أظهرت وثائق المحكمة أن الرجل الذي يُعتقد أنه المساعد الشخصي لغوزمان لويرا، إمبراطور المخدرات المكسيكي المشهور باسم إل تشابو، والذي انقلب على رئيسه، بعد اعتقاله، قد سُلِّم إلى الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي.
ظلَّ ماريو إيدالغو أرغيلو، المعروف باسم "ناريز" أو "الأنف" بسبب مظهر أنفه الغريب، رهن الاعتقال لدى السلطات الفيدرالية في سان دييغو منذ 18 يناير/كانون الثاني. وتشير وثائق المحكمة إلى أن إيدالغوا جُلب إلى الولايات المتحدة ليواجه تهم تهريب الماريغوانا.
يأتي ترحيل إيدالغو إلى الولايات المتحدة وفق تقرير صحيفة The Daily Mail البريطانيةبعد ست سنوات من اعتقال السلطات المكسيكية له.
أما غوزمان فقد حُكم عليه العام الماضي، بالسجن مدى الحياة دون إمكانية إطلاق السراح المشروط، ونُقل إلى منشأة تخضع لحراسة أمنية مشددة في ولاية كولورادو، بعد إدانته في محكمة أمريكية بتهريب أطنان من المخدرات على مدى عقود طويلة من العمل الثري في هذا المجال.
الحكومة الفيدرالية كانت قد حافظت على صمتها بشأن تسليم عديد ممن يُفترض أنهم من كبار أعضاء عصابات المخدرات المكسيكية سيئة السمعة، ورفضت وزارة العدل المكسيكية التعليق على ترحيل إيدالغو.
صحيفة Union-Tribune، ذكرت أن إيدالغو اعتُقل في فبراير/شباط 2014 بمنزله في كولياكان، عاصمة ولاية سينالوا المكسيكية وكبرى مدنها.
تعد كولياكان أيضاً موطن كارتل سينالوا، التي تعتبر أقوى منظمات تهريب المخدرات في العالم.
ففي فبراير/شباط 2014، داهمت السلطات المكسيكية منزلاً يُستخدم لإخفاء المخدرات بعد تمكنها من تحديد موقع جوَّالٍ يعود إلى كارلوس هو-راميريز، مدير اتصالات إل باتشو.
وفي أثناء المداهمة التي وقعت في الساعة الـ2 صباحاً تقريباً يوم 17 فبراير/ِشباط 2014، اعتقلت مجموعة من مشاة البحرية المكسيكية والعملاء الفيدراليين الأمريكيين إيدالغو. إذ قيل إنه كان مختبئاً في غرفة نومه الرئيسية وقت إلقاء القبض عليه.
يصف المسؤولون المكسيكيون إيدالغو بأنه "فتى مأموريات" إل باتشو وساعي بريده.
وقد اعتُبر احتجاز "ناريز" ضخماً في حينه؛ لأنه انقلب فوراً وأفصح عن موقع خمسة مخازن ومخابئ أخرى يستخدمها أعضاء بارزون في الكارتيل داخل وخارج كولياكان.
وأخبر ناريز السلطات بأن الكارتيل قد أضافت إلى منازل تخزين المخدرات أبواباً حديدية وأنفاقاً سرية تحت أحواض الاستحمام، تؤدي إلى شبكة الصرف الصحي.
تبين أن أحد هذه المنازل هو المسكن الرئيسي لإل باتشو، لكن تبين أن اختراق الأبواب الحديدية هناك كان أصعب مما كانوا يعتقدون في البداية.
ووفقاً لقناة ABC News الأسترالية، ففي حين كان مشاة البحرية المكسيكيون يستخدمون ذراع كسر الباب، تمكن إل باتشو من تجنب الاعتقال من خلال الهروب من طريق سري تحت حوض الاستحمام.
لكنه اعتُقل في النهاية مع أحد نوابه البارزين في فندق بمدينة مازاتلان في 21 فبراير/شباط 2014.
شهد فيكتور فاسكويز، عميل إدارة مكافحة المخدرات الذي كان جزءاً من عملية البحث عن إل تشابو، في محاكمة إمبراطور المخدرات الفيدرالية في بروكلين في يناير/كانون الثاني 2019.
وأخبر المحكمة بطريقة توصل السلطات المكسيكية إلى إل تشابو عن طريق اعتقال أعضاء من دائرته المقربة، ومنهم ناريز.
شهد فاسكويز: "كنا نعلم أن ناريز كان عضواً، وساعي بريد لغوزمان لويرا، رجل مأموريات، وفرداً يتحرك ذهاباً وإياباً لاستعادة أشياء لغوزمان لويرا، وكان على معرفة بكل منازله وسياراته ومواقعه، حيث أمضى غوزمان لويرا وقته في مدينة كولياكان، كان يعرف كل شيء عن غوزمان لويرا".
في حين لم يؤد تعاون ناريز إلى اعتقال إل باتشو بشكل مباشر، فقد قدم معلومات أدت إلى مزيد من الاعتقالات.