صممت بطلةُ ركوب أمواج من مقاطعة دونيغال الأيرلندية أول لباس ركوب أمواج للمسلمات لمن ترغب في تغطية جسدها أثناء ممارسة رياضتها المفضلة، مستلهمة الفكرة وتصميمها من زيارة قامت بها لإيران، حيث درست سيدات وفتيات هذه الرياضة.
إيسكي بريتون، عالمة الاجتماع البحري بجامعة أيرلندا الوطنية في غالواي، قالت حسب صحيفة The Times البريطانية: "جاءت الفكرة من احتياج النساء لممارسة ركوب الأمواج في إيران ومن أجل توفير إمكانية وصول أكبر للسيدات إلى الرياضات المائية في جميع أنحاء العالم".
وتعتبر إيسكي بريتون، التي صممت اللباس لصالح العلامة التجارية "Finisterre" رائدة ركوب الأمواج في إيران، فعند زيارتها للبلاد لأول مرة عام 2010 أدخلت الرياضة إلى إقليم بلوتشستان، القريب من الحدود الباكستانية والمطلّ على الخليج العربي.
شيرين جيرامي، أول إيرانية تشارك في سباق ثلاثي والمستشارة بمشروع "Seasuit" لتصميم وتصنيع لباس السباحة، قالت: "عندما جاءت إيسكي والمخرجة ماريون بويزيو لزيارة المنطقة، لم يكن هناك أي شخص يمارس ركوب الأمواج في تلك المياه، لا الرجال ولا النساء".
أضافت: "النساء بصفة عامة لا يغادرن المنزل دون عائلتهن، لذا عندما مارست إيسكي وماريون ركوب الأمواج هنا، بدأ الجميع يتساءلون عمّا تفعلان".
بينما أوضحت إيسكي أن النساء والفتيات أردن ممارسة ركوب الأمواج، لكن سرعان ما بدا أن مشكلة الملابس تمثّل عائقاً واضحاً.
في إيران، لم تتمكن إيسكي من ارتداء ملابس الطقس البارد التي تمارس بها ركوب الأمواج في أيرلندا، وقالت: "تتعامل في إيران مع طقس صحراوي شديد الحرارة، يصل إلى 30 أو 40 درجة مئوية، بعيد كل البعد عن المثالية. وملابس السباحة العادية ستكون فاضحة أو ضيقة أكثر من اللازم".
لذا، اختارت إيسكي ارتداء طماق وقميص فضفاض وغلالة طويلة. وقالت إيسكي: "ارتديت غطاء رأس 'ليكرا' فضفاضاً مصمماً للسباحة، ولكن لم يكن مثالياً لركوب الأمواج. كنا بحاجة إلى شيء عملي لا يتشابك، ولا يغطي وجهك إذا سقطتِ من لوح ركوب الأمواج".
عام 2014، اقترحت إيسكي فكرة تصميم لباس سباحة مناسب لركوب الأمواج ملائم للثقافة المحافظة الإسلامية مع العلامة التجارية "Finisterre"، التي تعد إيسكي سفيرةً لها.
كانت الفكرة جديدة، بالرغم من تصميم بعض ملابس السباحة خصيصاً للمسلمات، لم يكن أي منها يستهدف ممارسات رياضة ركوب الأمواج. قالت ديبي لوفمان، مديرة المنتجات بشركة Finisterre: "كانت الفكرة غير مسبوقة، لقد ألهمت الفكرة روح النسوية وحب السفر بداخلي. النساء يردن ممارسة هذه الرياضة بالرغم من كل العوائق التي تقف ضدّهن. لقد لمستني الفكرة من عدة جوانب، لم يكن أي منها تجارياً. كان هذا المشروع من نوعيات المشروعات التي يدفعك الشغف إلى تنفيذها".
يمكن ارتداء التصميم النهائي للباس ركوب الأمواج فوق ملابس السباحة في الطقس البارد، أو بمفرده في ظروف الطقس الدافئة. بينما غطاء الرأس، المصمم من ألياف النايلون المرنة، يعمل بمثابة حجاب للرأس ويتكيف كلياً مع ممارسة ركوب الأمواج حتى في حال سقوط صاحبته عن لوح ركوب الأمواج. ويتميز التصميم أيضاً بنمط التمويه المبهر، الذي استخدمته السفن البريطانية في الحرب العالمية الأولى، من أجل إخفاء ملامح وتضاريس الجسم.