قالت داغمار تيرنر، عازفة الكمان المحترفة التي عزفت للجراحين بينما كانوا يزيلون ورماً خبيثاً من مخها، أمس الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2020، في برنامج Bill Hemmer Reports الذي يُعرض على قناة Fox News الأمريكية، إنها كانت قلقة بشدة إزاء فكرة أن تُصاب بالشلل في يدها اليُسرى بسبب الورم في الفص الجبهي الأيمن في المخ، الذي يتحكم في حركة هذه اليد، إلا أن نتائج العملية "مذهلة تماماً"، وفقاً لما نشره موقع شبكة Fox News الأمريكية.
سياق الخبر: داغمار كشفت عن أنها اقترحت على الجراحين في مستشفى كينغز كوليدج في لندن أن تعزف الكمّان أثناء العملية، وذلك بعد تذكرها مقطعاً على موقع يوتيوب شاهدت فيه عازف كمّان محترفاً يفعل الأمر نفسه أثناء خضوعه للعملية نفسها.
ماذا قالت؟ داغمار قالت: "فكّرت فقط أنه إذا تمكن هو من فعل ذلك، يمكنني فعل الأمر ذاته"، مضيفة: "لا يمكنني العزف جيداً كما فعل هذا الرجل، لكنني تمكنت من عزف القليل إذا كان ذلك يساعد الجراحين في رؤيةٍ دقيقة لأجزاء المخ التي تُحفّزها أصابعي اليُسرى ويدي اليُمنى التي تسحب قوس الكمّان إلى الأمام وإلى الخلف".
فيما كان الخبير الاستشاري في جراحة المخ والأعصاب الذي أجرى العملية لتيرنر، البروفيسور كيومارس أشكان، عازف بيانو هو الآخر ويحمل كذلك شهادةً في الموسيقى، وهو ما قالت عنه داغمار إنه ساعده في استيعاب ضرورة الحفاظ على كفاءتها الموسيقية بأي ثمن.
إذ أخبرت داغمار هامر أنها فكّرت في الألحان التي ستعزفها وأنها ستدخل غرفة الجراحة وتعزف "قليلاً لبيتهوفن أو قليلاً لباخ"، قائلة: "أنت تخطط لكل ذلك وتنفّذ قليلاً منه، وبعد ذلك تدخل إلى غرفة الجراحة ويختفي كل شيء في رأسك". وتابعت: "أنت ترتجل شيئاً فحسب. يأتي ذلك فقط من أصابعك".
ماذا بعد؟ المستشفى أوضح أنه تمكن من إزالة 90% من الورم مع الحفاظ على يد داغمار بكامل قدرتها. بعد 3 أيام فقط من إجراء العملية في 31 يناير/كانون الثاني، كانت داغمار قادرة على العودة إلى المنزل لزوجها وابنها البالغ من العمر 13 عاماً، وقالت إنها تشعر أنها بأفضل حال. وقد تمكنت داغمار من حضور تدريبات يوم الأربعاء مع فرقة Isle of Wight السيمفونية، مما تسبب في ذهول زملائها العازفين. فيما وصفت داغمار النتيجة التي أسفرت عنها الجراحة بأنها "نتيجة مذهلة تماماً".
عودة إلى الوراء: في وقت سابق خضعت عازفة كمان لعملية جراحية في المخ أثناء العزف على آلتها، كي تُظهر للأطباء الجزء الذي يجب أن يتجنبوا إتلافه من المخ، رغم خوفها الشديد من نتائج العملية الدقيقة للغاية التي كانت تشكل خطراً على حياتها.
داغمار، وهي عضوة في فرقة الأوركسترا "Wight Symphony Orchestra" خائفة بشدة من أن تُسبب هذه العملية ضرراً لجزء الدماغ الذي يتحكم في الحركة الدقيقة ليدها اليسرى، الذي تحتاجه في الجانب الأكثر مهارة وتعقيداً في العزف على البيانو.
لذلك اقترحت المرأة أن يفيقها الجراح الرئيسي البروفيسور كيومارس أشكان من التخدير الكلي لعزف الموسيقى، بعد أن أجرى لها الأطباء جراحة حج القحف، بفتح جمجمتها، وأمضوا ساعتين في تحديد أجزاء المخ بدقة.