عرضت بلدات إيطالية تعاني من مشكلات، البيوت المهجورة فيها للبيع بسعر بخس؛ في محاولة لعكس منحى تدفق السكان لخارجها، ومن بين هذه البلدات "ساليمي الخلابة" في صقلية التي تعرض بيوتاً متصدعة بمبلغ أرخص من كوب قهوة، حسب تقرير لموقع CNN Travel الأمريكي.
خلال الشهر القادم، ستُطرَح عشرات من البيوت المتهالكة في المزاد بسعر يبدأ من يورو، أو دولار وبضعة سنتات.
يأمل رئيس بلدية ساليمي، دومينيكو فينوتي، أن يبث المُخطَّط الحياة في البلدة، التي تقلَّص عدد سكانها كثيراً عندما فر ما لا يقل عن 4000 شخص بعد الزلزال الرهيب الذي ضرب وادي بيليس في صقلية عام 1968.
فينوتي قال لموقع CNN Travel إن مجلس البلدية يمتلك جميع المباني… قبل إطلاق المشروع، كان علينا أولاً إصلاح الأجزاء القديمة في ساليمي حيث توجد المنازل، وتحسين مستوى البنى التحتية والخدمات من الطرق إلى شبكات الكهرباء وأنابيب الصرف الصحي. وأكد أن المدينة الآن صارت مستعدة للخطوة التالية.
آمال إحياء المدينة: على الرغم من أنَّ ساليمي قد تأخرت إلى حد ما في الانضمام لحفل طرح منازل مقابل يورو واحد، كان مسؤولو البلدة من بين أول من اقترح بيع المنازل المتهدمة شبه بالمجان بشرط تولي المشترين تجديد العقارات.
مع ذلك، لم يتمكن المسؤولون من تمرير مشروع ساليمي في ذلك الوقت بسبب العديد من المشكلات البيروقراطية، إلى جانب أنه اعتُبر ضرورياً للمدينة الخضوع لتغيير كامل أولاً. وأوضح فينوتي: "لقد كانت عملية طويلة؛ إذ لم نكتفِ بإجراء أعمال صيانة شاملة لتأمين المناطق المتداعية الخطرة فحسب، بل كان علينا أيضاً إصلاح العديد من الممتلكات لاستخدامها سكنياً".
كما أضاف أنهم مستعدون منذ بعض الوقت، لكن أرادوا الانتظار لمعرفة إلى أي مدى ستتطور جائحة فيروس كورونا كوفيد-19.
كانت إيطاليا تحديداً من بين الدول المتضررة بقوة من "كوفيد-19" وفي وقت مبكر نسبياً، على الرغم من أنَّ صقلية تظل حتى الآن واحدة من أقل المناطق تأثراً في الدولة الأوروبية.
يُقِرّ فينوتي بأنَّ الفيروس لا يزال يمثل مصدر قلق لسكان البلدة، التي يوجد بها حالياً نحو 30 حالة مُسجَّلة، لكنه يعتقد أنَّ الآن هو الوقت المناسب للمضي قدماً في تنفيذ المخطط، مؤكداً أنَّ أعداد الحالات تتناقص يوماً بعد يوم.
ستُطرَح المنازل المختارة للبيع بالمزاد بسعر يبدأ من يورو، في تكرار للطريقة التي اعتمدتها مدينة سامبوكا في صقلية، حيث بيعت المساكن لمن يدفع أعلى سعر واشترى مشترٍ واحد على الأقل منزلاً من دون معاينة مسبقة.
الأثر العمراني: رغم إعادة تصميمها عدة مرات على مر القرون، كانت منازل ساليمي، التي ترتفع ما بين طابقين إلى 3 طوابق، ذات يوم نماذج مصغرة للحياة الريفية في المدينة.
يُمكِن للمهتمين مشاهدة صور العقارات المتاحة، جنباً إلى جنب مع الخرائط التي تحدد مكان وجودها، وتنزيل نماذج الطلبات على الموقع المؤسسي لمجلس المدينة بمجرد بدء المشروع. وستُقيم مشروعات الترميم وفقاً لأثرها العمراني.
سيحصل من يخططون لتحويل العقارات التي يشترونها إلى غرف استقبال للمبيت والإفطار، أو نوع آخر من المؤسسات التجارية ذات النشاط الاقتصادي، على ميزات وائتمانات ضريبية إضافية.
كما يمكن للمشتري الواحد شراء أكثر من منزل، لكن يجب على جميع المشترين دفع وديعة ضمان بقيمة 3000 يورو، على أن يسترجعها عند الانتهاء من تجديد العقار في غضون ثلاث سنوات.
يقول رئيس بلدية ساليمي إنَّ هناك ما لا يقل عن 100 مسكن آخر في المدينة يمكن بيعها بعد هذه الدفعة الأولى.
أحلام ذهبية: تتمتع بلدة ساليمي ببريق فريد بفضل اللون الذهبي الدافئ لأحجار الكامبنيا التي تُزيِن واجهات الكنائس والقلعة والقصور والمنازل؛ مما يجعلها تُشِع تحت ضوء الشمس.
تقع ساليمي بالقرب من مطار تراباني وميناء جزر إيغادي الشبيهة بالمناطق الاستوائية، مما يجعلها في موقعٍ مثالي لاستكشاف المناطق البرية في صقلية والشواطئ الخلابة.
وفي حين أنَّ فصول الصيف في صقلية تشتهر بدرجات حرارة عالية، إلا أنَّ البلدة تقع على ارتفاع 450 متراً فوق مستوى سطح البحر، مما يكفل لها نسمات هواء باردة ومنعشة.
