كشف مغامر فرنسي يبلغ من العمر 73 عاماً، تكتيكه للتعامل مع الأماكن المغلقة، بعد أن أصدرت فرنسا ودول كثيرة، من بينها دول عربية، تعليمات صارمة للبقاء في المنازل لمكافحة تفشي فيروس "كورونا المستجد".
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد سرق المغامر الفرنسي جان-جاك سافان الأضواء العام الماضي، عندما عبَر المحيط الأطلسي في كبسولة على شكل برميل، في رحلة دامت 127 يوماً، تابعها الآلاف على حسابه في موقع فيسبوك.
4 أشهر داخل كبسولة تشبه برميلاً
بدأ سافان رحلته في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2018، من جزيرة إلهييرو بجزر الكناري الإسبانية، وصولاً إلى جزيرة مارتينيك الكاريبية، على مدى نحو 5800 كم.
اعتمد على تيارات المحيط وحدها لدفع الكبسولة عبر المحيط الأطلسي. وبنى كبسولته لتكون مقاوِمة للأمواج والهجمات المحتملة، مستخدماً لوحة شمسية لتوليد الطاقة؛ من أجل تأمين الاتصالات وتحديد المواقع.
بينما اعتمد السبعيني في غذائه على الأطعمة المجففة وأسماك طازجة كان يصطادها، إلى إمدادات كانت تقدمها السفن التي مرت به خلال رحلته.
المغامر الفرنسي قال إن كل شخص يبحث عن الوصول إلى شغفه، وأوضح قائلاً: "يمكن أن يكون وقت العزلة هذا فرصة للاكتشاف، ابدأ بالرسم، تعلَّم الهارمونيكا إذا لم يزعج ذلك الجيران"، وأضاف: "عليك أن تتعب جسدياً وليس ذهنياً، وتمشَّ قدر المستطاع. أهم من كل ذلك، لا تتسمَّر أمام التلفاز ليلاً ثم تنام حتى الظهر".
كما قال: "عندما تقرر خوض التحدي، مهما كانت الصعاب -باستثناء المشكلات الصحية- فتعلم أنها ستنتهي في مرحلة ما. لم تزعجني الوحدة قط، أنا حقاً أقدّرها، لأنني اخترتها. كتبت مذكراتي، قرأت كثيراً، قمت بتمارين بدنية. العزلة، الطقس، تأقلمت مع ذلك، صنعت فراغاً في ذهني لقبول أنني سأستغرق مزيداً من الوقت. كنت أعرف أيضاً أنها مجرد فترة".
ماذا عن عزلة كورونا؟
بخصوص عزلة كورونا، أوضح جان-جاك سافان أن هذا شيء مفروض علينا وكان سريعاً جداً، "لكننا لسنا معزولين تماماً، نملك جميعنا الهاتف. لديَّ رفاق يتصلون بي وغالباً ما يشعرون بالملل. أجد صعوبة في مقاطعتهم، لديَّ أمور أقوم بها".
بينما قال عن عزلته الشخصية لمواجهة فيروس كورونا: "أنا محظوظ لامتلاك 40 هكتاراً من غابات الصنوبر والبلوط على بُعد 12 كم من منزلي في آريس بحوض أركاشون. أسكن في حجرة بمساحة 20 متراً مربعاً، أضيء الشمعة ولديَّ موقد وجدول نهر من 10 أمتار لاستحمَّ. كما الجميع لديّ المعكرونة والأرز والسميد. أنا شغوف بالسردين، لديّ 30 علبة. يمكنني الاستمرار 25 يوماً. إذا تعيّن عليّ البقاء معزولاً ستة أشهر في حجرتي يمكنني ذلك. هذا الفيروس إنذار ترسله لنا الطبيعة، لذا يجب أن نكون حذرين بعد ذلك".