسل قادراً على الطيران بمفرده بعد أربعة أشهر، مع العلم أن عدد أفرادها عالمياً في زيادة بشكل مطرد ومنتج.
4- الشبنم الجنوبي ومخالبه العملاقة المخيفة
هو أول طائر لا يطير في قائمتنا، وقد طور طائر الشبنم الجنوبي (Casuarius casuarina) مخالب حادة جداً، وهيكلاً يشبه الخوذة فوق رأسه، ولعل أكثر ما يلفت الانتباه هو أن هذا النوع يشبه وراثياً الديناصورات القديمة أكثر من الطيور الأخرى.
وهناك ثلاثة أنواع من طيور الشبنم: الجنوبية والقزمة والشمالية. وبالنسبة للجنوبية، فموطنها هو الغابات الاستوائية المطيرة الكثيفة في غينيا الجديدة، وشمال شرق أستراليا، وجزيرتي سيرام وآرو الإندونيسيتين.
ويمكن أن يصل طول هذه الطيور المخيفة إلى ما يقرب من 1.8 متر، ويصل وزن الذكور إلى 55 كيلوغراماً والإناث إلى 76 كيلوغراماً.
ومتخلفاً عن النعامة فقط من حيث الوزن، لا يزال بإمكان طائر الشبنم الجنوبي الركض بسرعة تصل إلى 48 كيلومتراً في الساعة. وفي حين أن هذا الطائر غير قادر على الطيران، فهو سباح ماهر جداً. وفي الوقت نفسه فإن جلده مصنوع من مادة صلبة ومرنة بشكل يمكن مقارنته بالزبد.
تعتمد هذه الطيور إلى حد كبير على القواقع والفطريات والفاكهة الساقطة، وتتغذى أيضاً على الزواحف والثدييات الصغيرة عندما تنخفض مستويات البروتين. وتكتشف أقدامها الغذاء المحتمل تحتها، في حين أن منقارها الأسود القصير يمكن أن يُفتح على نطاق واسع بما يكفي لابتلاع وجبة كاملة.
5- أبو سعن الإفريقي أو الطائر الحانوتي
أبو سعن الإفريقي، أو Leptoptilos crumeniferus، هي طيور مظهرها مرعب بسبب مشيتها المتسللة الهادئة بشكل خاص وخيال هيأتها الغريبة، لكنها اكتسبت سماتها المخيفة هذه لأسباب تطورية.
كل من عظام أرجلها وأصابع قدميها مجوفة تماماً، وهو ما يسمح لهذه الطيور الكبيرة بالتحليق رغم ضخامتها، إذ يبلغ امتداد جناحي أبو سعن الإفريقي 2.5 متر، ويبلغ ارتفاعها حوالي 1.5 متر. ويعد هذا الطائر الأصلع من طائفة حيوانات القمام أو آكلة الجيف، وهو يقيم الولائم على جثث الثدييات الكبيرة، لكن الأكثر شيوعاً أن هذه الطيور تتناول وجبات خفيفة من النمل الأبيض، وطيور بحجم النحام الوردي، وحتى الأفيال الميتة.
يمكن تمييز الذكور بسهولة عن طريق الأكياس الهوائية الكبيرة التي تفتقر إليها الإناث تماماً. وهذه الأخيرة أيضاً أقصر بشكل كبير، في حين أن كلاهما من طيور اللقلق الثقيلة مع مناقير مخروطية ضخمة. وبالمثل فإن كلا الجنسين مزخرف بألوان رمادية وسوداء وبيضاء، مع رؤوس مرقطة بالأحمر، وأرجل سوداء طويلة.
وينمو ريش أبو سعن الإفريقي بالكامل قبل أن يتم أربع سنوات من العمر. وبينما تخلو رأسه وعنقه من الريش يوجد في الذيل ريش أبيض ناعم، وربما يكون أبرز ما فيه هي التكيسات الحمراء الطويلة التي تتدلى من رقبته.
ويستخدم هذا التكيس الوردي القابل للنفخ، الذي يبلغ طوله 45 سم، من أجل طقوس التزاوج، إذ يتصل بفتحة الأنف اليسرى ويعمل مكبراً لنعيق الطائر الذي يخرج من الحلق. وإلى جانب موسم التزاوج لن يستخدم أبو سعن هذا الريش إلا في ظل وجود تهديدات، وهي مخلوقات هادئة في العموم.
وعادةً يضع الطائر بيضتين أو ثلاث بيضات في موسم الجفاف، ويتناوب الجنسين على الحضانة. بينما يفقس البيض في غضون 30 يوماً، بينما يبدو أبو سعن طائراً محباً ولطيفاً، لكنه يحمي موقعه في سلسلة الغذاء بلا أي شفقة، وتنجذب هذه الطيور إلى حرائق الحشائش، وتسير نحو الحريق لتخطف الحيوانات التي تفر من الحريق وتتغذى عليها.
6- ملك النسور المخيف من أساطير المايا
يُقال إن ملك النسور سُمي على غرار أسطورة من أساطير المايا (حضارة سكنت في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حالياً بغواتيمالا) كانت ترى الطائر باعتباره "ملكاً" أو "سيداً" مسؤولاً عن حمل الرسائل بين البشر والآلهة. وبينما لا يزال هذا الأمر غير مثبت بطبيعة الحال فإنّ ساركورامفوس بابا هو وحش قوي في حد ذاته.
ويزن هذا الطائر اللاحم من 2.5 إلى 4.5 كيلوغرام، ويصل طوله إلى 81 سم، وقد يمتد الجناح حتى 1.7 متر. ومثل النسور الأخرى، فإنّ ملك النسور من آكلي الجيف أو الجثث المتحللة. وتطير مع تيارات الهواء لتحافظ على طاقتها، وتنظر للأسفل بحثاً عن الجثث لتتغذى عليها.
تخدم هذه الطيور القمامة هدفاً بيئياً حيوياً، إذ تمنع انتشار الأمراض بإزالة البقايا النافقة. وعلى الرغم من أن ذيلها وأطراف أجنحتها البيضاء والسوداء تشبه بقية النسور، فإن هذا المخلوق مدهش.
إذ يذكرنا النصف العلوي من ملك النسور بعيونه الصفراء ورأسه وعنقه الملونة بألوان قوس قزح، بطيور استوائية أكثر من تلك التي يكشفها لنا موطنه الحقيقي. ومثل ببغاء دراكولا فإنّ النسر الملك أصلع الرأس. وهذا يساعد الطائر على البقاء نظيفاً وخالياً من العدوى البكتيرية التي تتقيح على الرؤوس.
وملك النسور هو أحد أكبر الطيور القمامة في العالم، ولديه منقار معقوف ومدبب يساعده بشكل مثالي على تمزيق جثث الفرائس. وتنتبه الطيور الأصغر دائماً لإفساح الطريق عند وصول ملك النسور، وتتأكد من ترك مساحة كافية له ليأكل.
7- البوتو العظيم ذو عيون الحشرات
البوتو العظيم ليس مجرد طائر ليلي، لكن لديه عينان كبيرتان لدرجة أنهما تشغلان معظم حجم الجمجمة. ويمكن لهذا المخلوق المميت الصغير، بفضل الرؤية الليلية المدهشة وفتحات جفون العين غير الطبيعية، أن يشعر بالمفترسات القادمة حتى وهو نائم.
يبلغ طول هذا الطائر المخيف 60 سم، ويمتد جناحه بطول 70 سم، ولديه بعض السمات المميزة التي تساعده كثيراً. وبفضل الريش المرقش الذي يساعد هذا الطائر على الامتزاج مع الشجر فإنّ هذا الطائر مموه تمويهاً طبيعياً من الحيوانات المفترسة، ويختفي أمام أنظار الجميع في وضح النهار.
لكن بعد غروب الشمس ينطلق البوتو العظيم في أعمال الافتراس. وفجأة تختفي الحشرات في الهواء، بدايةً من العث وحتى الخنافس، بواسطة هذا المخلوق الخفي. وهذه الضحايا تعيسة الحظ ربما مرت على هذا المفترس نهاراً، ولكنه بدا وكأنه جذع شجرة جامد تماماً.
وإلى جانب الريش المموه يتمتع البوتو العظيم بصوت مذهل. ويسيطر صوته المتردد على الخلفية الصوتية للغابات المطيرة في جنوب ووسط أمريكا. ولأن صوت البوتو مميز للغاية فقد أصبح هذا الصوت هو ما يميز وجوده.
ورغم أن هذه الطيور لا تشكل أي تهديد على الإنسان، فإنه يجب أن يعترف المرء بأن شخصيتها في العموم مروعة. حيث تتخفى في الغابة، وهي من المفترسات، ولها أعين واسعة، وفم أكبر بكثير، وتنبثق من بين الفروع، وتبتلع مخلوقات آمنة بالكامل.
8- طائر البتهوي المقنع ذو الريش السام
طائر البتهوي هو واحد من الطيور السامة القليلة التي تعرفها البشرية، إذ يحتوي ريش الطائر نفسه على واحد من أقوى السموم العصبية التي اكتشفها الإنسان على مر التاريخ، ما يجعل لونها اللامع ومظهرها المبهج ليس سوى خدعة ماكرة قد تكون مميتة.
ورغم السم العصبي المميت فإنّ طيور البتهوي هي من الطيور المغردة العذبة. ويقارب حجمها حجم الحمام، ويبلغ طولها حوالي 22 سم، ولها رأس أسود الريش، وبطن يكسوه الريش البرتقالي الأحمر، ولكن لا يجب الاستهانة بمنقارها ومخالبها السوداء، فهي قوية للغاية.
ويتميز الطائر بصفة أخرى ربما تكون مدهشة بنفس قدر سميته، وهي الرائحة الكريهة المنبعثة منه. ويُعتقد أنها سمة تساعده على إبعاد المفترسات. وبالنسبة لنظامها الغذائي، فهذه الطيور من القوارت، أي تعتمد في غذائها على النبات والحيوانات مثل خنافس ميليريد، التي تحصل منها على سموم البتراكوتوكسين أو ما يعرف بالسمين الضفدعي.
وبالنسبة لكيفية تطور هذه الطيور فإنها تتغذى على خنافس شديدة السمية، حتى تكاد تكون مصدر الغذاء الرئيسي لها. والواضح أن جرعة واحدة صغيرة من هذا السم العصبي القلوي الستيرويدي قد تؤدي بسرعة إلى الشلل، وتوقف عضلة القلب، ثم الموت. بطريقة أخرى، كما يقولها السكان المحليون: "ابق بعيداً عن هذا الطائر القذر".
9- العقاب المقاتل هو طائر مخيف الشكل يمكنه أن يطرحك أرضاً
يمكنك أن تجد هذا النسر المقاتل يحلق فوق حشائش السافانا ومناطق الأدغال المتشابكة جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية. ويمكن للعقاب المقاتل الأكبر والأقوى بين أقرانه الأفارقة أن يصل وزنه إلى 6.5 كيلوغرام، ويمكنه أن يطرح شخصاً بالغاً على الأرض بسهولة، فيما يصل طوله إلى 80 سم، ويمتد جناحاه بطول مترين تقريباً.
بينما قد يجذبك بطنه الأبيض وريشه البني القاتم للإمساك به، فإنّ نظرة واحدة إلى مخالبه الضخمة ستذكرك ألا تقترب منه كثيراً.
لتوضيح الأمر أكثر، العقاب المقاتل لديه من القوة في رجل واحدة ما يكفي لتقدر قبضته على كسر ذراع الإنسان، ولحسن حظنا يفضل هذا الطائر الجارح القوي أن يتغذى على الدجاج الغيني، والدراج، والحباريات، والدجاج، ويمكنه افتراس طيور بحجم اللقلق الأبيض.
شوهدت النسور المقاتلة في المناطق الأخرى مثل أشباه الصحاري وهي تختار صيد الثدييات. وبينما نجد أن الوبريات والظباء أكثر شيوعاً فإن وجباتها شملت أيضاً حيوانات كبيرة مثل الإمبالة، والماعز، والحملان، والنموس، وحتى القرود.
أما بالنسبة لعادات التكاثر فإن هذه الطيور تبني أعشاشاً لينة على قمم الأشجار، على ارتفاعات تتراوح بين 6 إلى 24 متراً من سطح الأرض. وتختار هذه النسور القتالية، مثل نسور غريفون، المنحدرات شديدة الانحدار أو الأخاديد لحماية الأعشاش من التدخل.
لكن على عكس نسور غريفون، تكون هذه الأعشاش ضخمة، ويتراوح قطرها من 1.2 متر إلى 1.8 متر، ويصل سمكها إلى 1.2 متر. ولاحظ علماء الحيوان أن العش يمكن استخدامه لأجيال قادمة من جانب نسور مقاتلة لا تربطها أي قرابة بأصحاب الأعشاش.
وفي ظل اتساع نطاق موطن هذه الطيور إلى 80 كيلومتراً، فهي تقضي ساعات في التحليق فوق تيارات الهواء دون الإمساك بفريسة واحدة. ويُقدر أنها تقضي 85% من وقتها محلقة، وتنصب الكمائن الجوية من حين لآخر على مدار اليوم.
لحسن حظنا، تبتعد هذه الطيور عادة عن الإنسان، وهذه تذكرة أخرى بمدى حظ سلالتنا أن هذه الطيور ليست أكبر قليلاً.
بعيداً عن الحيوانات المخيفة، قد تحب أن تتعرف على معلومات لطيفة أخرى من عالم الحيوان، وإليك اقتراحنا: