هناك عدد لا يحصى من الأكاذيب التي قيلت لكِ عن الحب. كل تلك الأغاني التي تدور حول هذه المشاعر والبرامج التلفزيونية الناجحة والأفلام الكوميدية الرومانسية التي نشاهدها حول قصص الحب، تحاول أن تخبرك بأن العوامل المشتركة مهمة جداً بينكما وأن هناك شخصاً واحداً لك.
كل صور الحب تلك في وسائل الإعلام تجعل من السهل جداً أن تكون لديك نظرة غير واقعية أحياناً عن الحب وأن تصدقي أشياء غير صحيحة.
ومما زاد الوضع سوءاً، وسائل التواصل الاجتماعي التي يشارك المؤثرون من خلالها حفلات الزفاف الرائعة مع الأصدقاء وينشرون صور سيلفي عن حياتهم العاطفية، تجعل من الصعب التمييز بين الواقعي وغير الواقعي عندما يتعلق الأمر بتوقعاتك عن الحب.
من فكرة أن الحب ليس خياراً يمكن التحكم فيه إلى وهْم الحبيب الوحيد الذي لا يتكرر، هناك كثير من الأشياء التي يجب التساؤل عنها عندما يتعلق الأمر بالحب. وفقاً للخبراء، هذه بعض أكبر الأكاذيب التي قيلت لك عن الحب.
1. يجب أن يكون هناك الكثير من القواسم المشتركة مع شريكِ حياتكِ
فكرة العثور على شخص مشابه لكِ تقعين في حبه تبدو أمراً منطقياً للغاية. وقد يبدو لكِ أنه من الخطر أن تكوني مع شخص مختلف عنكِ فقد يسيء فهمك، مما يؤدي إلى المشاكل والخلافات، أو قد تشعرين بالملل في العلاقة، لأنكما مهتمان بأشياء مختلفة. لكن دعينا نخبركِ بأن هذا غير واقعي على الإطلاق، التوافق في كل شيء أو حتى في أشياء كثيرة أمر صعب المنال وليس بتلك الأهمية.
تتبعت دراسة أمريكية الأزواج وتطورات علاقتهم بمرور الوقت. وقد وجدت أن الأزواج الذين يعيشون بسعادة لا يعتقدون أن التوافق هو السبب في زواجهم الناجح وأنه ليست هناك الكثير من العوامل المشتركة بينهم وبين الطرف الآخر، لكن السبب هو أنهم بذلوا جهداً ليحافظوا على الزواج.
في المقابل، أشار الأزواج غير السعداء إلى عدم توافقهم مع شريكهم كسبب لعدم نجاح العلاقة. في الحقيقة، العلاقة تسير على ما يرام عندما يبذل الناس جهداً في ذلك، لا يتعلق الأمر بمدى توافق الشخصيات.
يعزو باحث الزواج جون جوتمان طول العلاقة السعيدة إلى الطريقة التي يعامل بها الزوجان بعضهما.
2. إما أنك تحبينه وإما لا تحبينه، لا يوجد خيار ثالث!
عزيزتي، الحب ليس أبيض وأسود، وأي شخص يقول لكِ ذلك، فإنه يخبرك بكذبة قديمة كبيرة. هناك درجات للشعور بالحب تماما مثل أي شعورٍ آخر. قد يكون تعريف شخص ما للحب أكثر أو أقل حدَّة من نظرة شخصٍ آخر إليه.
قد تهتم بشخص ما، لكن لا تعتبر نفسك "واقعاً في حب" هذا الشخص. أو قد تحب شخصاً ما ولكن لديك أيضاً بعض المشاعر السلبية حول علاقتك معه.
ولنشرح الأمر أكثر، نضرب هذا المثال من مقالٍ نشر في مجلة Psychology Today. إذ بإمكان الناس أن يحبوا الآخرين عاطفياً بدرجاتٍ متفاوتة. فيمكنك مثلاً أن تحبي شخصاً أكثر من شخصٍ آخر، كما يمكنكِ أن تحبي رجلاً كثيراً وأن تحبي رجلاً آخر أقل قليلاً، يمكنك أن تحبي شخصاً أكثر من اللازم ويمكنك أن تكوني في تلك المرحلة التي لا تحبين فيها شخصاً لدرجة الجنون وبالوقت نفسه لا تكرهينه.
هذا ما يحدث بالضبط عندما يخبرك شخص ما بأنه يحبك وبعد ذلك بوقت قصير يقرر المغادرة ليكون مع شخصٍ آخر.
3. الحب شعور وليس اختياراً
عكس ما تسمعينه دائماً، الحبُّ في الحقيقة هو اختياركِ وقراركِ. إن الوقوع في الحب يعني غالباً اتخاذ القرار حتى قبل أن تقابلي شريكك الآخر.
هذا يعني أن تكوني منفتحة للتغيير القادم ومستعدة للعلاقة، كما ورد في موقع Bustle. في الحقيقة، اختيار الانفتاح على الحب يتطلب الاستعداد لأن تكوني ضعيفة، الحب قد يُشعرك بالسعادة ولكنه حتماً يرهقك.
الوقوع في الحب هو شعور، لكنّ البقاء فيه اختيار والتزام ويتطلب اختيار التركيز على الجوانب الإيجابية في علاقتك. فقد كشفت معالِجة العلاقات إيمي هارتستين، أنه سيتعين عليك أيضاً تحديد ما إذا كنت ترغبين في الاستثمار بالعلاقة مع الشخص الذي تحبينه وتطويرها.
اختيار الاستثمار في علاقتكِ يتطلب الكثير من العمل. تصف ليندا وتشارلي بلوم، الأخصائيتان الاجتماعيتان، هذا الاستثمار بأنه مهارة، وتقولان إن الشعور بالحب لا يكفي لإنجاح العلاقة. إنها كذبة أن الحب ينطوي فقط على العاطفة؛ إنه يتطلب العمل من قبل الطرفين على علاقتهما ببعضها البعض.
4. من الصحي أن تعبّري عن غضبك لشريككِ
ربما تم إخبارك بأنه من المفيد أن تكوني منفتحة مع شريككِ حول مشاعركِ السلبية، إنها ليست كذبة فحسب؛ بل يمكن أن تأتي بنتائج عكسية أيضاً. فوفقاً لمقال في صحيفة New York Times، فالأزواج الذين يعبِّرون عن غضبهم دائماً أكثر عرضة لأن يكونوا غير سعداء في العلاقة. قد يؤدي التنفيس عن هذه المشاعر إلى مزيد من السلبية.
كما كتبت عالمة النفس راندي غونثر، لموقع Psychology Today، أن الجدل والنقاشات الحادة غالباً ما يؤديلن إلى ضرر تراكمي بمرور الوقت.
وحذَّرت من أن الغضب يمكن أن يجعل شريكك في موقف دفاعي؛ مما يؤدي إلى سوء التفاهم. لذلك فإن الطريقة الأكثر صحة للتعامل مع هذه المشاعر هي إدارتها قبل ظهور التوترات. من الأفضل أن يستجيب الشركاء لبعضهم البعض بشكل إيجابي، حتى عندما يقول الآخر شيئاً سلبياً. من الضروري أيضاً التحدث عن مشاكلهما عندما يشعر كلاهما بالهدوء.
من المحتمل أن يكون غضب شريككِ متعلقاً بمشاعره هو وقد لا تكونين أنت السببَ. الغضب عادة ما يكون قناعاً للمشاعر الأكثر ضعفاً والتي تصعب مشاركتها، لذلك يجب أن يكون هدفكِ محاولة فهم غضب شريككِ وليس تأجيجه.
5. يجب أن تمنحي قدراً من الحب يعادل الذي تتلقينه
يجب أن تعطي القدر نفسه من الحب، هذا ما قيل لكِ دائماً، أليس كذلك؟ لكن هذا غير مُجدٍ في العلاقات.
قد يبدو إعطاء القدر نفسه من الحب لشريككِ عادةً صحية للعلاقة، لكنها في الواقع أنانية. فقد كشفت عالمة النفس الاجتماعي سوزان بيري، في مقالٍ لمجلة Psychology Today، أنها طريقة تتمحور حول الذات عندما تعطي لشريكك ما تريدين أن تحصلي عليه بالمقابل. وقد ينتهي بك ذلك إلى الشعور بأنك قدمتِ أكثر من الطرف الآخر، ثم تترددين في تقديم المزيد عندما تشعرين بأنك قد قمت بدورك بالفعل.
في بحثه عن الزواج، وجد جون جوتمان أن الزيجات الموجَّهة نحو المعاملة بالمثل كانت أقل نجاحاً، حيث يؤدي ذلك إلى الاستياء وخيبة الأمل عندما لا تتم تلبية التوقعات. حاوِلي التركيز على ما يمكن أن تفعليه لشريكك، بدلاً من التركيز على ما لا يفعله من أجلك.
6. لا يمكن أن تتوقعي فشل العلاقة
لا أحد يدخل في علاقة ويتوقع أن تنتهي، وعلى الرغم من أنه من غير الممكن رؤية المستقبل، فإنه ليس صحيحاً أنه لا يمكنكِ التنبؤ بنتيجة العلاقة، على الأقل إلى حدٍّ ما.
ففي كثير من الأحيان ، يعرف مستشارو الزواج أن العلاقة الزوجية لن تدوم بسبب الطريقة التي يتشاجر بها الزوجان. وفقاً لأحد الأبحاث، فإن الخلافات بين الشريكين تخبر بالكثير عن مصير العلاقة، حتى إنها دقيقة بنسبة 90% عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بإقدام الزوجين على الطلاق.
الخلافات في العلاقات أمر طبيعي، لكن الطريقة التي يتم بها التعامل مع هذه المشاجرات (أثناءها وبعد انتهائها) يمكن أن تجعل الشراكة تدوم أو تُنهيها. لا يهم كثيراً ما هو أسلوبك القتالي، بل يهم ما إذا كان أسلوبكِ في الشجار يناسب أسلوب شريكك.
7. يوجد "شخص" واحد سوف يحبكِ حقاً
إذا سمعتِ يوماً أن هناك شخصاً واحداً فقط سيحبك بصدق، فلدينا بعض الأخبار السارة لك: إنها كذبة. وفقاً لإحدى الدراسات، يكون الأشخاص أقل التزاماً تجاه الطرف الآخر عندما يؤمنون بمفهوم رفقاء الروح. كما أنهم يجدون صعوبة في إظهار التسامح ويشعرون بمزيد من القلق في العلاقة.
الأشخاص الذين يؤمنون برفقاء الروح ينظرون أيضاً إلى الخلافات بشكلٍ أكثر سلبية، كما أنهم يرون كل شيء أبيض وأسود.
بالنسبة لهم، هناك فرصة واحدة وشخص واحد سيحبهم، لذلك إذا كان هناك تعارض مع شريكهم الحالي، يعتقدون فوراً أنهم أخطأوا الاختيار وأنه يجب البحث عن شخص آخر، بدلاً من محاولة إصلاح المشاكل في العلاقة الحالية.
في حال لم تكن كل هذه الأسباب للتوقف عن الإيمان برفقاء الروح كافية لإقناعك، فإليك ما تقوله الرياضيات. وهو أن احتمال العثور على "الشخص" الوحيد الذي يحبك ضئيل للغاية. كتب راندال مونرو، عالم الروبوتات في وكالة ناسا، لموقع Bustle، أن "فرصتك لإيجاد الحب الحقيقي لا تتجاوز نسبتها مرة واحدة من بين 10000 حياة قد تعيشينها"