تحدَّى صانعو الشوكولاتة وكبار الطهاة في بلجيكا، الخميس 9 أبريل/نيسان 2020، القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وخطر تفشي الوباء، وقرّروا، رغم ذلك، الاستمرار في إنتاج الحلوى احتفالاً بعيد الفصح، وبدل بيعها في المتاجر فقد قرروا توصليها للزبائن.
أما في روسيا، فقد حول راقصو الباليه مطابخهم إلى منصات وخشبات لعرض رقصاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل مواجهة العزلة والملل، وهو الدافع نفسه الذي دفع موسيقاراً فلسطينياً إلى تحويل منزله لاستوديو للموسيقى، وعوض مشاركة فريق موسيقي محترف فإن معزوفاته يشارك فيها أبناؤه.
بلجيكا.. "ابقَ بالمنزل واستمتع بأكل الشوكولاتة"
المتاجر المختصة ببيع الشوكولاتة لم تغلق أبوابها، بل أتاحت أيضاً توصيل الطلبات للمنازل، من أجل تجنب الازدحام بين الزبائن أمامها وفي الأماكن العامة.
من جانبهم، رفع أصحاب المتاجر شعار "ابقَ بالمنزل واستمتع بأكل الشوكولاتة"، وانتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، كما لاقى إعجاب عشاق "الشوكولاتة".
كذلك، ومن أجل تذكير الناس بضرورة البقاء في منازلهم، صنع الشيف مايكل لويس-أندرسون، وهو صانع كعك بلجيكي وطاه للمخبوزات والحلويات، مشهداً كاملاً مستوحى من قصة السلحفاة والأرنب.
صرّح الشيف أندرسون قائلاً: "لا يجب أن تكون في الخارج تركض لأنك يجب أن تحمي نفسك في ذلك الوقت العصيب، بينما السلحفاة تتخذ من المنزل درعاً يحميها".
أما زميله في المهنة، جيروم، الذي ولد في فرنسا، فقد عاد ليفتح أبواب المتجر المتواجد في العاصمة بروكسل، ويقدم أيضاً خدمة التوصيل للمنازل لمجموعة منتجاته الخاصة بعيد الفصح، بعد أن كان قد غلقها في البداية عندما فرضت السلطات القيود، في 18 مارس/آذار الماضي.
وشهدت بلجيكا حتى الآن 2523 وفاة، وما يقرب من 25 ألف إصابة بكورونا.
غزة.. أسرة العازفين
في غزة، قرر الموزع الموسيقي الفلسطيني أحمد الأيوبي ملء فراغ أطفاله في ظل إجراءات العزل العام في القطاع، بحملهم على عزف المقطوعات الموسيقية.
فهذا الفنان الموسيقي، الذي يعمل في مجال الموسيقى منذ عشر سنوات، يستغل الوقت الذي يمضيه مع عائلته في تعليم أبنائه مقطوعات موسيقية جديدة وصعبة.
هذا القرار، جاء بعد أن أصبح الأيوبي وأولاده حبيسي الجدران بمنزلهم في حي تل الهوى، بالضواحي الجنوبية لمدينة غزة، بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.
ويعتقد الأيوبي، في تصريح لـ"رويترز"، بأن "التدريبات الموسيقية (البروفات) مهمة لإمتاع أطفاله أثناء بقائهم في المنزل، بدلاً من خوض غمار المخاطرة بحياتهم من خلال اللعب في الشارع".
موضحاً: "استغللت وجودي في الحجر المنزلي بالشكل هذا حتى أطور وأحافظ على مستوى الأولاد، وثاني شيء وهو الأهم من هيك إنه هذا ولد بده يلعب وبده يطلع. فأنا إيش بسوي انه بخليه بضمن انه ما ينزلش الشارع.. وما يطلعش وما يلعبش.. انه يلهي وقته، ويكون وقته دائماً موجود وين؟ في بيته.. في إشي فيه فائدة".
بشير، ابن الأيوبي البالغ من العمر تسعة أعوام، يعزف على الناي، بينما يتقن أخوه حمزة العزف على آلة القانون، فيما تغني أختاهما الصغريان ما يحلو لهما وما يرد بخاطرهما من أغان.
يقول بشير: "منعزف مع بعض.. ومنلهي حالنا.. بدل ما نطلع نلعب برا ونؤذي غيرنا ونؤذي حالنا".
يذكر أن غزة سجلت 13 حالة إصابة بفيروس كورونا، جميعها في الحجر الصحي، لكن المسؤولين يعربون عن قلقهم من أن يؤدي نقص المعدات والإمدادات الطبية الحيوية إلى انتشار سريع للمرض بين سكان القطاع، البالغ عددهم مليوني نسمة.
روسيا.. الرقص في المطابخ
أما في سان بيترسبورغ الروسية، فقد حول عدد من راقصي "الباليه" الروس منازلهم، وخاصة مطابخهم إلى مسارح يعرضون فيها آخر إبداعاتهم في الرقص، وذلك بعد أن أغلقت المسارح في جميع أنحاء روسيا أبوابها بسبب فيروس كورونا المستجد.
الهدف من هذه الخطوة هو الحفاظ على التواصل عبر الإنترنت مع جمهورهم من عشاق فنهم، والذين لزموا منازلهم بسبب إجراءات العزل العام الجزئية بسبب الوباء.
سبعة راقصين من فرقة مسرح ميخائيلوفسكي في سان بطرسبرغ، وهي واحدة من أبرز فرق الباليه في روسيا، صوّروا عروضاً في مطابخ بيوتهم وغرف معيشتهم، قبل أن يتم تجميعها في شريط فيديو قصير.
هذا الفيديو، ومدته ثلاث دقائق، وضع موسيقاه الملحن لودفيج مينكوس، ونُشر على صفحات التواصل الاجتماعي للمسرح يوم الأحد، ليحصد زهاء 30 ألف مشاهدة على إنستغرام وأكثر من 550 تعليقاً على فيسبوك.
كما قال مسرح ميخائيلوفسكي، "الفنانون باقون على عهدهم حتى في الظروف الحالية غير العادية. فبينما لا تُتاح لهم فرصة للتفاعل مع الجمهور في المسرح، يستخدمون بيوتهم كمسرح ومنصة إبداعية لهم".
موضحاً أن المبادرة جاءت من الراقص الرئيسي إيفان فاسيلييف الذي شوهد في الفيديو يرفع راقصة الباليه ماريا فينوجرادوفا في غرفة معيشة وهي تحمل إناء طهي.