كُشف عن أحد أقدم وأفضل المقابر الإسلامية المحفوظة التي تعود إلى العصر الإسلامي في إسبانيا أثناء القيام بأعمال حفر الطرق، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
الصحيفة قالت إن هذا الاكتشاف يزيد الآمال في الوصول لفهم أعمق لتاريخ البلاد بعد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية في القرن الثامن الميلادي.
300 مقبرة إسلامية: عثر العمال على رفات بشري أثناء عكوفهم على توسيع أحد الطرق في تاوست، وهي بلدة صغيرة يسكنها 700 شخص بالقرب من مدينة سرقسطة في شمال شرقي إسبانيا. أعقب ذلك اكتشاف علماء الآثار أكثر من 300 مقبرة تعود إلى القرن الثامن الميلادي.
قال رافائيل لابوردا، أحد علماء الآثار، لصحيفة The Times البريطانية: "اكتشفنا واحدة من أقدم المقابر الإسلامية وأفضلها احتفاظاً بحالتها في شبه الجزيرة الأيبيرية. وعلى الرغم من أن هذه المنطقة كانت منطقة حدودية مضطربة، فإن عملنا يشير إلى أن هذه المقبرة تنتمي إلى مجتمع مسلم مستقر دامَ أكثر من أربعة قرون".
على حدود الإمبراطورية الإسلامية: يُذكر أن العرب، الذين أتموا فتوحاتهم لشمال إفريقيا الرومانية بحلول عام 698، أطلقوا جيوشهم الأمازيغية بدرجة كبيرة عبر مضيق جبل طارق في عام 711 ميلادي، لينجحوا في غزو معظم شبه الجزيرة في غضون ثلاث سنوات.
كانت منطقة سرقسطة أرضاً حدودية ممزعة بين الإقطاعيات المسيحية والإسلامية. في ضوء ذلك قال عالم الآثار لابوردا: "تقع هذه المقبرة بأقصى حدود مناطق الانتشار الإسلامي في سرقسطة وربما كانت مهددة من قبل الممالك المسيحية".
أظهر التحليل الأوَّلي أن عدد السكان المسلمين في المنطقة كان أكبر مما كان يُعتقد. يجب أن يحدد تحليل الحمض النووي أصول السكان ويمدنا بتصور عن سرعة التحول إلى الإسلام بين السكان المحليين.