توصلت بعثة استكشافية ضخمة إلى أن الكوكب القزم سيريس هو عالم مائي يضم مخزوناً من مياه البحر تحت سطحه، بعدما اعتُقِد لفترة طويلة أنه صخرة فضائية قاحلة.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت إن كوكب سيريس هو أكبر جسم في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشترى، ولديه مجال جاذبية خاص به؛ ما مكّن مركبة Dawn الفضائية التي أطلقتها ناسا من التقاط صور عالية الدقة لسطح الكوكب.
فيما حلّل فريق علماء أمريكي-أوروبي صوراً نقلتها لهم المركبة الفضائية التي التقطتها من على بعد 35 كيلومتراً من الكويكب.
وركّز العلماء على الفوهة الصدمية التي تُسمَّى "Occator – أوكاتر"، التي يرجع عمرها إلى 20 مليون سنة، وخلصوا إلى أنَّ هناك "مخزوناً هائلاً" من الماء المالح أسفل السطح.
معلومات جديدة عن الكوكب القزم: الإثنين 10 أغسطس/آب، نشرت دراسات عدة في دوريات Nature Astronomy و Nature Geoscience و Nature Communications، سلّطت مزيداً من الضوء على الكوكب القزم، الذي اكتشفه الإيطالي جوزيبي بياتسي في عام 1801.
باستخدام الأشعة تحت الحمراء، اكتشف فريق وجود مركب الهيدروهاليت، وهي مادة يشيع وجودها في ثلوج البحار التي لم يُرصَد وجودها خارج حدود الأرض من قبل.
فيما قالت ماريا كريستينا دي سانكتيس، من ﺍلمعهد الوطني الإيطالي ﻟﻠﻔﻴﺰﻳﺎء ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺔ في روما، إنَّ العثور على الهيدروهاليت يمثل علامة واضحة على أنَّ سيريس كانت به بِحار سابقاً.
وصرّحت ماريا لوكالة الأنباء الفرنسية: "يمكننا أن نقول الآن إنَّ سيريس هو عالم مائي (أو عالم محيطي) مثل بعض أقمار كوكبي المشترى وزحل".
الفريق قال بدوره إن ترسبات الملح تبدو وكأنها تراكمت خلال المليوني سنة الماضية، وهي مدة تعادل طرفة عين بالنسبة للزمن في الفضاء.
وهذا يشير إلى أن ركاز الملح ربما يستمر في التصاعد من بطن الكوكب، وهو ما قالت ماريا إنه سيكون له انعكاسات كبيرة على الدراسات المستقبلية.
مضيفة: "المواد التي وُجِدَت على سيريس مهمة للغاية في البيولوجيا الفلكية. فنحن نعرف أن جميع هذه المعادن ضرورية لظهور الحياة".
في دراسة منفصلة، حلّل باحثون من الولايات المتحدة صوراً لفوهة "أوكاتر" الصدمية، وخلصوا إلى أن تلاله وربواته ربما تشكّلت بسبب تجمد المياه على سطحه بعد لفظها من الباطن بفعل نيزك.
قال معدو الدراسة إنَّ النتائج تُظهِر أنَّ عمليات تجمد المياه هذه "تمتد لخارج كوكبي الأرض والمريخ، وتحدث بنشاط في سيريس في الماضي الجيولوجي الحديث".