"أكاد أموت من الضحك".. نستخدم جميعنا هذا التعبير المجازي عندما نتعرض لموقف مضحك للغاية يجعلنا نقهقه حتى تنقطع أنفاسنا، لكن هل تخيلتم مسبقاً أن الموت من الضحك أمر ممكن حقاً؟
من النادر أن يفارق أحدهم الحياة بسبب الضحك، لكن مع ذلك فإن هذا الاحتمال ليس مستحيلاً.. كيف من الممكن أن يموت الإنسان "حرفياً" من الضحك؟ وهل هناك أناس فارقوا الحياة فعلاً لهذا السبب؟ إليكم ما تودون معرفته:
هل الموت من الضحك ممكن حقاً؟
قد يبدو الأمر شديد الغرابة، إذ يفترض أن يكون الضحك سبباً لجعلنا أكثر سعادة، لكن على ما يبدو فإن بعض أنواع السعادة قد تكون قاتلة حقاً.
فوفقاً لما ورد في موقع Healthline، قد يكون الضحك الشديد سبباً من أسباب الوفاة، ولنكون أكثر تحديداً فإن الضحك بحد ذاته لا يقتل إنما الحالة التي يسببها الضحك قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.
فعلى الرغم من أن الضحك يعتبر واحداً من الأدوية التي تسهم في علاج الحالة المزاجية السيئة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى مشاكل صحية تهدد الحياة، منها ما يلي:
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ
تمدد الأوعية الدموية في الدماغ هو انتفاخ يتشكل في الشرايين في الدماغ. وقد ينفجر هذا الانتفاخ مسبباً نزيفاً في الدماغ والذي يؤدي بدوره إلى الموت.
يمكن أن يؤدي تمدد الأوعية الدموية إلى تلف الدماغ بشكل سريع، بالإضافة إلى زيادة الضغط في تجويف الجمجمة. ومن الممكن أن يتداخل هذا الضغط المرتفع مع إمداد الدماغ بالأكسجين، مما يؤدي إلى الغيبوبة أو الموت.
تشمل علامات تمدد الأوعية الدموية في الدماغ ما يلي:
صداع حاد ومفاجئ
التقيؤ
رؤية غير واضحة
حساسية للضوء
ومن الجدير بالذكر أن السبب الدقيق لتمدد الأوعية الدموية في الدماغ غير معروف، وغالباً ما لا يتم تشخيصه بمراحل مبكرة.
وإذا كان أحدهم يعاني من تمدد الأوعية الدموية في المخ دون أن يدري، فقد يؤدي الضحك الشديد إلى تمزق الأوعية الممددة الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الوفاة.
نوبات الربو الحادة
يمكن أن تؤدي المشاعر المختلفة مثل البكاء والتوتر والإثارة إلى ظهور أعراض الربو، ولا يعتبر الضحك استثناء.
يعاني بعض الأشخاص من أعراض ربو خفيفة فقط، لكن في بعض الحالات قد يؤدي الضحك الشديد إلى نوبة ربو حادة مما يجعل التنفس صعباً للغاية.
وبدون علاج الربو الفوري، يمكن أن تكون نوبة الربو التي يسببها الضحك مهددة للحياة وتسبب فشلاً في التنفس أو سكتة قلبية.
النوبات الجلاستيكية
تعتبر هذه النوبات فريدة من نوعها لأنها ترتبط غالباً بالضحك أو بمعنى أدق بالضحك الذي لا يمكن السيطرة عليه سواء أثناء الاستيقاظ أو النوم.
قد يبدو أن الشخص المصاب بالنوبة يضحك أو يبتسم. إلا أن هذه التعبيرات العاطفية قسرية ولا يمكن السيطرة عليها.
تحدث النوبات الجلاستيكية أحياناً بسبب أورام المخ في منطقة ما تحت المهاد.
الاختناق
يمكن أن يحدث الموت من الضحك أيضاً إذا أدى الضحك بشدة إلى الاختناق.
الضحك الشديد قد يمنعك من تنفس كمية كافية من الأكسجين، مما قد يؤدي إلى توقف التنفس والموت في النهاية.
الإغماء
الإغماء هو فقدان مؤقت للوعي وذلك بسبب عدم كفاية تدفق الدم إلى الدماغ.
وهو ناتج عن انخفاض ضغط الدم وانخفاض معدل ضربات القلب والجفاف والإرهاق والتعرق الشديد.
في بعض الأحيان، قد ينتج الإغماء ظاهرياً عن السعال الشديد أو الضحك، لكن إذا كان السبب الحقيقي للإغماء مرتبطاً بالأزمات القلبية فقد تؤدي حالة الإغماء في هذه الحالة إلى الموت المفاجئ.
قد لا يتسبب الإغماء الناجم عن الضحك في حدوث سكتة قلبية، ولكنه قد يؤدي إلى إصابة مهددة للحياة إذا أغمي عليك بعد الضحك وضربت رأسك.
متى تطلب المساعدة الطبية
لأن الضحك الشديد يمكن أن يسبب مشاكل لبعض الناس، قم بزيارة الطبيب إذا ظهرت عليك أي أعراض غير عادية قبل الضحك أو بعده مثل:
الصداع الشديد
الدوخة
تشوش ذهني
صعوبة في التنفس
فقدان مؤقت للوعي
إذا كنت مصاباً بالربو، فتحدث إلى الطبيب حول خطر الإصابة بنوبة ربو ناتجة عن الضحك. وقد يساعدك الاحتفاظ بجهاز الاستنشاق معك في جميع الأوقات.
هل الضحك الكثير مضر بالصحة؟
في حين أن الموت من الضحك أمر ممكن، إلا أنه احتمال نادر الحدوث.
لذا لا يجب أن ينسينا هذا الاحتمال النادر الفوائد الصحية قصيرة وطويلة المدى للضحك.
إذ تشمل الفوائد قصيرة المدى تقليل مستوى التوتر لديك، ويمكن أن يحفز الضحك أيضاً الدورة الدموية ويساعد عضلاتك على الاسترخاء.
كما يمكن أن يزيد الضحك من امتصاصك للهواء الغني بالأكسجين، وهو أمر مفيد لقلبك ورئتيك.
أما عن الفوائد طويلة المدى، فقد يحد الضحك من الاكتئاب والقلق، مما يساعدك على الشعور بصحة نفسية أفضل.
يمكن أن يؤدي تبديد الأفكار السلبية وتقليل التوتر أيضاً إلى تقوية مناعتك وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
بالإضافة إلى ذلك، كلما ضحكت أكثر، زاد إفراز الإندورفين وهو هرمون يساعد على الشعور بالسعادة ويخفف الألم أيضاً.
أناس ماتوا فعلاً من الضحك
يوجد في التاريخ العديد من الأمثلة التي تروي قصص أشخاص ماتوا حرفياً من الضحك، لعل أبرزها قصة الفيلسوف اليوناني كريسيبوس الذي مات بعد أن انفجر ضاحكاً على نكتة رواها بنفسه.
ولدينا كذلك الرسام اليوناني زيوكسيس الذي مات ضاحكاً على الطريقة الفكاهية التي رسم بها الإلهة أفروديت، بعد أن طلبت منه امرأة مسنة أن يرسمها على شكل آلهة الجمال الإغريقية.
وفي عام 1410، توفي الملك مارتن ملك أراغون من مزيج من عسر الهضم والضحك الذي لا يمكن السيطرة عليه بسبب نكتة رواها مهرج البلاط المفضل لديه.
وفي عام 1975، توفي البريطاني أليكس ميتشل وهو يضحك أثناء مشاهدة حلقة للثلاثي الكوميدي البريطاني The Goodies، فبعد 25 دقيقة من الضحك المستمر، سقط ميتشل أخيراً على الأريكة مودعاً الحياة بابتسامة عريضة.
وقد أرسلت أرملته في وقت لاحق رسالة إلى The Goodies تشكرهم فيها على جعل لحظات ميتشل الأخيرة في الحياة ممتعة للغاية.