تعتقد مجموعة من مراقبي النجوم في ولاية تاماوليباس الشمالية الشرقية "Aicot"، وهي جمعية تهتم بالبحث حول الأجسام الطائرة المجهولة في اولاية تاماوليباس، أن قاعدة بحرية متعددة الأبعاد تحت الماء هي بالأصل من خارج الأرض، تمكنت من حماية المدينتين الساحليتين "سيوداد ماديرو" و"تامبيكو" بالمكسيك من الأعاصير لأكثر من 50 عاماً.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 17 يوليو/تموز 2020، فإن خوان كارلوس رامون لوبيز دياز، وهو رئيس الجمعية، يزعم أنه زار القاعدة، المعروفة باسم "Amupa" عبر الإسقاط النجمي، الذي يقول إنه وصل إليه من خلال التأمل واتباع حِمية غذائية نباتية تعتمد على المأكولات البحرية كمصدر وحيد للبروتين.
تفسيرات غريبة: رامون لوبيز دياز مضى في مزاعمه بالقول: "يُفضّل أيضاً صعود المباني القديمة، مثل المعابد والأهرام، حيث تكون الأدراج بزاوية 45 درجة".
مدينة "سيوداد ماديرو"، عانت من أربعة أعاصير عاتية في القرن العشرين، من ضمنها إعصار "إنيز" في عام 1966، الذي أودى بحياة 74 شخصاً في المكسيك وحدها. ويعتقد لوبيز وحلفاؤه أن القاعدة تأسّست في وقت لاحق بعد ذلك.
تتباين التفسيرات حول السبب والطريقة التي يحمي من خلالها الزوار المجهولون "سيوداد ماديرو"، حتى بين المحققين.
يعتقد لوبيز أن الأمر لا يتعلق بقاعدة "Amupac" في حد ذاتها، بل ينبثق من القوة الباطنية لأعضاء جمعية "Aicot" إزاء القاعدة.
علاوة على ذلك، يتردد الحديث حول حقوق مغناطيسية وسلسلة من القضبان البالغ طولها متراً واحداً من الألومنيوم والحديد والنحاس، والتي دُفنت سراً في قاع البحر بالقرب من شاطئ ميرامار، بناءً على اقتراح الزوار قبل أكثر من أربعة عقود.
فيما يزعم آخرون أن الزائرين المجهولين لا يهتمون إلا بحماية قاعدتهم، وأن "سيوداد ماديرو" حالفها الحظ فقط، لأنهم أحبّوا هذه الزاوية الصغيرة من المجرّة. ومع ذلك، فشلت هذه النظرية في تفسير التهديد الذي يُحتمل أن يُشكله أي حدث مناخي أرضي على هيكل ليس له شكل في بُعدنا المادي.
ما وراء العالم المادي: ووفق ماركو فلوريس، المؤرخ الرسمي السابق لـ"تامبيكو"، لا يزال آخرون يقبلون ببساطةٍ ما لا يمكن تفسيره على ما يبدو. وقال: "إذا لم يقدم لنا العلم أي تفسير، فسوف نحصل على تفسير من السحر.. فالخيال دائماً أكثر جاذبية من الواقع".
وضعت حكومة البلدية تمثالاً نصفياً لمريخ أخضر على شاطئ ميرامار في عام 2013، وأطلقت رسمياً على الثلاثاء الأخير من شهر أكتوبر/تشرين الأول "يوم المريخ". لكن التمثال النصفي سُرِق فوراً.
رأى خايمي موسان، مؤرِّخ المكسيك الرائد لمراقبة الأجسام الطائرة المجهولة وغيرها من الأحداث الخارقة للطبيعة، أن جنوب ولاية تاماوليباس كان مرتعاً للنشاط ما وراء العالم المادي، لكنه قال إنه وفريقه من الباحثين لم يكونوا على علم في السابق بقاعدة "Amupac". ومع ذلك، اعتبر أن النظرية كانت "غريبة".
في جهة مقابلة، توافق الدكتورة روزاريو روميرو، عالمة المناخ في الجامعة الوطنية المستقلة بالمكسيك، على أن مخطط طقس "سيوداد ماديرو" الخالي من الأعاصير مثير للاهتمام، ولكنه ليس مُستعصي التفسير.
ورجّحت روميرو أن تشهد "تاماوليباس" عواصف مدارية أقل شدة، فيما ستميل الظروف المناخية الأوسع نطاقاً- مثل أنظمة الضغط العالي شبه الاستوائية والرياح الغربية السائدة- إلى دفع الأعاصير الرئيسية شمالاً نحو الساحل الجنوبي للولايات المتحدة.
بين العلم والمعتقدات: علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن "سيوداد ماديرو" لم تتعرض مباشرة لأعاصير منذ عام 1966، فإنها لم تنجُ من الدمار الذي خلّفته الأعاصير في أماكن أخرى. ففي عام 2013، أعلنت المدينة حالة الطوارئ بعد أن تسبب إعصار "إنغريد" في فيضانات هائلة.
في حين لا يُنذر موسم الأعاصير بالضرورة بوقوع عدد كبير من الأعاصير، حذّرت روميرو من أن التنبؤات غالباً ما يتضح أنها غير دقيقة، وتتخذ العواصف منعطفات غير مُتوقعة، لذا أوصى سكان "سيوداد ماديرو" وغيرها من مجتمعات الساحل الخليجي باتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة الأعاصير.
وقالت: "لدينا الآن أنظمة مراقبة متقدمة ونماذج رقمية تسمح لنا بالتنبؤ بكثافة العاصفة ومسارها، لكن المسارات لا تزال تختلف كثيراً اعتماداً على تلك الظروف الجوية الأوسع نطاقاً".
رغم تنامي التفسيرات المعتمدة على علم مناخ لشرح اتجاهات الطقس حول "سيوداد ماديرو"، لا يزال العديد في المدينة يقدمون تفسيرات دينية.
ويثق الكاثوليك المتدينون في المدينة بـ"سيّدة جبل الكرمل"، لا سيما رعاتها، من البحّارة الذين يدقُّون أبواقهم عند مصب نهر "بانوكو" وهم يمرون بتمثال لها، جرى تنصيبه على نحو غريب بما يكفي عام 1967.